جاء في "اللواء":
انشغلت الأوساط الرسمية والنيابية والحزبية بالحدث الاقليمي - الدولي المتمثل بإعلان كل من المملكة العربية السعودية وإيران، برعاية الصين، وفي بكين استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة دامت لسنوات، نظراً لانعكاساته الايجابية على الاستقرار الاقليمي في دول آسيا القريبة، لا سيما القوتين الاقليميتين النافذتين السعودية وايران، بالتعاون مع آسيا البعيدة الممثلة بجمهورية الصين الشعبية.
وبمعزل عن تخوم التأثير الجيوبوليتيكي لكل من المملكة وايران على الدول المجاورة، سواء في الخليج او دول غرب آسيا العربية من سوريا الى لبنان مروراً بالعراق، فإن الأوساط اللبنانية قابلت بارتياح هذا الحدث الاقليمي الكبير، وسط متغيرات ميدانية في الميدان بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني، سواء في الضفة والقطاع وأراضي الـ48.
واعتبرت مصادر سياسية أنّ الاتفاق السعودي الايراني خطوة مهمّة لإزالة حالة التوتر بين البلدين، وفتح مرحلة جديدة بالعلاقات بينهما، وهو من شأنه أن ينعكس ايجابًا على دول المنطقة، ولا سيما الدول التي تعاني من جراء التدخلات الايرانية في شؤونها الداخلية، مباشرة أو بواسطة مليشياتها المسلحة المنتشرة على أراضيها، وقالت: "إنّه من المبكر إعطاء توقعات مسبقة عن نتائج ومفاعيل الاتفاق مستقبلا، ولا بد من انتظار بعض الوقت، لاختبار مدى جديّة الالتزام الإيراني بتطبيق بنوده، لئلا يكون هذا الاتفاق مجرد واجهة يتلطى وراءها الإيرانيون، لاستكمال خطط الهيمنة على العديد من هذه الدول".
وأشارت المصادر إلى أنّ أهمية الاتفاق المذكور بين المملكة وايران، أنّه حصل برعاية الصين وهي المرة الاولى، التي يحصل فيها مثل هذا الحدث بالمنطقة، ما يؤشر الى تبدلات في الموازين السياسية والتحالفات والنفوذ، وهذا يعني صعوبة التملص منه إيرانيا، أو الالتفاف عليه لإفشاله واسقاطه، أسوة بالعديد من التفاهمات والاتفاقات التي انقلبت عليها طهران طوال العقود الماضية.
ودعت المصادر إلى الحذر، وعدم الاسترسال بالتوقعات الايجابية السريعة على الملف اللبناني، وتحديداً انتخاب رئيس جديد للجمهورية، باعتبار أنّ الاولوية لاعادة الثقة المفقودة بين البلدين، والبدء بحل المشاكل المباشرة بينهما وفي مقدمتها إنهاء الحرب باليمن. إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم مقاربة الأوضاع في لبنان من ضمن أوضاع الدول العربية التي تشهد توتراً، بسبب التدخلات الايرانية، وهذا يتطلب انتظار مزيداً من الوقت، لاستكشاف مدى التأثير المباشر للاتفاق بين المملكة وايران على الداخل اللبناني.
وأشارت المصادر إلى أنّ هناك جملة مؤشرات، عكست البدء بالتحولات في المنطقة، استباقًا لمفاعيل الاتفاق المذكور، بدأت بتغطية "حزب الله" حليف ايران، لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بعد أن كان يعترض ويعرقل حصوله لأكثر من عشر سنوات متتالية، بينما بدأت تظهر بوضوح مقدمات التخفيف من مفاعيل الاتفاق على وضعية الحزب بلبنان، بالعبارات التطمينية التي وجهها الأمين العام للحزب حسن نصرالله لجمهوره، وتأكيده بأن ايران لن تبدل تعاطيها مع حلفائها.
وإزاء توسم لبنان انفراجاً على مستوى الازمة الرئاسية في الاسابيع المقبلة، قال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان لبنان يحتاج الى «تقارب لبناني وليس الى تقارب ايراني - سعودي» مؤكداً ان «على لبنان ان يقدم المصلحة اللبنانية على اي مصلحة ومتى حصل هذا سيزدهر».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك