ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن "البلد مهدد والتهديد استراتيجي ووجودي، وحاجة البلد سواء بمواكبة التشريع النيابي أو المراسيم الحكومية يجب أن تكون بسعة الحاجة الوطنية المهددة وهي كبيرة وخطيرة، وهذا ما يجب أن يكون عليه مشروع الموازنة وفقاً لمنطق أزمة الطوارئ الوطنية".
واعتبر قبلان أنه و"على الرغم من إصرارنا على تأمين تمويل إنقاذي للقطاع العام والوظيفة الاجتماعية للدولة، ففي المقابل نحذّر من إعطاء الأولوية للضرائب والرسوم على حساب الحاجات الماسة للطبقات الفقيرة وأرضية استمرارها، على أن المجال الضريبي للكمالات والحاجات التي تتعلق بالطبقة الثرية واسعة وكبيرة، وقاعدتها التكليفية كبيرة ومجدية، فضلاً عن الأرقام الخيالية التي يمكن تحصيلها جراء الاعتداءات على الأملاك العامة بمختلف عناوينها"، مؤكدا أن "المطلوب في هذا المجال تحميل الأقدر لا الأضعف، والضريبة غير المباشرة تطال صميم حاجات الفقراء، والتستر بحاجات الدولة لا يبرر أيَّ مجزرة مالية تطال الطبقة الفقيرة التي يقوم على أكتافها لبنان".
وشدّد على أنه "لا بد من خريطة عمل في ما يتعلق بالنزوح، والمواقف من دون برامج غير مفيدة، والحل ببناء ثقة كاملة بين بيروت ودمشق، ومن خلال المعطيات المتشعبة والدقيقة، فنرى واشنطن وأوروبا وتل أبيب ومفوضية اللاجئين يستثمرون مباشرة بالنزوح، ويعملون على قلب البلد ونسف كيانه الديموغرافي والوطني، فاللعبة الدولية خطيرة والوقت يدهم الجميع، وبالتالي يجب أن نتصدى جميعا لحماية لبنان قبل فوات الأوان".
ووجّه كلامه "للبعض": "التعطيل السياسي أسوأ من الفراغ، وهو مدعوم من واشنطن وفريقها الدولي والإقليمي وللأسف بعض الداخل، وعين المعطلين على تفريغ البلد ورفع السواتر، فحذار من هذه اللعبة لأنها ستكون الفتيل الذي سينهي صيغة لبنان".
ونبّه إلى أن "وضع المنطقة يزداد تعقيدا والتطبيع في طريقه لإعادة رسم خطوط الجبهات في المنطقة، والتسويات الإقليمية تصطدم بالعقبات الأميركية، وهذا يفترض بنا تحصين القرار السياسي بالبلد، وهذا لا يكون إلا بالحوار، ليس من أجل هذا الفريق أو ذاك، بل من أجل البلد كل البلد، وإلا اللعب بالخطوط الحمر لن يبقي لنا بلد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك