كتب عمر البردان في "اللواء":
بإعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو موقف كان متوقعاً، بعدما سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن كشف عن هذا الأمر، فإنه يمكن القول أن صفحة ما سُمّي بـ«تفاهم مار مخايل» قد انتهت، بعد خروج رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من حسابات حليفه الشيعي، في وقت تتجه الأنظار إلى الموقف الذي سيتخذه باسيل، بعد كلام نصرالله، وما إذا كان سيعلن عن ترشيحه للرئاسة الأولى، سعياً لخلط الأوراق، أم أنه سيحجم عن ذلك، بانتظار اتضاح الصورة بشكل أفضل حيال هذا الاستحقاق.
وبانتظار إعلان فرنجية ترشحه للرئاسة رسمياً، بعد تبنّيه من قبل «الثنائي الشيعي»، فإن الملف الرئاسي قد دخل منعطفاً حاسماً، مع توقع بروز مواقف معارضة متشددة رافضة لهذا الخيار، بعدما كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع واضحاً، في التأكيد على أن نواب المعارضة لن يأمّنوا نصاب أي جلسة لانتخاب فرنجية، وجاراه في ذلك عضو كتلة تجدد النائب اللواء أشرف الريفي. ما يؤشر إلى بدء مرحلة جديدة على قدر كبير من الأهمية، في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي لا يمكن توقع أي تطور حيالها، بعدما أضحت مواقف الأطراف على درجة كبيرة من التعقيد المفتوح على كل الاحتمالات.
وإزاء هذه الصورة القاتمة، كشفت المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»، أن أوساطاً دبلوماسية أجنبية، أبلغت عدداً من المسؤولين بضرورة العمل من أجل تقصير أمد الشغور قدر المستطاع، في ظل استحالة إجراء الانتخابات إذا بقيت المواقف على حالها. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإيجاد المناخات الملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في أجواء توافقية من شأنها تأمين أوسع مظلة دعم للرئيس العتيد، لتمكينه من تشكيل حكومة موثوقة، تستجيب لمتطلبات المجتمع الدولي، سعياً من أجل توفير المناخات المناسبة التي تسمح للدول المانحة بتأمين ما يحتاجه لبنان للخروج من هذا المأزق . في ظل وجود مخاوف دولية على الاستقرار الداخلي الذي قد يصبح عرضة لمزيد من الاهتزازات، في ظل اتساع حالة الانهيارات على مستوى معظم المؤسسات التي لم تعد قادرة على القيام بدورها.
وتشير المعلومات، نقلاً عن الأوساط الدبلوماسية إلى أن صورة لبنان في الخارج مقلقة للغاية، وأكثر مما يتصوره البعض، بعدما تكاد الأمور تخرج عن السيطرة كلياً، في ظل حالة الشلل الذي يعمّ كافة أجهزة الدولة، حيث أن عدداً من عواصم العربية والدولية، تنظر بعين القلق إلى ما ينتظر هذا البلد الذي بات في وضع لا يحسده عليه أحد. وقد أجمعت الرسائل الدبلوماسية التي تسلّمها المسؤولون، على أنه لا يمكن الرهان على أي تدخّل خارجي، لإيجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي العالق. وهذا ما يجعل الكرة في الملعب اللبناني، بحيث أن المسؤولية تقع على عاتق الفرقاء اللبنانيين، في توفير الظروف التي تسمح بتجاوز كل الخلافات، والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب.
وبعدما كشف «الثنائي» أوراقه الرئاسية، بدعم حليفه رئيس «المردة»، فإن مصادر معارضة، ترى أن «الخارج بريد رئيساً بأقل الأثمان، أي أنه يريد التخلص من الشغور الرئاسي، وحتى لو كان الرئيس الجديد من فريق الثامن من آذار، في حين أن الموقف الخليجي ما زال ثابتاً على رفض استمرار تمسّك قوى الثامن من آذار بمقاليد الرئاسة اللبنانية، أي أن الرياض لا تجاري المواقف الدولية، بانتخاب رئيس للبنان كيفما كان. بل أنها حريصة على انتخاب رئيس سيادي إصلاحي، تهمّه إعادة إصلاح علاقات لبنان بالعالم العربي والمجتمع الدولي».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك