كتبت دارين منصور في موقع mtv:
شهدت العقود الأخيرة تطوّراً هائلاً في مجال التكنولوجيا والاتصالات، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولها تأثير كبير على الرأي العام المحلّي والعالمي، وتحديداً، صناعة أو تغيير الرأي العام عبر فبركة فيديوهات وصور مُحدّدة. فكيف يُساهم الذكاء الاصطناعي في ذلك؟
يُشير خبير وسائل التواصل الاجتماعي والتحوّل الرقمي بشير تغريني الى "أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مهمّة لنقل وتبادل الأفكار والآراء. ويُمكن للأفراد التعبير عن أنفسهم ومشاركة وجهات نظرهم بسهولة، مما يؤدي إلى تشكيل رأي عام. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذا التأثير قد يكون إيجابياً أو سلبياً، تبعاً لمدى المصداقية والمصادر المُستخدمة".
ويُضيف تغريني، في حديث عبر موقع mtv، "أن الذكاء الاصطناعي يُمكنه تحليل البيانات وفهم أنماط السلوك على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح للشركات والحكومات توجيه الرسائل والإعلانات بشكل دقيق للجمهور المُستهدف. وهذا يُمكن أن يؤدي إلى تشكيل الرأي العام بشكل أكبر وأدق".
اذاً، الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسات العامة، بدءًا من الحوارات السياسية مروراً بتوجيه السلوك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للأفراد وطريقة تفاعلهم مع الأخبار والمعلومات واتخاذ القرارات.
ويُمكننا الإشارة الى أنّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقوم على استخدام الروبوتات الإخبارية وبرمجيات توليد النصوص لإعداد المقالات والتقارير الإخبارية ونشرها. وهذه التقنيات تسرّع إعداد الأخبار والمحتوى المُتاح للجمهور. في المقابل، يمكن أن يؤدي ذلك أحياناً إلى انتشار الأخبار المُزيفة والمركّبة والمعلومات المضلّلة.
كما تتيح تطبيقات التحليل العاطفي فهم مشاعر الجمهور وآرائه تجاه قضايا محدّدة، وتقييمها بشكل دقيق وسريع. ويمكن أن تُساعد السياسيين على فهم رغبات الناخبين، والعمل على تلبية توقعاتهم وتحسين السياسات العامة.
نذكر بعض الأمثلة عن دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الرأي العام وتأثيره على السياسات العامة كالانتخابات الأميركية عام 2016، حيث استخدم في التحليل العاطفي للمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، لفهم آراء الناخبين وتوجيه الحملات الانتخابية. كذلك، لعبت الروبوتات دوراً كبيراً في التأثير على الرأي العام من خلال نشر الأخبار. كما استخدم لتحليل آراء المواطنين واتجاهاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي والتصويت على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وتوجيه الحملات السياسية لمؤيدي البقاء أو الخروج من الاتحاد. ولا نغفل اعتماد بعض الشركات والمنصات الإعلامية الذكاء الاصطناعي لإعداد الأخبار والمقالات القائمة على البيانات ونشرها. كما تُستخدم في الكشف عن الاتجاهات السائدة والموضوعات ذات الاهتمام الكبير على "إكس" و"فايسبوك" و"انستغرام" و"تلغرام"، ما يمكّن الأحزاب السياسية والناشطين من استخدام هذه المعلومات للتركيز على قضايا مُعينة.
في الختام، يمثّل الذكاء الاصطناعي أداةً قويةً وسلاحاً فعالاً في تشكيل الرأي العام والتأثير على سياسات الدول، لذلك، يجب التنبّه الى استخدامه بحذر ومسؤولية وذكاء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك