كتب صلاح سلام في "اللواء":
لم تُفاجأ أوساط لبنانية متابعة ببرودة نتائج إجتماع سفراء دول اللقاء الخماسي، الذي تم في نيويورك على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على إعتبار أنه لم يطرأ جديد على الساحة السياسية اللبنانية، بعد إجتماع الدوحة، وإتصالات لودريان مع الأطراف اللبنانية، مهدت الطريق للتواصل والتشاور بين الكتل النيابية، للذهاب إلى الخيار الثالث.
الموفد الرئاسي الفرنسي، والذي أصبح مكلفاً من اللقاء الخماسي إيضاً، بمتابعة مساعيه لإنهاء الشغور الرئاسي، وإنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة، سبق له وأبلغ كل الأطراف السياسية، في فريقي المعارضة والممانعة، بأن جلسة ١٢ حزيران، كانت خاتمة الجلسات الفاشلة في إنتخاب الرئيس العتيد، بعدما أثبتت كل الجلسات السابقة عدم قدرة أي من الفريقين في إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا، وبالتالي لا بد من طوي صفحة المرشحيْن سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والبحث عن مرشح ثالث، في إطار المواصفات التي حددتها بيانات اللقاء الخماسي، واللقاء الثلاثي بين أميركا والسعودية وفرنسا، الذي عُقد في مثل هذه الأيام العام الماضي في نيويورك.
أهم تلك المواصفات أشارت بوضوح بأن لا يشكل الرئيس العتيد تحدياً لأحد من الأطراف السياسية المتنازعة، ولا يُعتبر إنتخابه للرئاسة الأولى إنتصاراً لفريق، وإنكساراً للفريق الآخر، وأن يحظى بأوسع تأييد ممكن في المجلس النيابي، حتى يتمكن من عبور تحديات الحكومة الإصلاحية المنتظرة، بسلاسة ودون عراقيل تهدر الزخم العربي والدولي الذي سيحيط بإعادة إنتظام المؤسسات الدستورية في لبنان، وما يمكن أن يحمله من مساعدات عاجلة، توقف الإنهيارات الراهنة في بلد الأرز.
ويبدو أن «الخماسية» أخذت بعين الإعتبار الحساسيات المختلفة التي تُثيرها الدعوة للحوار عند شرائح سياسية متعددة، فقررت تجاوز مصطلح «الحوار»، وإستبداله بالتواصل والتشاور بين الاطراف السياسية، جماعياً إذا أمكن، وثنائياً في حال تعذر جمع المعنيين على طاولة واحدة.
المعلومات المتوافرة تُفيد بأن غياب لودريان لن يطول، لأن الوضع اللبناني المتدهور لم يعد يتحمل إطالة الأزمة السياسية المتفاقمة، والتي يبدأ الخروج منها بالخطوة الأولى: إنتخاب الرئيس!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك