كتب كلوفيس الشويفاتي في وكالة "أخبار اليوم":
يبدو ان حزب الله قرر بدء خطته الهجومية لفرض سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، وذلك بعدما استنفد كل المراحل التمهيدية، ومنها اقناع الحلفاء المقربين بخياره الذي لن يساوم عليه وهو انتخاب "رئيس يحمي ظهر المقاومة".
اوقف حزب الله عملية المفاوضات مع قيادة التيار الوطني الحر، وكانت كلمة امينه العام حسن نصرالله في يوم الجريح حاسمة في خياره الرئاسي، واطلق رصاصة بدء السباق وبدء مسار مختلف عما كان يتبعه في الاشهر السابقة.
بدأ حزب الله تطويق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ودخل عتبة منزله مستدرجا بعض نوابه للسير بسليمان فرنجية رئيسا. وكان لافتا ما نقل عن ان النائب ألان عون أبلغ رئيس كتلته بأنه تلقى رسالة من قيادة حزب الله تقول التالي: "صحيح أنك منتسب إلى التيار الوطني الحر، ونحن حلفاء منذ زمن، ونحن نطلب منك اليوم أن تتفهم حجم وأهمية وصول الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة.. وأن تكون من صفنا".
هذه الرسالة تظهر ان عملية فرض فرنجية رئيسا اخذت بعدا آخر، ووجد حزب الله نفسه مرغما على استخدام كل اوراقه ولو شكل له بعضها احراجا وتغيّرا في التحالفات والاتفاقات التي قامت مع التيار منذ سنوات، وهو سيقوم بالضغط على عدد من نواب التيار الذين ساهمت اصواته بوصولهم الى الندوة البرلمانية. فالنائب الان عون وصل الى المجلس بالتعاون مع حزب الله في منطقة بعبدا، وسليم عون وصل بواسطة نسبة اصوات امنها حزب الله في منطقة زحلة، وكذلك ساهمت اصوات الحزب بايصال النواب سامر التوم وادغار الطرابلسي وشربل مارون، وحتى ان بعض انصار الحزب يمننون التيار بوصول سيمون ابي رميا وندى البستاني في جبيل وكسروان.
وقد ابدى ناشطون في التيار الوطني الحر امتعاضهم وأسفهم للطريقة التي قد يتبعها حزب الله مع نواب التيار ومنها رسالته لنائب بعبدا، معتبرين انه يستعمل اسلوب النظام السوري الذي اعتمدته دمشق في لبنان قبل العام 2005، مع الفارق ان سوريا كانت دولة محتلة وتتم مقاومتها ولم يكن التيار يعترف بكل ما كان ينتج عن تدخلها في السلطة اللبنانية...
النقطة الثانية التي قد يعتمدها حزب الله في خطته الهجومية، هي اغداق وعود وزارية وخدمات وتعيينات ادارية في حال وصول فرنجية، قد يقبل بها بعض نواب التغيير وبعض النواب السنة الطامحين لمقعد وزاري وخدماتي، وهذه الوعود كان قد رفضها جبران باسيل لقاء ايصال فرنجية.
ويبدو ان السفير السعودي وليد البخاري وباقي الافرقاء الممانعين لوصول فرنجية استشعروا جدية حزب الله في فرض مرشحه، فتحرك البخاري باتجاه الصرح البطريركي في بكركي، وقال لسيده البطريرك الراعي: "ان المملكة مع رئيس إنقاذي غير متورط بقضايا فساد مالي وسياسي". اي انها مع رئيس من خارج منظومة من شارك في السلطة منذ سنوات طويلة والوزير فرنجية واحد من هؤلاء. واوضح البخاري ان المملكة لن تعود الى لبنان كما كانت في سابق عهدها في حال وصول رئيس ينتمي الى حزب الله او قريب من حزب الله.
فهل ستتدخل المملكة لتحصين نواب الطائفة السنية من ضغوط او اغراء حزب الله واعادة ضمهم تحت جناحيها؟ وهل سيتمكن الحزب من اختراق نواب التيار وبعض التغييرين لتأمين وصول فرنجية؟ مع العلم ان الرئيس نبيه بري سيعمل على تأمين اصوات اضافية لفرنجية من نواب الحزب الاشتراكي، حيث يجيد صديقه وليد جنبلاط استغلال التوازنات والتموضع في اللحظات المصيرية. فهل ستكون بيضة قبان جنبلاط حاسمة في الاستحقاق الرئاسي كما كانت سابقا في اكثر من محطة واستحقاق؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك