كتبت رانيا شخطورة في "أخبار اليوم":
بعيدا من العبارات الاستفزازية التي عبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في تأييده العلني للمرة الاولى لترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجة لرئاسة الجمهورية، اذ قال "مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية. الورقة البيضاء سمته من دون أن تكتب اسمه. مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً. أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية. واعلن انه سيجرب "كسر الجمود".
هذا الكلام ادى الى الكثير من ردود الفعل من حيث "الشكل"، ولكن لا بد من قراءة المضمون، من زاوية البحث عن العوامل والظروف التي دفعت الرئيس بري الى المجاهرة بان مرشحه هو سليمان فرنجية، على الرغم من ان هذا الامر معروف وغير مخفي على احد، وبالتالي من ابرز الاسئلة المطروحة على هذا المستوى: لماذا ذهب بري الى هذا المنحى وهو يدرك صعوبة ظروف انتخابه في وقت لم تتغير فيه العوامل المحيطة بترشيح فرنجية، فلا التيار الوطني الحر بدل في موقفه، ولا المعارضة اعلنت عن تأييد، ولم تات اشارات خارجية وتحديدا داعمة بل تبلغ بري رسميا موقف المملكة العربية السعودية الرافض بشكل قاطع لفرنجية؟
يقرأ مرجع واسع الاطلاع، عبر وكالة "أخبار اليوم" موقف بري من وجهتي نظر:
في وجهة النظر الاولى، رئيس المجلس ذهب بهذا الاتجاه كي يقول للجميع انه على الرغم من انسداد كل الآفاق الداخلية والخارجية، الثنائي الشيعي يصر على مرشحه مهما كانت الاثمان وبالتالي التمسك بهذا الترشيح بمعزل عن التداعيات. واذا كان الموقف من وجهة النظر هذه فيبدو ان بري يرد على السعودية وموقف رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع من تعطيل النصاب، وايضا يوجه رسالة الى التيار بان لا خيار له الا العودة الى "كنف الممانعة"، وبالتالي بري وحليفه لن يتراجعا وعلى الفريق الآخر تقديم التنازلات اذا كان الهدف ملء الفراغ.
اما وجهة النظر الثانية، فان خلفية هذا الموقف هي احراج فرنجية، مما يشكل مقدمة للدخول الى مرحلة ثانية متعلقة بالبحث عن البديل، وكأن بري في مكان ما يريد حرق هذه الورقة من خلال الاعلان والمجاهرة عنها بهذا الشكل تمهيدا للانتقال الى مرحلة جديدة على قاعدة ان هذه الورقة لا حظوظ لها.
وانطلاقا مما تقدم، يرى المرجع ان ما من شيء تغير على مستوى الاستحقاق الرئاسي، خصوصا وان بري يواجه مشكلة اساسية تتمثل برفض معظم القوى المشاركة في حوار تحت عنوان التوافق حول الاستحقاق الرئاسي، مشددا على ان قوى المعارضة على الرغم من اختلافها حول ترشيح النائب ميشال معوض الا انها لن تقبل بمرشح من 8 آذار، بمعنى آخر انها متفقة على رفض فرنجية.
الى ذلك تساءل المرجع: هل هناك من ورقة مستورة لدى بري فاراد ان يحرق ترشيح فرنجية ليلعب ورقته الاخرى في هذا التوقيت بالذات المتزامن مع الدخول الخماسي (في اشارة الى لقاء باريس الخماسي الذي عقد مطلع شباط الفائت) الى لبنان، الامر الذي يعتبر مثاليا من اجل تحريك الملف الرئاسي، من خلال البحث في اسماء اخرى.
كما ان المرجع لم يستبعد ان يكون هدف بري ايضا توجيه رسالة الى البطريركية المارونية التي تتحرك من خلال الجولات التي يقوم بها راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم من اجل البحث في الاسماء الرئاسية، واخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة. وبالتالي هل الوقت مناسب لاحراج فرنجية واخراجه والبحث في سلة الاسماء بالتنسيق مع بكركي؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك