كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تحتلّ الكُتب مكانةً لدى اللبنانيّين لا سيّما أنّ عدداً كبيراً منهم كان يخصّص ميزانيّة خاصّة لشرائها، لكن، كحال كلّ البلد، أثّرت الأزمة الاقتصاديّة سلباً على شريحة كبيرة تراجعت عن جعل القراءة أولويّة بسبب تبدّلها في أيّامنا الحالية.
في هذا السّياق، يؤكّد صاحب دار "سائر المشرق" أنطوان سعد أنّ نسبة بيع الكتب تراجعت، إلا أنّ بعض دور النّشر تعتمد دولار الكتاب بـ 10 آلاف ليرة لبنانيّة.
ويضيف، في حديث لموقع mtv: "من يحتلّ الكتاب لديه أولويّة، يحجز له مكاناً في حياته"، لافتاً إلى أنّ تسعين في المئة من كتب "دار سائر المشرق" الجديدة سعرها يتراوح بين 200 و500 ألف ليرة لبنانيّة، إلا أنّ "بعض دور النّشر حدّدت دولار الكتب بـ 30 ألفاً أو 40 ألفاً".
ويقول سعد: "نحاول أن نساعد من يحبّ الكتب على الاستمرار في ممارسة هوايته"، ويتابع: "نبيع حوالى مئة نسخة من الكتاب وفق سعر الدّولار، أمّا الكتب المتبقّية، فنبيعها بسعر 200 إلى 500 ألف ليرة".
ويشير إلى أنّ "غالبيّة دور النشر تبيع بالدّولار لأنها مضطرّة"، لافتاً إلى أنّ "عدداً كبيراً من القرّاء تأثّر بالأزمة وامتنع عن شراء الكتب".
ويعتبر سعد أنّ "المعارض العربيّة هي أحد الحلول المطروحة، لذلك تركّز دور النّشر اللبنانيّة على المشاركة فيها في ظلّ الوضع الاقتصاديّ الحاليّ".
لكن رغم الأوضاع الصّعبة، لا تزال المبادرات قائمة للتّشجيع على القراءة، وآخرها "المهرجان اللّبنانيّ للكتاب"، الذي تُنظّمه الحركة الثقافيّة في أنطلياس من الجمعة 3 آذار إلى مساء الأحد 12 منه، من السّاعة الثالثة بعد الظّهر حتّى السَاعة التّاسعة مساءً، في الصّالة الكبرى لدير مار الياس - أنطلياس. ويتضمّن المهرجان، إضافةً إلى معرض الكتاب، المنصّات الرقميّة المتخصّصة، تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي: الرعيل الخامس والثلاثون، ندوات ولقاءات ثقافية وشعريّة، توقيع عدد من المؤلفين لكتبهم الصادرة حديثاً.
وتوقّعت أمينة المعرض نجاة صليبي طويل إقبالاً كثيفاً عليه، لأنّ بعد ثلاث سنوات من توقّف المعرض سيكون هذا العام فسحة لقاء للشباب، وكل فرد سيجد ما يبحث عنه، لا سيّما بعد استحداث "بازار"، إذ، كلّ دار نشر سيكون لديها زاوية خاصّة بها.
وتكشف، في حديث لموقع mtv، أنّ دور نشر لبنانيّة فقط ستشارك في المعرض، إذ لا إمكانيّات لاستقدام دور نشر عربيّة نتيجة التّكاليف، مؤكّدةً أنّ إقامة المعرض هو تحدٍّ بحدّ ذاته في ظلّ الأزمة التي يمرّ بها البلد.
وتختم قائلةً إنّ الثقافة نمط حياة، مشدّدةً على أنّ مهرجان الكتاب فسحة تلاقٍ وحرية للاحتفال بالنموذج اللّبنانيّ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك