ربما ينهي الاتفاق الذي أعلن عنه بين المملكة العربية السعودية وإيران، إثر مفاوضات استضافتها الصين، تاريخاً من التصعيد المتبادل خلال السنوات العشر الاخيرة، وأدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية في العام 2016.
وتتنافس القوتان الإقليميتان الكبيرتان على زعامة المنطقة منذ عقود، في إطار خصومة بدأت بشكل رئيسي مع قيام الثورة الإسلامية في طهران العام 1979.
ومنذ أيلول 1980، بدأ التوتر على أعلى مستوياته، عندما هاجم العراق إيران، في حرب استمرت حتى عام 1988 كانت السعودية خلالها أبرز ممولي الرئيس صدّام حسين، وشجعت غيرها من الدول الخليجية على الأمر نفسه.
وصدّت قوات الأمن السعودية في تموز 1987 تظاهرة للحجاج في مكة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 400 قتيل غالبيتهم من الإيرانيين. وفي العام 1988 قطعت الرياض علاقاتها بإيران، وتغيّب الايرانيون عن الحج حتى 1990.
وفي ذروة ما سمي بمرحلة "الربيع العربي"، أرسلت الرياض في آذار 2011، ألف جندي الى البحرين بعد اضطرابات كانت ايران وراءها.
واعتباراً من العام 2012، تواجهت طهران والرياض في النزاع السوري. فإيران، بمساعدة "حزب الله"، هي الحليف الاقليمي الرئيسي، عسكريا وماليا، للنظام السوري، في حين كانت السعودية تقدّم دعماً للفصائل السورية المعارضة.
وفي اليمن، تقود السعودية منذ آذار 2015، تحالفاً عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين لمنعهم من السيطرة بشكل كامل على البلد الفقير بعد العاصمة صنعاء. واتهمت الرياض وواشنطن إيران بمدّ الحوثيين بالأسلحة.
وفي أيلول 2015، دانت إيران "عدم كفاءة" السلطات السعودية بعد حادثة تدافع خلال مناسك الحج في مكة، أدت إلى مقتل مئات الإيرانيين.
وفي كانون الثاني 2016، أعدمت السعودية 47 شخصاً محكومين بتهمة "الإرهاب"، بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر. وفي اليوم التالي، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران إثر مهاجمة محتجين سفارتها في طهران.
في 2016، صنّفت الدول الخليجية حزب الله منظمة "إرهابية". علماً أنّ لبنان كان لسنوات ساحةً للصراع بين الدولتين.
وفي تشرين الأول 2017 ، أعربت السعودية عن دعمها للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما رفض الاستمرار في اتفاق عام 2015 الذي يهدف إلى الحد من أنشطة طهران النووية.
في 15 آذار 2018، قارن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين الطموحات الإقليمية المزعومة للمرشد الإيراني علي خامنئي وطموحات ادولف هتلر. وقال بن سلمان: "إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، سنقوم بالمثل في أسرع وقت".
في نيسان 2021، استضاف كل من العراق وعُمان سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر. وفي بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية "العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها".
في 10 آذار 2023، أعلنت إيران والسعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين. وأكد البيان المشترك بين الطرفين أنهما اتفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 آذار على "احترام سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك