كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
بكثير من الدقة، ترصد الجهات العسكرية اللبنانية ما يدور على المسرح الفلسطيني من تحركات وعمليات أمنية، وتحديدا داخل مخيم عين الحلوة الذي شهد في الايام الاخيرة توترا لامس حدود الانفجار، بفعل عملية قتل العنصر في حركة فتح محمود زبيدات، على يد خالد علاء الدين الملقب بـ"الخميني" المنتمي الى عصبة الانصار التي ترفض حتى الساعة تسليمه الى السلطات اللبنانية، وقد توارى عن الانظار منذ ذلك الحين، اذ تفيد المعلومات ان حركة فتح اعلنت حال استنفار واستقدمت مئات العناصر الى المخيم، ووزعتهم على مراكزها في حيي البركسات والطيري استعدادا لعملية أمنية ضد مجموعات الاسلاميين المستنفرين عسكريا من جهتهم، مدعومين لوجستيا من حركة حماس، في الاحياء التي يسيطرون عليها، وتحديدا في الطوارئ وحطين والصفصاف والمنشية والغوير التي باتت موئلا لكل هارب من وجه العدالة، وكل مرتكب ومطلوب من السلطات اللبنانية في جرائم ارهاب وتفجير وقتل....
ويتخذ القلق اللبناني والتوجس من الاستنفار الفلسطيني بعده، في ضوء رصد نيات مبيتة لمحاولة تفجير الوضع أمنياً، ليس في مخيم عين الحلوة فحسب، انما في مجمل المخيمات الفلسطينية، بفعل حدة الاشتباك السياسي بين فتح وحماس، التي تقف عادة في الحديقة الخلفية للتنظيمات الاسلامية المرتبطة بها عقائديا، لتواجه فتح من خلال مجموعات ارهابية تمدها بالسلاح والعتاد واجهزة الاتصالات وابرزها مجموعة المقدسي المتمركزة في حي الصفصاف. الجيش اللبناني المتمركز على مداخل المخيم يرصد بدوره أي تحرك امني ويجري اتصالاته مع الشخصيات السياسية المعنية، في موازاة حركة اتصالات متسارعة تقودها بعض القوى والاحزاب في صيدا لا سيما حركة امل ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد الذي تفيد معلومات "المركزية" انه فتح خطوط التواصل مع مختلف الفصائل الفلسطينية داخل المخيم وخارجه، ونجح في حملها على المشاركة في اجتماع يعقد صباح غد في مكتب التنظيم في صيدا الى جانب الاحزاب اللبنانية المعنية بأمن صيدا والجوار.
وتكشف المعلومات عن مسعى تجري بلورته راهنا يقضي باصدار عائلة علاء الدين بيان استنكار لما اقترفه ابنها ، تعمد على اثره الى تقديم التعازي لعائلة زبيدات، ما يسهم في سحب فتيل التفجير ويخفف حدّة الاحتقان، فتسلك الاتصالات السياسية في ضوئها درب التهدئة لاعادة الامور الى نصابها ومنع توظيف القضية في بازار الاستغلال الامني والسياسي فلسطينيا ولبنانيا.
الميدان في عين الحلوة اليوم أهدأ من الامس وما قبله، تؤكد مصادر من داخل المخيم لـ"المركزية"، على رغم استمرار الاستنفار بين الطرفين، واجتماع الغد مفصلي في مسار الازمة، ففي ضوء ما تفضي اليه نتائجه تتجه اوضاع الميدان وعلى نجاحه تترتب التطورات، الا اذا كان المخطط أبعد من اشتباك محدود في مخيم، وما يتردد عن استخدامه بوابة لتفجير امني واسع كتوطئة لحل سياسي "عالسخن" للأزمة اللبنانية الرئاسية دقيق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك