كتبت يولا هاشم في "النركزية":
بعد إعلان "الثنائي الشيعي" دعمه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، اعتبر البعض أن المعركة الرئاسية الجدّية بدأت، في حين رأى الآخر ان ترشيح فرنجية يدخل في إطار واحد من خيارين، إما ان يكون طرحه كورقة تفاوض، أو ان الثنائي يسعى جدياً لايصال فرنجية الى قصر بعبدا، وهذا الخيار سيؤدي إلى المواجهة بما أن الفريق الآخر لم ولن يلبّي الدعوة إلى الحوار كما بات واضحاً.
مصادر مقربة من "حزب الله" تؤكد لـ"المركزية" ان "الترشيح عندما يكون علنياً وصادرا عن لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فهو يختلف عن التكتيكات التي يلجأ إليها الآخرون الذين يعتمدون في ترشيحهم على مرحلة اولى وثانية. وبالتالي لا يمكن الشك بمصداقية السيد نصرالله بتاتاً، لأنها بالنسبة إليه خط أحمر.
وتلفت المصادر الى ان الأفرقاء في لبنان، كما قال الأمين العام في خطابه الأخير، يختلفون بين بعضهم البعض وأفق الاتفاق مسدود بينهم، وفي حال استمر هذا الاختلاف فإن الشغور سيستمر إلى ما لا نهاية. لذلك، لا بديل عن الحوار والاتفاق. وتضيف المصادر: الفريق الآخر لديه مرشحه والذي بات واضحاً حجمه في السباق الرئاسي، لكنه مستمر بدعمه وترشيحه، وفريقنا كان يصوّت بورقة بيضاء لأننا لم نكن ثابتين على قرار، في حين أننا اليوم اتخذنا القرار بترشيح فرنجية. لكن الاستمرار بهذه الطريقة سيؤدي الى طريق مسدود، والمطلوب التوجّه إلى الحوار، لكن دون كسر الآخر، حتى الحليف او غير الحليف لا يمكننا ان نكسره. السيد نصرالله لا يقبل مطلقا كسر الآخر. وأكبر مثال على ذلك، عند تشكيل إحدى الحكومات، جرى الحديث عن حكومة اللون الواحد، فاعترض السيد نصرالله ورفض من منطلق أنه يريد للآخر ان يشارك. هناك خط أحمر ممنوع تجاوزه.
وتستطرد المصادر: "يتحدث الجميع عن معايير وصفات للرئيس. فليأتوا لنا بشخص يتحدث مع الجميع ولا يكون طرفاً، وما ينطبق علينا ينطبق على الفريق الآخر. في النهاية حتى لو اختلفنا سياسيا، فإن رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان وليس لفئة او طائفة. هذه من المسلمات وتنطبق أيضاً على رئيسي الحكومة والنواب. هذا وضع لبنان ولا خيار آخر أمامنا، ولا يمكن ان يُحكم من جهة واحدة دون الأخرى. علينا ان نتفق، واذا كنا نحب لبنان فلنترجم فعل الحب هذا بانتخاب رئيس، قد لا يعجبني مئة في المئة بل أقله 50 في المئة. الجميع لديه مآخذ معينة على الأشخاص، إلا ان هناك معايير مطلوبة تساعد في حال بلورتها على الخروج من هذه الدوامة. على اللبنانيين ان يتفقوا بغية الخروج بأفضل الممكن.
وأكدت المصادر ان ترشيح فرنجية جدي واكثر، فبعد 11 جلسة انتخاب، نقف ونعلن أننا لن نستمر على هذا المنوال، وقالها السيد "يمكنكم تعطيل النصاب، ولكن هذا مرشحنا، نتفق معكم عليه، تريدون ان تسيروا به فلندع الى جلسة وننتخب رئيسا". الفراغ أسوأ اسم يمكن طرحه، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تقتل شعبنا يوميا ألف ميتة.
وعن إمكانية عقد جلسة قريبة تجيب المصادر: اذا ظهرت بوادر اتفاق، بالطبع سيدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة، لكن لن نشهد جلسة كسابقاتها، فإما ان تكون للانتخاب وإما لا داعي لعقدها، إذا كانت لا تقدم ولا تؤخر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك