كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
في زمن لم يكن ببعيدٍ كثيرا، كانت للطبقة الفقيرة أو "اللي عقدّ حالها" لائحةٌ طويلة من المأكولات التي كانت تعتبرُ ملاذها. أما اليوم ومع تضخّم الأسعار بشكلٍ غير مسبوق نتيجة الانهيار التاريخي لليرة والشلل السياسي التام، فلم يعد لهؤلاء صنفُ طعام يقيهم هول الازمة...
في موقع mtv، أجرينا جولة على عددٍ من محال السندويشات والأفران لاستطلاع أسعار أبرز الأطعمة التي لطالما كانت "طعام الفقير"، وقد عدنا بالآتي:
سندويش البطاطا التي كانت أرخصَ سندويشةٍ على الإطلاق، بات سعرُها يتراوح اليوم بين 140 و180 ألف ليرة، أما منقوشة الزعتر فيتبدل سعرها بشكل كبير بين الافران الصغيرة والكبيرة. ففي الاولى تجدها بحوالى 70 ألفا، لترتفع إلى 80 ألفا إذا طلبْتَها مع الخضار، أما في الثانية فالأسعار ترتفع بشكل لافت، إذ تجد المنقوشة "السادة" بحوالى 85 ألفا، ليرتفع سعرها إلى 140 ألفا إذا طلبتها مع خضار.
في الماضي، كانت الفلافل "الغدا" اليومي لكثرٍ من المواطنين الذين لا يملكون ترفَ اختيارِ أصنافٍ أخرى، أما اليوم وبفعل ارتفاع أسعارِ الخبز والمواد الغذائية إضافة إلى الزيت وكل العوامل المرتبطة بها، فقد بات سعرها يتقلّب مع تقلّب أسعار المواد الآنف ذكرها، حتى باتت إلى لحظة كتابة هذه السطور بـ200 ألف ليرة. هو سعرٌ قد لا يعني للبعض ممّن سيحتسبونه بدولارين، ولكنه سعرٌ أعجز من أن يتكبّده يوميا الكثير من المواطنين، خصوصا أن الرواتب كالليرة منهارة.
أما في ما يتعلّق بصحون الحمص والفول، تلك الاكلة الشعبية، التي تُشبع البطون بأبخس الاثمان، فقد باتت ثقيلةً على الجيوب، بعدما بات صحن الحمّص يتراوح بين 400 و600 الف، وصحن الفول بين 500 و800 ألف ليرة، وبالتالي باتت هذه الاطباق تحتاج إلى ميزانية أعجز من أن يوفّرها كثرٌ اليوم.
حتى الترمس الذي كان يرافقُ البعض في يومياتهم او في سهراتهم أمام التلفاز، صار بالدولار، وهو يقارب الدولارين للكيلو، أي أن كمشة صغيرة منه للشخص الواحد، يبلغ سعرها حوالى 80 ألفا.
هي الأسعار "طايرة" تماما كالدولار، ولم يعد في مقدور كثيرين اللحاق بها، رغم اختلافها بين محلّ وآخر... وهي باتت كهذه السندويشات "ما بتنبلع"...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك