أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "أن الصعوبات لن تثنينا عن المضي في العمل لانقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدما". وكشف أن وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره اليوم "جدد دعمه للبنان وأمله في أن نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق، والذي من شأنه أن يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل الدول المجتمع الدولي."
وكان ميقاتي يتحدث خلال رعايته في السراي لحفل "إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي" الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية.
حضر الحفل نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير الدولة الايرلندي جايمس براون، ووزراء: الأشغال العامة والنقل علي حمية، السياحة وليد نصار، الصناعة جورج بوشكيان، الزراعة عباس الحاج حسن، الشباب والرياضة جورج كلاس، الاتصالات جوني قرم، الاعلام زياد المكاري، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، اضافة الى رئيس لجنة الاشغال النيابية سجيع عطية، سفيرة أيرلندا في لبنان نيالا اوبريان، قنصل ايرلندا في لبنان جورج سيام، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن.
وفي المناسبة، ألقى حمية كلمة قال فيها: "نحن في العشرين من آذار للعام 2023 ، وعلى بُعد ساعات قليلة لحلول مناسبة عزيزة وغالية على نفوسنا جميعا ، من مناسبة جُعِلَ الإحتفال بها في يوم من أيام السنة، ولكنها في الواقع، تاجٌ لكل أيامنا وأحلامنا وامنياتنا، إنها مناسبة عيد الأم، أعاده الله على جميع أمهاتنا وأمهات لبنان العزيزات والمضحيات بكل خير وعافية إن شاء الله تعالى، ولَكم يشرفني في هذه المناسبة، بأن أطل عليهن وعلى اللبنانيين مجددا على بوابة لبنان إلى الخارج، على مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، لأزف لهن ولفلذات أكبادهن وللبنانيين جميعا، بُشرى أمل ...في زمن تتالت فيه المحن بلا كلل، إنها بُشرى إطلاق وزارة الأشغال العامة والنقل لمشروع بناء مبنى جديد للمسافرين في المكان الذي تواجد فيه مبنى الشحن القديم، كمشروع تكاملي لمبنى المسافرين الحالي".
وأضاف: "لم يكن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 2018-5-16، والمتعلق بالموافقة على المخطط التوجيهي العام لتطوير وتوسعة مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، إلاّ كنتيجة حتمية تهدف إلى معالجة الإختناقات الناتجة عن شدة الإزدحام في مبنى المسافرين الحالي، وذلك بعد أن تجاوزت حركة المسافرين سقف التشغيل والسعة، والتي صُمّمَ المبنى الحالي من أجلها والمحددة بستة ملايين مسافر سنوياً، ولكن ما حدث أن هذه الأعداد وحركة المسافرين قد ازدادت في السنوات الأخيرة، وبما أن الوضع المالي للدولة يقف حائلاً أمام أي استثمار جديد لتوسعة وتطوير المطار، والذي لم يشهد تشييد أي إنشاءات جديدة منذ العام 1998، ولأننا مصرون على التطوير والنهوض بهذا المرفق والذي يعد دعامةً أساسية من دعائم الإقتصاد الوطني، كان القرار في الوزارة باللجوء إلى استقطاب التمويل والإستثمار من الخارج سنداً لأحكام قانون رسوم المطارات المعني في هذا الشأن".
وأردف: "تبعاً لذلك، فإن تمويل وتصميم وتشييد وتجهيز وإشغال وصيانة وتشغيل المنشآت والمباني واستثمار المبنى الجديد الذي نحن بصدد الإعلان عنه، سيكون بكلفة أولية تتجاوز المئة واثنين وعشرين مليون دولار أميركي، مدفوعة بالكامل من القطاع الخاص، ومن دون أن تدفع الدولة اللبنانية دولارا واحداً، وذلك سيتم عبر الشركة اللبنانية للنقل الجوي (لات)، علماً بأن مدة إنجاز هذا المشروع هي أربع سنوات، تنتقل بعدها ملكية هذه المنشآت فور إنجازها إلى سجل المساحات المبنية العائدة للطيران المدني، وهذا بحد ذاته مكسب وطني بقيمة تزيد عن المبلغ المذكور، هذا فضلاً عن أن شركة (daaIntl) الإيرلندية المتخصصة في إدارة وتشغيل المطارات الدولية والإقليمية، ستقوم بتشغيل مبنى المسافرين 2، وذلك ضمن رؤيتنا القائمة على ضرورة إشرك القطاع الخاص في تشغيل المرافق العامة، كضمانٍ لزيادة إنتاجيتها، وعلى أن يُصارإلى افتتاح هذا المبنى في الفصل الأول من العام 2027".
وتابع: "إن هذا المشروع، سيؤمن للمطار طاقة استيعابية إضافية تقدّر بـ3,5 مليون مسافر، وكما أنه ىسيتيح حركة انسيابية للمسافرين، وسيقدّم لهم، وللطائرات ولشركات الطيران جميع الخدمات بطريقة منفصلة وتكاملية وليست تنافسية أو إلغائية لمبنى الركاب الحالي، فالرؤية والأهداف الإستراتيجية له، فرضت علينا التوجه نحوه، كمشروع استنهاضي في زمن أقل ما يقال عنه بأنه زمن الضمور مع الأسف الشديد ، كونه سيؤمن أكثر من 500 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة عمل غير مباشرة، ومن دون تكبيد الدولة أي أعباء مالية، هذا فضلاً عن أنه يستهدف استقطاب شركات الطيران منخفضة التكلفة ويشجع على السياحة على مدار العام، وكذلك الرحلات العارضة والناقلة للحجاج والمعتمرين والزائرين والسياح الموسميين، وبفضل هذا وذاك سيكون هذا المشروع رافدا إضافيا من الروافد المالية التي تؤمنها مرافق وزارة الأشغال العامة والنقل لصالح الخزينة العامة".
وقال: "في زمن اهتزت فيه الثقة بلبنان، وفي زمن السقوط في حُفر الأزمات، وفي زمن رهانات البعض على افتقاد لبنان لميزاته الفريدة في ظل متغيرات جيوسياسية داهمة في المنطقة والعالم، وفي زمن انعدمت فيه الإستثمارات أو كادت في مرافق الدولة ولألف سبب وسبب، وفي زمنٍ خيّم فيه الألم على الأمل، ها نحن نقف اليوم - ومن خلال الإعلان عن هذا المشروع - لنعود ونؤكد بأن رهاننا على تفعيل مرافق الدولة والقيام بالإصلاح فيها، قد أثمر، وها نحن نثبت وبالدليل، بأن شعار نهضة لبنان من نهضة مرافقه، يتجسّد واقعاً على أرضها، وها نحن بمشروعنا هذا, نعلنها رسالة إلى العالم أجمع بأن لبنان كان ولا زال وسيبقى بلداً جاذباً للاستثمار، وأن مرافقه من مرافئه ومطاره والإستثمار فيها لا تزال قبلةً لكل الراغبين بذلك تحت سقف سيادة الدولة على أصولها، هذا فضلاً عن أن رهان البعض على مكوثنا طويلاً في مربع النزف والاستنزاف، سنواجهه حتما بإرادة النهوض من بين الركام، متكئين على أجيالنا وطاقاتها، وعلى كل المخلصين من أصدقائنا في العالم".
وقال وزير الدولة الايرلندي جايمس براون: "يسعدني أن أكون هنا للاحتفال بإطلاق مشروع مبنى الركاب رقم (2) في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت. تتمتع ايرلندا ولبنان دائمًا بعلاقات ثنائية ممتازة وهناك عاطفة كبيرة بين الشعب الأيرلندي لهذا البلد الذي نتشارك معه الكثير من أوجه التشابه. كلانا بلد صغير، وعلينا أن نكافح من أجل تحقيق استقلالنا السياسي والاقتصادي، ولطالما أبدت شعوبنا روحًا قوية من المبادرة. سيسمح لنا توقيع هذا العقد بتعميق الروابط الاقتصادية بين بلدينا ومواصلة تطوير علاقاتنا القوية والطويلة الأمد. أود أن أهنئ دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي ووزير الأشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن على إطلاق المبنى رقم (2). هذا مشروع مهم للغاية وأنا على ثقة من أنه سيساعد مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت على مواصلة تقديم خدمات على مستوى عالمي. كما أرحب بالتوقيع، في وقت لاحق اليوم، على مذكرة تفاهم بين المديرية العامة للطيران المدني وdaa International للعمل معًا لتحسين تجربة الركاب والكفاءات التشغيلية في مطار بيروت".
وأضاف: "كما تعلمون، فإن daa International هي شركة تجارية ايرلندية شبه حكومية، تحظى بالدعم الكامل من الحكومة الأيرلندية. تعمل على مستوى العالم وهي راسخة بشكل خاص في الشرق الأوسط، وتدير مطارات في جدة والبحر الأحمر والرياض. ستقدم شركة daa International، التي تعمل بالشراكة مع LAT، معايير وخبرات عالمية لهذا المشروع، مع التركيز على تطوير المواهب اللبنانية ضمن فريق العمل. من الإيجابي بشكل خاص أن نرى التعاون بين الشركات الأيرلندية واللبنانية في صناعة الطيران مستمرًا في النمو".
وقال ميقاتي في كلمته: "نجتمع لاطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي، في تأكيد اضافي أن لبنان، رغم كل الازمات الصعوبات التي يمر بها، وطن يستحق الحياة وسينهض من جديد. قد يعتبر البعض هذا الكلام خارج سياق الواقع المر الذي يعيشه اللبنانيون اقتصاديا واجتماعيا وماليا، لكننا مؤمنون بان الصعوبات لن تثنينا على المضي في العمل لانقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدما".
وأضاف: "صباح اليوم اجتمعت مع وفد من صندوق النقد الدولي الذي جدد دعمه للبنان وأمله في ان نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل الدول المجتمع الدولي. المشروع الذي نحن في صدده اليوم يفتح المزيد من الآفاق امام حركة الملاحة الجوية بين لبنان والعالم ويساعد على حل الكثير من المشكلات التي تواجهنا وابرزها الازدحام والطاقة الاستيعابية للمبنى الحالي والتي وصلت الى ذروتها".
وأعلن أن "أهمية المشروع أنه يؤمن استثمارا خارجيا من دون ترتيب اي اعباء او كلفة على الخزينة، ويوفر ايرادات اضافية للخزينة والكثير من فرص العمل، اضافة الى استقطاب شركات طيران اخرى وفتح افاق السياحة على مدار العام .ولا بد هنا من أن ننوه بالجهد الذي يقوم بها وزير الاشغال العامة والنقل في تطوير سائر القطاعات والمرافق المرتبطة بوزارته، ونقدّر للشركة الايرلندية حضورها وتوليها هذا المشروع، وللشركة المحلية القيام بالاستثمار اللازم لذلك".
وقال: "في هذه المناسبة ايضاً، فأجدد التأكيد أن التفاعل الناجح بين القطاعين العام والخاص يساهم في دفع الكثير من المشاريع قدما الى الامام ويوفر شراكة ناجحة تساهم في نهوض هذا الوطن ومؤسساته. مبروك للبنان هذه الفسحة الاضافية المفتوحة على الأم ، والى المزيد من الخطوات باذن الله، لكي ينهض وطننا ويتعافى من جديد".
وكان ميقاتي اجتمع، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، مع وفد من صندوق النقد الدولي في السراي.
ورأس الوفد رئيس البعثة ارنستو ريغو راميريز، وضم الممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والأعضاء: روبير تشيدز، غوف كيم، سفيلتانا شيروفيك، اتيلا اردا ونتاليا سالازار واندر ايمري.
كما شارك في الاجتماع مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. وتأتي زيارة الوفد في سياق البند الرابع للصندوق والتي تتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية لأي بلد، ومن ضمنها لبنان، وقبل صدور التقرير الاستشاري السنوي.
وإستقبل ميقاتي وفداً من "المنتدى الالماني اللبناني للتعاون والتنمية" برئاسة النائب بول زيمياك، في حضور مستشاره زياد ميقاتي.
وقال زيمياك بعد اللقاء: "لقد أسسنا قبل أسابيع قليلة المنتدى البرلماني الألماني -اللبناني في مجلس النواب الالماني وهو فريد من نوعه، فنحن نريد ان يكون لدينا مزيد من التركيز على لبنان نظرا للاوضاع هنا، ونريد ان نعمل في البرلمان الالماني، وهذه من مسؤوليتنا كأوروبيين وأصدقاء للبنان وهذا سبب زيارتنا. نحن ممتنون للقاء الجيد جدا مع دولة الرئيس ميقاتي حيث تطرقنا للأوضاع الحالية في لبنان وللالتزام الالماني بلبنان الذي هو مهم جدا، وان رئيس الوزراء ممتن للدعم الالماني، وتحدثنا بالطبع عن أزمة اللاجئين في المنطقة، ويجب أن نعمل اكثر سوية على هذه المواضيع، وكان رئيس الحكومة واضحا بأنه يتمنى المزيد من التركيز الالماني والاوروبي على هذه المسائل في لبنان".
وعن تقييمه للأوضاع في لبنان، قال: "ما شاهدناه ليس أزمة فقط بل كارثة في القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية وموضوع اللاجئين، ونحن محبطون للتطورات الحاصلة هذه السنة، وعلى كل الاحزاب السياسية والسياسيين في لبنان أن يعملوا سويا لإيجاد حلول من اجل الشعب ومن أجل مستقبل لبنان".
كما إستقبل ميقاتي النائب محمد يحيى، على رأس وفد ضم رئيس اتحاد بلديات وادي خالد علي حسن السعيد، رئيس بلدية وادي خالد هيثم محيي الدين الحمد، رئيس بلدية العماير رجم عيسى، امام مسجد السوق الكبير الشيخ محمد خالد حسيان، مدير ثانوية قنيا الرسمية حسام محمد الحاجي، وتناول اللقاء المطالب الإنمائية والمشاكل الحياتية للمنطقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك