كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
في بلدٍ انهارت فيه كلّ مُقوِّمات الحياة وعَكَسَت مشاهد الطوابير أمام الأفران والمصارف ومحطات الوقود حجم الكارثة المعيشيّة، ظهرت طوابيرٌ من نوعٍ آخر في العيادات الطبيّة في مشهدٍ غريبٍ، عياداتٌ تُباع فيها حُقن وخدمات التّجميل تماماً كربطات الخبز... وربّما أكثر!
ارتفع الطّلب على عمليّات وحُقن التَّجميل في السنوات الأخيرة بشكلٍ كبيرٍ في لبنان بالرّغم من الأزمة المُتشعِّبة التي قد لا تعرف نهاية قريبة. فما سرّ الزحمة في عيادات التّجميل؟ ومن هم زوّارها؟ وكم هي الأسعار؟
50 في المئة إغتراب...
ردّاً على جملة هذه التساؤلات، يشرحُ الطبيب الاختصاصي في التّجميل والتّرميم الدكتور شادي المرّ أنّ "عدد زوّار أطباء التّجميل ارتفع بشكلٍ غير مسبوق بالرّغم من الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة، وهم بنسبة 50 في المئة من المُغتربين الذين يقصدون لبنان بهدف إجراء عمليّات تجميل، ويساهمون في الوقت عينه بالسياحة، فهم يبيتون في الفنادق ويُشجّعون المرافق السياحيّة على أنواعها"، لافتاً في المقابل، في حديث له عبر موقع mtv الى أنّ نسبة الزوّار من العرب والخليجيّين قد انخفضت، وهم باتوا يقصدون بلداناً مثل تركيا على حدّ قوله.
ماذا عن الأسعار؟
الأغرب من ظاهرة طوابير التّجميل، قد تكون الأسعار المتفاوتة، فبعد جولة لنا على بعض العيادات، تبين أنّه تُسعَّر بعض حقن "البوتوكس" و"الفيليرز" بـ50 و60 دولاراً من دون أن تكون معروفة المصدر، إلا أنّ الأسعار المنطقيّة لهذه الحقن تتراوح بين 200 و250 دولاراً لـ"البوتوكس" و250 و300 دولار لـ"الفيلرز" وتُعتمد في عيادات الأطباء المتخصّصين وليس في بعض صالونات التجميل المُخالفة. أمّا أسعار عمليّات التّجميل فتبدأ بألفي دولار لعمليّة تجميل الأنف وتصل الى 7000 آلاف دولار لشدّ الوجه، وتتخطّى هذا الرّقم الى 10 آلاف دولار لما يُعرف مثلاً بـالـ"Mommy Makeover" أي إزالة الترهّل في أكثر من منطقة في الجسم بالاضافة الى شدّه، والأسعار تتفاوت بين طبيب وآخر.
وفي هذا السياق، يُحذّر المرّ من التداعيات الصحيّة لبعض الحُقن الرّخيصة التي تُستعمل، كاشفاً عن حالة تعرّضت لها مريضة أخيراً، إذ عانت من التهابٍ في وجهها من جراء خضوعها لحُقن غير معروفة المصدر، بالإضافة الى عدوى جرثوميّة ما اضطرّها الى الخضوع لعمليّة جراحيّة عاجلة في الوجه لإزالة هذه الحُقن.
العمليات الأكثر طلباً...
أصبحت بعض عمليّات التّجميل في العالم "تراندينغ" للتشبّه بنجمٍ أو نجمة، أو للحصول على شكلٍ مُعيّن للجسم أو الوجه، ولكنّ عمليات التّجميل الأكثر طلباً في لبنان فهي وفق المرّ، عمليّات تجميل الأنف التي تحلّ في المرتبة الأولى، تليها عمليّات تحديد الجسم وشفط الدّهون، بعدها عمليّات تكبير الثدي، فعمليّات تكبير المؤخّرة التي تحلُّ في المرتبة الرابعة، كاشفاً عن تزايد خضوع الرّجال لعمليّات تجميليّة، والأشهر في صفوفهم هي عمليّات تجميل الأنف والذقن، وعمليّات شفط الدّهون وتحديد الجسم مع تقسيم المعدة.
كآبةٌ وحزنٌ وقلق... وتجميل. عبارةٌ تختصرُ ما يعيشه اللبناني الذي يغرق في بحر همومه بوجهٍ مشدود وجبينٍ مرفوع لأنّ الجمال في بلدنا أيضاً... أولويّة!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك