كتب داني حداد في موقع mtv:
سيستمرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على صيامه عن الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. تشير المعلومات الى أنّه يخطّط للدعوة الى جلسة يوم الخميس الأول بعد عيد الفطر. لا يعني ذلك أنّنا سنفطر على رئيس.
تلقّى بري معلومات عن أنّ الاجتماع السعودي الفرنسي الأخير كان سلبيّاً، خصوصاً تجاه مرشّحه سليمان فرنجيّة. يتعامل بري مع الاستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ويدرك أنّ إمكانيّة وصول رئيس لا توافق عليه السعوديّة غير ممكن، ويستحيل تأمين نصابٍ له. خطوته الأولى كانت عبر محاولة إقناع فرنجيّة بالترشّح. يريد، على الأرجح، دفعه الى "الحلبة" تسهيلاً لإخراجه منها عند تعذّر فوزه. رفَضَ فرنجيّة الترشّح. هو يعرف "اللعبة" و"حافظ" بري.
لكنّ الرئاسة لا "تُلعَب" في الداخل. كان يمكن للاجتماع السعودي الفرنسي أن يكون مدخلاً للحلّ، ولكنّه انتهى بطريقة دراماتيكيّة.
وتتحدّث مصادر دبلوماسيّة عن أنّ الفرنسيّين يتعاطون مع الملف اللبناني من منطلق مصالحهم وهم انقلبوا على ما اتّفق عليه في اجتماع الدول الخمس في باريس، بل هم عبّروا عن موقف يتماهى تماماً مع موقفَي ايران وحزب الله.
وتضيف المصادر: الموقف السعودي واضح بالتمسّك بوصول رئيسٍ حياديّ بعيدٍ عن أيّ اصطفاف، ولا صلة له عن قرب بالممارسات الشاذّة التي شهدها لبنان في المرحلة السابقة، لا بل هي هدّدت بشكلٍ مباشر بأنّ أيّ رئيس غير حياديّ سيكون معزولاً عن دول الخليج، ولن يلقى مساعدةً منها.
وعُلم أنّ المفاوضين السعوديّين، الذين اتّسموا ببراعتهم وعمق اطّلاعهم على الملف اللبناني، قدّموا دلائل ثابتة في الاجتماع على تورّط مسؤولين فرنسيّين في تأييد فريقٍ لبنانيّ مقابل تأمين مصالح ماليّة لهم.
انتهى الاجتماع السعودي الفرنسي متوتّراً. سمع الجانب الفرنسي كلاماً حازماً: لا نريد أن نسمع بعد باسم مرشّحكم. وتشير المصادر الى أنّ الخيارات السعوديّة حاليّاً محصورة بثلاثة مرشّحين للرئاسة، أحدهم العماد جوزيف عون. وتنطبق على هذه الأسماء صفتا الحياد والنظافة، علماً أنّ المملكة الملتزمة حتى الآن بإعطاء مهلة كافية للاتفاق على رئيس لن تتوانى لاحقاً عن التدخل بشكلٍ مباشر دعماً لمرشّح محدّد.
كذلك، بدت السعوديّة حازمة في عدم التعامل مع حكومةٍ تحمل شبهات فساد.
وما يجدر التوقف عنده بروز تقارب سعودي - قطري في هذه المرحلة حيث تجمعهما مقاربة واحدة للملف اللبناني ستُترجم لاحقاً بتقديم دعمٍ للبنان عند وصول رئيسٍ يرضى عنه البلدان.
يبدو ممّا سبق، كما من مسار الاستحقاق الرئاسي، أنّ السعوديّة تشكّل ممرّاً الزاميّاً للرئيس المقبل. هي تقفل الباب أمام سليمان فرنجيّة، كما أمام أسماء عدّة طامحة للوصول الى بعبدا. لا بل أنّ من يطّلع على الموقف السعودي ينصح المرشّحين بعدم تصديق ما يسمعونه من السفيرة الفرنسيّة في لبنان من وعود.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك