جاء في "المركزية":
أمام مشهدية المراوحة الرئاسية وعجز الاندفاعة الداخلية والخارجية عن فتح كوة في جدار الشغور المتصدر قصر بعبدا، تتفاقم الهواجس جراء ارتفاع منسوب المخاوف من مستقبل الاوضاع في لبنان في ظل تلبد الغيوم في افق الحلول الرئاسية، بحيث ان التقديرات المتقاطعة بين أكثر من عاصمة عربية وأجنبية تتوقع اطالة أمد الفراغ في سدة الرئاسة الاولى وان تتعاظم معها مخاطر الانهيار على الساحة اللبنانية نتيجة انسداد فضاء الترشيحات المطروحة لرئاسة الجمهورية.
والملاحظ أن أجواء الخلافات اللبنانية الداخلية تجاوزت كل السقوف التي سبق ان شهدتها الاستحقاقات الرئاسية السابقة، بحيث لم يعد التباين في المواقف يخضع لمعايير المعارضة والموالاة او الاكثرية والاقلية، انما تمدد ليصل الى حدود الخلاف والاختلاف في التوجهات والترشيحات بين أركان الفريق الواحد، ما أدى عمليا الى تعقيد الوضع اكثر واستعصاء عملية انتاج اي حلول توافقية على المستوى الوطني للازمة الرئاسية، سيما ان جوهر الازمة يكمن راهناً في كون الترشيحات المطروحة والمعلنة اصبحت غير قادرة على الوصول الى سدة الرئاسة والخيارات البديلة لم تتضح معالمها بعد.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ"المركزية": "إن الغالبية الساحقة من اللبنانيين تحولت الى فقيرة لا بل معدومة نتيجة تآكل مدخولها بفعل الارتفاع الجنوني لصرف الدولار وتاليا الاسعار، اضافة لغياب المعالجات على كل المستويات خصوصا من قبل الحكومة التي تتلهى بصرف الاموال وزيادة الضرائب والرسوم على المواطنين، الامر الذي ينسحب انكماشا اقتصاديا ويؤدي الى غياب الاستثمارات وتاليا هروب الشركات من لبنان ما سيؤدي عاجلا ام اجلا الى انفجار اجتماعي نعمل من جهتنا كقوى تغييرية على تأطيره وتنظيمه ضمن دوائرنا الانتخابية ومناطقنا ليأتي بالنتائج المتوخاة".
ويتابع مؤكدا "بقاء الافق الرئاسي على انسداده فلا التحركات المحلية التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب التغيير ادت الى نتائج ايجابية، ولا المساعي الخارجية وخصوصا الاوروبية اثمرت بدورها حتى الساعة، علما ان الاتيان برئيس غير مرضى عنه عربيا يعني استمرارا للازمة وتاليا للانهيار المالي. المشكلة عالقة هنا وعوض ان نسعى من جانبنا الى تبسيط الأمور لتتلاءم مع تطلعات الاشقاء والاصدقاء ندفع بها الى التعقيد والتصعيد".
ويختم لافتا الى ان "الانقسام طال السلطات كافة من تنفيذية وتشريعية وقضائية والخوف من أن ينسحب ابان الاشهر القليلة المقبلة على الاجهزة الامنية. هنا الطامة الكبرى".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك