تستحقّ علاقة الرئيس السابق ميشال عون بسوريا أن يُكتب عنها الكثير. هو صنع شعبيّته بعد إطلاق ما سُمّي "حرب التحرير" ضدّ الاحتلال السوري لجزءٍ من لبنان. حربٌ انتهت بدخول الجيش السوري الى القصر الرئاسي في بعبدا، وقتل ضبّاط وعسكريّين ومدنيّين، وأسر كثيرين ما يزال مصير بعضهم مجهولاً.
أمّا اليوم فتغيّرت الأحوال. وصل عون إلى العاصمة السوريّة دمشق، حيث من المقرّر أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد 14 عاماً من آخر زيارة له إلى سوريا.
يُذكر أنّ عون هو صاحب شعاراتٍ عدّة متّصلة بسوريا، ومنها "هزّ المسمار" والكثير من الأقاويل التي هاجم عبرها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الى أن قال لاحقاً: "نحن نريد أن ننسج أفضل العلاقات مع سوريا لكن شرط أن تبقى سوريا في سوريا ولبنان في لبنان".
وفي العام 2005، وبعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وما تبعه من تطوّرات وتغيّرات أدّت إلى الخروج السوري من لبنان، عاد عون إلى البلاد لينادي بأفضل العلاقات مع سوريا.
وبدأ التواصل بين عون والقيادة السوريّة الى أن تُوّج بزيارة له إلى دمشق عام 2009 قبل الانتخابات النيابيّة. ثمّ كانت الزيارة الشهيرة الى براد في محافظة حلب، في إطار الحجّ الى مسقط رأس القدّيس مارون.
ولكنّ عون لم يزر سوريا أثناء ولايته الرئاسيّة التي بدأت في العام 2016، وهو أوّل رئيس لا يزور دمشق في مرحلة ما بعد الطائف.
وتأتي زيارة عون الى سوريا بعد عودة الأخيرة الى الجامعة العربيّة، في وقتٍ تشهد علاقة التيّار الوطني الحر وحزب الله تباعداً هو الأول من نوعه منذ توقيع التفاهم بينهما في العام 2006. ومن المؤكّد أنّ التحليلات عن توقيت الزيارة ستتوقّف عند هذا الأمر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك