كتب يوسف فارس في "المركزية":
تلتقي المراجع السياسية في نظرتها للحراكَين الفرنسي والقطري من أجل حل الازمة اللبنانية على عدم وجود تعارض بين المبادرتين، فاذا كان هدف مهمة الموفد القطري خلق توافق بين اللبنانيين، فإن هذا التوافق يتطلب حوارا، والحوار كما بات معلوما طريقه مقطوعة إذ ان هذه الاطراف نفسها عاكست كل المطالبات الخارجية التي حضت على حوار لبناني بدءا من المبادرة الفرنسية وصولا الى اللجنة الخماسية. كذلك فشلت كل الطروحات التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتلاقي والبحث في كيفية بلوغ هذا التوافق، ان كان عبر الحوار وطريقه المؤسس لهذا التوافق مقفل، أو بفعل رفع بعض الاطراف سقف شروطها الرافضة لمثل هذا الحوار الى مستوى لم يعد في استطاعتها معه النزول عن سقوفها.
وسط هذه الأجواء، تدخل مهمة الموفد القطري في حقل صعب ومعقّد مثقل بعدم اجماع اللجنة الخماسية وتراجع المسعى الفرنسي ووصول مبادرة رئيس المجلس النيابي لحوار الايام السبعة الى حائط مسدود من جراء الاعتراضات المباشرة عليها من الفريق السيادي. والرئيس بري الذي ينتظر كما سواه من اللبنانيين جلاء المساعي القطرية بعد الفرنسية بات على قناعة انه ادى قسطه للعلى وان "الكنيسة القريبة ما بتشفي" على ما قال.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى يقول لـ"المركزية": ان الانقسام العمودي في تركيبة المجلس النيابي والفرز الحاصل بين المكونات النيابية أكدا استحالة أي من الفريقين الموالي والمعارض اذا صحت التسمية إيصال أي من مرشحيهما إلى سدة الرئاسة ما يلزمهما الذهاب الى التفاهم على كيفية ملء الشغور الرئاسي الذي بلغ شهره الحادي عشر كنتيجة طبيعية لعدم التلاقي وهو ما تكون لدى الفرنسيين والقطريين على حد سواء ودفعهما الى البحث عن الخيار الثالث الذي يعني الحوار، سواء المباشر المرفوض من الفريق المعارض او غير المباشر. بالنتيجة جوهر المبادرتين الفرنسية والقطرية، واللقاءات التي يجريها مع الاحزاب والقيادات السياسية والنيابية كل من الموفد الرئاسي جان ايف لودريان والموفد فهد بن جاسم ال ثاني الحوار. الاسئلة التي يطرحها الطرفان حول مواصفات الرئيس وأولوياته تهدف الى استخلاص القواسم المشتركة الممكن ان يلتقي عليها المسؤولون المعنيون بانتخاب الرئيس العتيد للبلاد الذي من شأنه ان يوفر الضمانات المطلوبة لكل فريق، الا يعني ذلك حوارا؟".
ويتابع ردا على سؤال قائلا: "أليس من الأفضل للّبنانيين اللقاء للتحاور حول إيجاد الحلول المستدامة للمشكلات التي تعتري قيام الدولة وخروجها من الأزمة المتفاقمة التي تستدعي عاجلاً وقف التدهور لأن الحلول الموقتة لم تعد تجدي. انتخاب الرئيس وحده لا يحل المشكلة. المطلوب وضع الهواجس على الطاولة وبحثها بكل صراحة وعقلانية. الأكيد أن الحوار اللبناني- اللبناني هو أفضل بكثير من حوار يقوم به أي طرف خارجي كون اللبنانيين أدرى بمشاكلهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك