أحيا مركز القوات اللبنانية في بلدة مشمش قضاء جبيل ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية خلال قداس ترأسه مرشد دير مار يوسف جربتا ضريح القديسة رفقا الاب ميشال ليان في باحة كنيسة القديسة تقلا الاثرية في محلة "فرشع" في البلدة عاونه فيه الخوري انطوان ضاهر وخدمته المرنمة ليال موسى، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط، رئيس البلدية سمعان الخوري والمختار جوزف دميان، منسق قضاء جبيل في حزب "القوات اللبنانية" باسكال سليمان، رئيس جهاز الشهداء والاسرى والمصابين شربل ابي عقل، عضو المجلس المركزي هادي مرهج، رئيس المركز بول حنا والاعضاء، رئيس قسم مشمش الكتائبي ميلاد نعمة رئيس المكتب الاقليمي للدفاع المدني في قضاء جبيل شكيب غانم، اهالي الشهداء من ابناء البلدة، رؤساء المراكز في حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل وفاعليات البلدة وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الاب ليان كلمة استهلها بالترحيب بالنائب الحواط، مثنيا على مواقفه الوطنية التي يتميز بها. وقال: "على رجاء القيامة نجتمع اليوم في كنيسة القديسة تقلا الاثرية - فرشع بدعوة من مركز مشمس في حزب القوات اللبنانية ، نلتقي حول مذبح الرب بلقاء افخارستي عن راحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية الذين ضحوا بحياتهم من اجل بقائنا وللعيش بحرية في وطن الرسالة، ونذكر خصوصا في هذه الذبيحة شهداء المقاومة اللبنانية من مشمش: ايلي يوسف ابي افرام، طوني توفيق سعد، ايلي مخايل غانم، شربل بطرس نون، شهيد تفجير مرفأ بيروت دجو طوني نون، ابناء مركز مشمش المتوفين: شربل انطون الخوري وبيار حنا حنا، وايضا شهيد الغدر الياس الحصروني ابن عين ابل، ونذكر الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي اصبح استشهاده مرتبطا بعيد وصليب يسوع المسيح".
وتابع: "القديسة تقلا شفيعة هذا المقام اولى الشهيدات التي نعيد لها في الرابع والعشرين من هذا الشهر، ولدت في السنة العشرين، واهتدت الى الدين المسيحي على يد القديس بولس الذي عمدها سنة 45. اسلمت الى العذاب، فظلت ثابتة في ايمانها لا تخاف اي ترهيب او ترغيب ، نذرت بتوليتها لله وعكفت على الصلاة والتأمل، بعدها راحت تبشر بالمسيح القائم من الموت. ماتت بعمر تسعين سنة".
واشار الى ان "فرشع منطقة اثرية تحتوي على عدة كنائس وتقسم الى قسمين : مدينة الموت ومدينة الحياة مؤكدا اننا نحن ابناء القيامة ابناء الحياة ابناء شعب عشق الحرية وعاشها على حسب قول يوحنا الرسول تعرفون الحق ، والحق يحرركم، وتاريخ فرشع يشهد على هذا القول الشهير للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير: نحن قوم احببنا الحرية ودون حرية لا يمكننا ان نعيش".
واعتبر ان "الصليب بالنسبة لنا هو ضمانة حب الله المجاني لكل واحد منا ، وعلامة حبنا للآخرين وخدمتنا لهم وتضحيتنا من اجلهم وهذا قام به شهداؤنا الابطال الذين نحيي ذكرهم اليوم"، مؤكدا ان "لم نضع منطق التضحية والخدمة وبذل الذات موضع التطبيق، يصبح عقيما في حياتنا، لا يعطي ثمار الخلاص لاخوتنا الذين هم في العالم".
وقال: "نصلي اليوم من اجل من يعمل في هذا الوطن حسب كلمة الرب ومشيئته ويشهد للمسيح القائم من الموت لاننا نؤمن انه رغم كل الصعوبات سيبقى لبنان وطن الحرية، لذلك لا يجب ان نفقد الامل بهذا الوطن الرسالة لانه وطن القديسين، لانه ارض القداسة. ولاجل شهدائنا لراحة انفسهم في الاخدار السماوية بين الابرار والصديقين القديسين، ولاجل اهلهم وقياداتهم خصوصا رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كي يعزيهم الرب باستمرارية قضيتهم وتحقيق احلامهم كي يبقى لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا".
بعد النشيد الوطني ونشيد القوات، القى حنا كلمة اشار فيها الى ان "القوات اللبنانية تقف على عمودين، عمود المقاومين والمقاتلين القدامى حيث كل واحد منهم كان مشروع شهيد وعمود الجيل الجديد الذي سيتسلم المشعل لاكمال المسيرة تحت شعار اجيال تسلم اجيالا"، مقترحا تشكيل رابطة المقاومين القدامى في الحزب تضم كل من حمل البندقية دفاعا عن الوطن والشرف وابقى المسيحيين في هذه الارض.
ووجه تحية الى روح الشهيد الياس الحصروني "الذي قتلته يد الغدر"، مؤكدا ان "دماءه لن تذهب هدرا، ومهما حاول خفافيش الليل الذين لا يعرفون الا الغدر فعله لن نرضخ ولن نغير قناعاتنا".
وتطرق سليمان الى ميزات بلدة مشمش واهلها على الصعيد الروحي والوطني، "كيف لا وهي التي تصل طريق القديسين من رفقا والحرديني الى إيليج واسطفان نعمة وصولا للقديس شربل في عنايا"، مشيرا الى ان "هذه البلدة ما زالت في صلب عمل المقاومة اللبنانية منذ العام 1975 حتى يومنا، من خلال انخراط شبابها في صفوف المقاومة اللبنانية ومنهم من كان من ضمن فرق النخبة في القوات اللبنانية، وقدمت على مذبح الوطن 5 من خيرة شبابها شهداء وآخرهم في زمن السلم الشهيد جو نون".
وختم: "ان مشمش مستمرة بشبابها وشاباتها متكاتفين ومتضامنين وملتزمين، يكملون المسيرة"، مؤكدا ان "حزب القوات اللبنانية حزب القضية ونحن المقاومة المسيحية المتجذرة في هذا الشرق الذي بفضل تضحيات شهدئنا بقينا هنا وبقيت اجراسنا تدق".
بدوره قال الحواط: "نحن اليوم في هذه البلدة لنؤكد دور الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل بقاء لبنان ولولا تضحياتهم لما كنا نحن هنا، وكلنا يعلم ان كثرا عملوا لتشويه صورة الشهداء ، اجهزة منظمة كان هدفها تشويه هذه القضية، ولولا وجود شباب ابطال حملوا السلاح وواجهوا المحتل في كل المناطق اللبنانية لما كنا نحن هنا اليوم ولا بقي احد منا في هذا البلد".
ووجه تحية لجهاز الشهداء والمصايين والاسرى في حزب القوات، داعيا الى "تفعيل التواصل مع الشباب الاحياء واعطائهم حقهم ونزع الصورة التي حاولت بعض الاجهزة تشويه صورة البندقية التي حملوها"، مؤكدا ان "هذه البندقية الشريفة حمت لبنان والهوية والشعب".
واضاف: "لبنان يمر اليوم بفترة صعبة جدا وحساسة ،ولولا نواب تكتل الجمهورية القوية الـ 19 والزملاء الاصدقاء في المعارضة لكان خطف لبنان 6 سنوات جديدة من قبل حلف الممانعة ، فنحن عطلنا تسليم البلد ، ومنعنا السيد حسن نصرالله من ان يقرر من هو رئيس جمهورية لبنان، وقلنا له من يقرر ذلك هو المجلس النيابي، فحسن نصرالله وحزب الله لا يسميان رئيس جمهورية لبنان، وهذا نتيجة تصويتكم في الانتخابات النيابية، حيث استطعنا ايصال عدد لا بأس به الى المجلس النيابي فتم تعطيل مشروعهم".
واردف: "نعم نحن اليوم 33 نائبا قلنا لا لمشروع حزب الله ولا لهذا السلاح الذي يأتمر بمشروع ايراني، ولا ان يكون لبنان كيس رمل في المفاوضات السعودية الايرانية والمفاوضات الاميركية - الايرانية، نحن لنا سيادتنا وكرامة اهلنا وشهداؤنا، ولنا من العزة والسيادة ما يكفي لان يكون قرارنا بيدنا، واتمنى في اقرب انتخابات جديدة ان يكون عددنا كمعارضة اكثر بكثير مما هو اليوم لكي نستطيع ايصال رئيس للجمهورية اصلاحي سيادي يستطيع اعادة لبنان الى الخريطة الحقيقية والى موقعه الصحيح، رغم اننا لن نوفر جهدا الا لايصال رئيس يتمتع بكل هذه المواصفات".
واكد انه "لن يكون في قصر بعبدا سوى رئيس سيادي اصلاحي ووطني يستطيع اعادة لبنان الى علاقاته العربية والدولية"، مشيرا الى انهم "سلخوا لبنان عن هذا المحيط واخذوه رهينة الى مكان لا يشبه لا شعبه ولا تاريخه ولا شهدائه" .
ووجه تحية الى جعجع على صموده وجرأته والمواجهة القاسية التي يقوم بها للحفاظ على لبنان، مؤكدا ان "تكتل الجمهورية القوية رفض كل الاغراءات من اجل تقاسم السلطة لان مصلحة لبنان بالنسبة لنا اهم من كل شيء ونريد بناء وطن نعيش فيه واولادنا بكرامة" .
واعلن ان "دورنا ورسالتنا اعادة البسمة الى كل ام واب موجوعين فقدوا اولادهم سواء باستشهادهم او بالهجرة من وطنهم"، مؤكدا اننا "كقوات وكتائب لبنانية وكل الشرفاء في هذا الوطن سننتصر في النهاية رغم محاولة الكثيرين تيئيسنا لكي نخضع ونسلم بكل ما يريدونه الا ان ارادتنا وعزيمتنا قوية جدا ، فلن نستسلم ونسلمهم الوطن" .
واكد الحواط متابعته للمشاريع الانمائية لقرى قضاء جبيل مع الادارات الرسمية في الدولة رغم الانهيار المالي والاقتصادي في البلاد مشيرا الى ان تأهيل طريق عنايا مشمش ولحفد وضع على جدول عمل وزارة الاشغال العامة والنقل لتأهيل الطرق، وفي حال لم تقم الوزارة بهذا العمل فان القوات اللبنانية وهو شخصيا سيقومان به.
واذ اعتبر ان ذلك ليس من مسؤولية لا حزب القوات ولا النائب، اكد انه "في ظل غياب الدولة وتحلل مؤسساتها مجبرون على الوقوف الى جانب اهلنا واصدقائنا واهالي القرى ليبقوا صامدين في قراهم لان هذه هي رسالتنا" مشيرا الى انه "قد تكون هذه المؤامرة الحقيقية بتفريغ القرى من اهلها ووضع النازحين السوريين فيها".
وختم الحواط: "معا سنبقى ملتزمين مشروع استعادة الجمهورية وبناء بلد نعيش فيه بكرامة ، بلد يعيش فيه شبابنا، فالطاقات كبيرة لكن يبدو ان هدف المؤامرة تدمير هذه الطاقات وابعادها عن كافة المواقع واستبدالها بالمحسوبيات الفاشلة كما فعلوا في الادارة فافلست الدولة ووصلنا الى ما وصلنا اليه، لذلك لن نقبل ان نكون شركاء في المحاصصة وتوزيع المغانم، بل نريد بناء دولة لكي تبنى مؤسسات ناجحة ونعبر الى جمهورية ونعيش جميعا فيها بكرامتنا".
وأخيرا، وزع الحواط وسليمان وابي عقل وحنا والاب ليان الجوائز على الفائزين بالمسابقة عن تاريخ المقاومة اللبنانية التي نظمها المركز ثم جولة على الاماكن الاثرية في البلدة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك