كتبت رينه ابي نادر في موقع mtv:
تسبّب اشتعال جبهة الجنوب بحالة هلع وخوف من تمدّد رقعة الصّراع إلى كامل لبنان، ما أدّى الى تحذير معظم السفارات لرعاياها من السّفر الى لبنان وإلى حثّ مواطنيها على المغادرة فوراً. هذه التّحذيرات أثّرت أيضاً على المغتربين الذين قرّر قسمٌ كبيرٌ منهم عدم المخاطرة في هكذا أوضاع وزيارة البلد.
بعد اندلاع المواجهات والقصف في الجنوب، بدأ الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداول صور تُظهر مطار رفيق الحريري الدولي خالياً من المسافرين، لكن تبيّن لاحقاً، أنّها قديمة وتعود إلى أيّام "كورونا" والإقفال العام الذي فرضته الدّولة آنذاك.
وحقيقة الأمر، وبما لا يدعو للشّكّ، أنّ أعداد القادمين إلى لبنان تراجعت بسبب الأوضاع الأمنيّة، فيما ارتفعت أعداد المغادرين الذين غادروا البلاد بسرعة، خوفاً من توسّع جبهة الجنوب، فتكون عمليّة المغادرة أصعب وفيها مخاطرة كبيرة.
تؤكّد "الدوليّة للمعلومات"، أن المتوسّط اليوميّ لأعداد القادمين تراجع بنسبة 19.2 في المئة، بينما ارتفع متوسّط حركة المغادرين اليوميّة بنسبة 4.2 في المئة، في حين توقّفت حركة العبور (التّرانزيت).
ووفق هذه الأرقام، لا توجد رغبة كبيرة بالمغادرة حتّى اليوم لدى المقيمين في لبنان، في حين أنّ هناك رغبة بعدم القدوم وتأجيل السّفر إلى لبنان بانتظار جلاء الأوضاع، وفق "الدوليّة للمعلومات".
وفي هذا الإطار، يُفضّل عدد من المغتربين الذين خطّطوا، قبل أحداث 7 تشرين الأوّل، للعودة النّهائيّة الى لبنان، التريّث حتّى تبيان كيفيّة تطوّر الأوضاع في المنطقة، فيما يُفضّل، كما ذكرنا أعلاه، عدد لا بأس به من المقيمين في لبنان عدم المغادرة رغم تردّي الوضع في الجنوب، بينما غادر كثرٌ لبنان فور صدور التّحذيرات الدّوليّة، خوفاً من تكرار تجربة حرب تمّوز 2006، وهنا هاجر البعض موقتاً، إلى دول في المنطقة، كالخليج أو قبرص، بينما هاجر البعض الآخر نهائيّاً، إلى دول أوروبيّة أو إلى الولايات المتّحدة الأميركية مثلاً.
إلا أنّ قسماً من المغتربين أو من الذين غادروا فور بدء أحداث 7 تشرين الأوّل، قرّروا العودة بعد اطمئنانهم إلى أنّ الأوضاع ستظلّ على ما هي عليه ولن تتطوّر أكثر، بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، والتي كان لها وقع مهمّ جداً على حركة المطار أيضاً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك