كتب داني حداد في موقع mtv:
ننام على خبرٍ ونصحو على آخر في هذه الأيّام. مرّ أسيوع على انطلاقة "طوفان الأقصى"، وتدلّ مؤشرات كثيرة على أنّ الهجوم البرّي على غزة ليس بعيداً. وفي لبنان، الأيدي على القلوب: هل ندخل في الحرب، ونحن في انهيار؟
طغت على مشهد الأمس صورة المصوّر عصام عبدالله. اعتاد الرجل أن يكون خلف الكاميرا، فإذا بصورته تجتاح، غصباً عنه، مواقع التواصل الاجتماعي مع عبارات الرثاء، ومعه صور جرحى استهدفهم عدوّ لم يميّز يوماً بين طفلٍ وشيخ وامرأة وشاب… يتساوى الجميع أمامه، إذ يقتلهم. منذ عشرات السنوات وهو يقتلهم.
جاء استهداف الإعلاميّين، وفق معلومات كشف عنها مصدرٌ أمني لموقعنا، بعيد محاولة تسلّل قامت بها بعد ظهر أمس مجموعة من تنظيم "الجهاد الإسلامي" الى داخل الأراضي المحتلّة، فاشتبكت مع عناصر إسرائيليّة صدّت محاولة التسلّل. جاء بعدها الردّ الإسرائيلي عبر استهداف موقع تجمّع للإعلاميّين، في ظلّ عدم توفّر موقع لاستهداف مقاتلين من حزب الله الذين يتّخذون تدابير استثنائيّة في هذه الأيّام.
يطرح هذا الموضوع، بغضّ النظر عن رأينا بالإجرام الإسرائيلي، مسألة السماح للمنظمات الفلسطينيّة باستخدام الأراضي اللبنانيّة لاستهداف الأراضي المحتلّة، وهو أمر يجب أن يكون الموقف اللبناني حازماً تجاهه، بدءاً من الحكومة، ثمّ قيادة الجيش ووصولاً الى حزب الله. إذ لا يجوز أن يدفع أيّ لبنانيّ ثمن عمليّات ندرك جميعاً أنّها بلا جدوى، خصوصاً إذا قورنت بالعمليّات التي تنفّذ ضدّ الإسرائيليّين في الداخل.
وفي المقابل، يمكن تسجيل رغبة واضحة لدى حزب الله بعدم زجّ لبنان في مواجهة مفتوحة، وهو يقيس جيّداً حجم تدخّله كما حجم ردوده. علماً أنّه يتجنّب، في الوقت عينه، طمأنة اللبنانيّين القلقين من الحرب الشاملة لأنّ في ذلك طمأنة للإسرائيليّين أيضاً.
من هنا، يبدو الاحتمال الأكبر أن تدفع المناطق المتاخمة للحدود ضريبة ما يحصل في غزة، من دون أن تتمدّد رقعة المواجهة الى خارج الساحة الجنوبيّة. هذا ما يريده حزب الله، على الأرجح. يبقى أن نعرف ما يريده الإسرائيليّون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك