كتب سامر أبو المنى في موقع mtv:
لو كان الأخوت موجودا في أيامنا هذه لربما وجد حلا لأزمة المياه المزمنة في بلدته شانيه.
يعرف اللبنانيون ويحفظون عن ظهر قلب قصة "أخوت شانيه" الذي بذكائه الفطري ابتكر حلا لجرّ مياه نبع الصفا الى قصر الأمير بشير في بيت الدين، والتي لا زالت تتدفق غزيرة حتى يومنا هذا، وقد آلت ملكيتها إلى مطرانية صيدا ودير القمر المارونية مع إعطاء حق استخدامها للمزارعين على امتداد القرى التي تمر عبرها القناة.
اخوت شانيه أوصل مياه نبع الصفا إلى بيت الدين، وبلدته تعاني منذ عشرات السنين شحا في المياه رغم مرور أنابيب مياه الباروك ونبع الصفا التي تغذي معظم بلدات قضاء عاليه في البلدة. إذ في العام ١٩٥١ أنجزت الدولة حفر نفق تحت بلدة شانيه يمتد الى محطة الضخ في محطة بحمدون، وعشرات من أبناء البلدة شاركوا وقتذاك في أعمال الحفر التي كانت يدوية بحت، ومنهم من أصيب بكسور وبعاهات نتيجة الانهيارات أثناء حفر النفق.
منذ نحو خمسين عاما تعاني شانيه من شح في التغذية بمياه الشفة. تحصل على حصتها في أحسن الأحوال ساعة أو ساعتين في الأسبوع، وغالبا ما تتغذى بالمياه مرة في الشهر. وهذه الحال مزمنة (قبل أزمة المازوت وانقطاع الكهرباء عن محطات الضخ). وبفعل شح المياه خسرت إحدى أهم قرى الاصطياف في لبنان روادها من المصطافين.
مراجعات أهل البلدة وبلديتها لم تفلح منذ خمسين عاما في إيجاد حل مستدام لأزمة المياه. اليوم وبعد تملك اليأس أهالي شانيه قرروا الاعتماد على أنفسهم بغياب الدولة العاجزة أصلا. فشكلوا لجنة من بين أبنائها مهمتها جمع التبرعات علهم يتمكنون من حفر بئر ارتوازي وتمديد شبكة أنابيب وإنشاء خزان لمدّ البلدة بحاجتها من المياه. وإن كانت المهمة ليست سهلة لكن اليأس من تقاعس الدولة وعجزها جعلهم يبادرون ليحصلوا على حقهم. ولو قدّر للأخوت أن يعود لكان لعن الدولة التي لم تقدر ما فعله قبل نحو مئتي عام، فتركت قريته عطشى تستجدي حقها استجداء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك