عقد لقاء "سيدة الجبل" و"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني" عن لبنان مؤتمراً صحافياً، لمناسبة الذكرى الـ18 لانتفاضة الاستقلال 2005، شارك فيه النائب مروان حمادة، أحمد فتفت، مصطفى علوش، النائب السابق انطوان اندراوس، المحامي فادي مسلم ممثلاً حزب "القوات اللبنانية"، شارل جبور، جورج جريج ممثلاً رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، ساسين ساسين، العميد خليل الحلو، جاد اخوي، الدكتورة منى فياض، ايلي كيرللس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي وحشد من الناشطين.
وتلا النائب السابق فارس سعيد بياناً، قال فيه:
"نحن جيل 14 آذار تعلمنا من انتفاضة الاستقلال الثاني دروساً أهمها أن السيادة والاستقلال مرتبطان ارتباطاً وثيقا بالوحدة الداخلية. غالباً ما قام بعضُ أطراف الصراع الداخلي - ومنهم من يستمر حتى يومنا هذا - بمقايضة عقيمة قوامها إعطاء جزء من السيادة لطرف خارجي - والسيادة لا تتجزأ - لقاء مكاسب على حساب الشريك الداخلي، ولا مكاسب حقيقية تكون على حساب الشراكة الوطنية.
نحن جيل 14 آذار نعتبر أن قسم جبران يمثلنا، لأننا لمسنا بالتجربة ان الوحدة الداخلية التي انبثقت على اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اخرجت جيشا قاتلا، وهو لا يزال يقتل في سوريا حتى اليوم. أخرجناه بدون عنف ولا دم. وقد سجل لنا التاريخ كلبنانيين اننا اطلقنا الربيع العربي في الـ2005 وحافظنا على سلميته، فيما سيغرقه تطرف الاستبداد الحاكم وتطرف الأصوليات الدينية والمذهبية في لجه العنف الدموي!
نحن جيل 14 آذار، صقلتنا التجربة والمرارات، واستنتجنا العبر والدروس، فأصبحنا نميز بين خطاب الغرائز الفئوية وخطاب المصلحة الوطنية الجامعة. ونحن جيل 14 آذار نعتبر أن زمن 14 آذار الذي أوصلنا الى الوحدة الداخلية فالاستقلال لا يزال صالحاً اليوم اذا اردنا العبور الى الاستقلال الثالث والدولة السيدة.
وتابع سعيد: "زمن 14 آذار يعني اعادة تكوين الوحدة الداخلية في مواجهة الاحتلال الايراني للبنان، أي استعادة الحرية التي بدورها كفيلة باسترجاع الدولة والقانون والاصلاح والتقدم والازدهار.
نحن جيل 14 آذار نتوجه الى الشباب اليوم لنخبرهم ان الوحدة الداخلية ليست عملية تلفيقية بين مصلحيات صغيرة، وإنما هي حصيلة عمل تراكمي يبدأ بتوحيد القراءة السياسية ولا ينتهي بوضع صيغ تنفيذية. فلا وحدة داخلية ولا استقلال اذا خرجنا عن ثوابتنا ومرجعياتنا الوطنية.
ولا استقلال اذا رتب كل فريق اولوياته على حساب الاولوية الوطنية.
نحن جيل 14 آذار، وبفضل ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي جعلت العالم قرية صغيرة حيث بات الكل مطلعا على الكل، نفهم جيداً اندفاعة الشباب نحو الشفافية والاصلاح ومحاسبة الفاسدين.
نحن جيل 14 آذار ننظر الى توجه بعض المسيحيين نحو الانسحاب من صيغة لبنان الكبير، بعين القلق، فضلاً عن الرفض، ونعتبره انتحارا موصوفا. كذلك ننظر إلى تشتت إخوتنا السنة وانكفاء أكثرهم على الذات باعتباره انتقاصاً من دور طائفة مكونة وحاملة لواء الاعتدال في لبنان والمنطقة العربية، كما حمله الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
كما ننظر الى من يظن أنه قادر بعضلات الخارج حكم لبنان والغاء تنوعه من خلال انتاج سلطة مرتكزة على حزب حاكم وطائفة مميزة بإعتباره ضربا من جنون العظمة".
وأضاف: "نحن جيل 14 آذار في سيدة الجبل وفي المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني، نعتبر - في لحظة اعادة تكوين المنطقة وإعادة توزيع نفوذ الدول الاقليمية - أن علينا تجديد الثقة بدور لبنان ورسالته في المنطقة بعدما نجحت سلطة الامر الواقع الحالي في نسف الكثير الكثير من مرتكزاته الأساسية.
فبعد انهيار قطاعنا المصرفي ودور مرفأ بيروت والمستشفى العصري والمدرسة والجامعة نحن بحاجة الى اعادة صياغة دور متجدد لنا في عالم عربي متحرك.
ايران تبسط هيمنتها على أربع عواصم عربية وتتلاعب بالداخل الفلسطيني، وحيث توجد ميليشياتها لا ماء ولا كهرباء ولا مستشفى ولا مصرف.. تركيا تحاول اللعب على اوتار الاسلام السياسي الذي في كثير من الاحيان يشوه صورة الاسلام كدين. العالم العربي في مرحلة انتقالية حيث تنام المنطقة على شيء وتستفيق على شيء آخر. وآخر تقلباته الاتفاق على اعادة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة السعودية وايران برعاية الصين، وذلك فضلاً عن إسرائيل التي تجد في انهيار لبنان وصيغته تجديدا لشبابها ومشروعها! ونحن جيلَ 14 آذار ندعو الجامعات اللبنانية والانتشار والمثقفين والاطباء والمهندسين وكل القطاعات.. إلى المساهمة في ورشة عمل وطنية من أجل استنهاض لبنان وصياغة دوره الرائد في العيش المشترك الذي اذا نجح في لبنان، سينجح غدا في سوريا بين السنة والمسيحيين والعلويين والاكراد، وسينجح في العراق وفي اليمن بين المكونات كافة".
وختم سعيد: "شعبنا شعب لبنان يستحق الحياة، وسنناضل حتى العبور نحو الاستقلال الثالث من خلال تنفيذ الدستور والطائف والقرارات 1559-1680-1701. عاش لبنان، سيدا حرا مستقلا، وطنا نهائيا لجميع ابنائه، عربيَّ الهوية والانتماء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك