كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
"هل ستصل الحرب الى لبنان؟" انه السؤال الذي يردده اللبنانيون على مدار الساعة. عين على الجنوب حيث الاخبار لا تطمئن، وعين اخرى على الاتصالات الديبلوماسية والسياسية... وهنا السراي الكبير محور الحركة. اذ كشف مصدر حكومي ان الرئيس نجيب ميقاتي يسعى جاهدا لتجنيب لبنان الحرب، وهو في هذا السياق يجري الاتصالات الدولية اللازمة مع جميع المعنيين والتي شملت عددا من القادة.
وشدد المصدر على ان الحكومة اللبنانية، من خلال موقفها الاخير، هي متنصلة مما يقوم به حزب الله، في رسالة واضحة الى المجتمع الدولي تؤكد ان لبنان لا يحتمل اي خضات، وتحديدا على مستوى القطاع الصحي حيث لا قدرة للمستشفيات على استقبال المصابين والجرحى على الرغم من انها حاليا مستنفرة، هذا الى جانب الدمار الذي سيلحق كل مرافق البلد.
وردا على سؤال، اشار المصدر الى توافق بين ميقاتي ورئيس مجلس النواب على رفض اي مجازفة، كاشفا ان الاخير قام بعدد من الاتصالات مع قادة من حزب الله، مشددا على تجنيب لبنان هذه الكأس، حيث لا يجوز تهديم كل ما بني على مدى السنوات السابقة، اضف الى ذلك انه لا يوجد من يمد يد الاعمار راهنا على خلاف ما كان عليه الوضع في العام 2006.
وماذا عن زيارة وزير الخارجية الايرانية امير حسين عبد اللهيان، فهل اتى حاملا التهدئة او التصعيد؟ اجاب المصدر: لقد تكلم الضيف الايراني بعدة لغات حسب المقر الذي حلّ فيه، لكن ميقاتي كان واضحا وجازما حول عدم اخذ لبنان الى مكان لا يستطيع تحمله.
وتابع: في المقابل فهم من المسؤول الايراني انه في اللحظات الحالية والآنية، لبنان بمنأى عن اي انفجار، حيث قال: من المبكر فتح جبهة لبنان وهناك جبهات اخرى قد تحفتح اذا اقتضت الحاجة.
اما على المستوى الداخلي، فرأى المصدر ان حزب الله، قبل ان يقدم على اي مغامرة، هو يلتمس وجع الناس وفقرهم وجوعهم، وعلى الرغم من ان حماس استطاعت ان تخرق وتحقق خسائر موجعة في الاهداف الاسرائيلية، لكن المفاجئ بالنسبة الى قوى المقاومة ان اسرائيل التي كانت تبادل "بعض العظام" بعشرات الاسرى الفلسطينيين، انها اليوم تتعاطى مع ملف الاسرى لدى حماس بـ"لامبالاة". الامر الذي ادى الى تغيير الحسابات في لغة التفاوض، حيث باتت حماس تريد المفاوضات والاسرائيلي يرفض!
من هنا الحزب لا يستطيع ان يتحمل المشهد الغزاوي، وهو ايضا يدرك ان وضعه اليوم اختلف كثيرا عما كان عليه في العام 2006، بدءا من سوريا التي كانت دولة قوية الى جانبه وهذا ما ينطبق على ايران، اما اليوم هذه الاخيرة لم تعد قادرة على ضخ الاموال، واضف الى ان كل البيئات الحاضنة في الداخل ومن كل الطوائف دون استثناء اصبحت منقسمة ومتململة.
وختم المصدر: كل هذا يجعل حزب الله يدرس كل الخيارات قبل اللجوء الى اي عملية، وبالتالي ما يحصل على الحدود الجنوبية تحت السيطرة ولا يوصل الى حرب.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك