جاء في "الراي" الكويتيّة:
بعد 34 يوماً على «طوفان الأقصى»، تترسّخ معادلةٌ قديمة - جديدة عن لبنان الرسمي غير القادر على التأثير في مجرياتِ الأحداث الكبرى التي يُقتاد إلى فوهتها، والذي يجلس في مَقاعد انتظارِ محطاتٍ بارزة علّها تُبْعِدُ عن «بلاد الأرز» وليمةَ نارٍ مثل التي «تلتهم» غزة وأبناءها المتروكين فريسةً لـ«موائد دم» اجتذبت قروش الإقليم و... والعالم.
فلبنان الذي بات «صندوقة بريدٍ» لتحذيراتٍ غربيةٍ تتوالى من مغبة ارتكاب «الخطأ المميت» بالانجرارِ الى الحرب في غزة عبر جبهة الجنوب، والذي تتطاير من فوق رأسه صواريخ «حزب الله» وأيضاً «كتائب القسام» و«الجهاد الإسلامي» تحت عنوانٍ جوهره لن نقف مكتوفين أمام أي محاولةٍ لـ «قطع رأس» حماس، لم يَعُد أمامَه في ظلّ قرار الحرب والسلم «الجوّال» والذي تموّه الحكومة عن وجودِه خارج سلطتها بتكرارٍ «خشبي» للالتزام بالقرار 1701، إلا ترقُّب مساراتٍ سياسيةٍ يراهن على أن توقف الحرب قبل أن تتمدّد «بقعة الدم والدمار» إلى الوطن المأزوم والمهزوم بانكساراته السياسية والمالية والاقتصادية، ولا سيما في ظل الخشية من ألّا يَصمد التقاطع الحالي بين مصلحة «حزب الله» والمصلحة اللبنانية على عدم زجّ البلاد في الأتون الغزاوي وذلك بحال اقتضتْ اعتبارات محور الممانعة تغيير قواعد «اللعب بالنار» ومسارحه.
وهكذا تترقب بيروت، 3 مواعيد في «ويك اند» حافل بالمحطات:
- القمة العربية الطارئة التي تستضيفها الرياض غداً ويمثّل لبنان فيها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وما يمكن أن يصدر عنها من خريطة طريق متكاملة على مستوى ما ترتكبه إسرائيل في غزة وسط رصْدٍ لِما إذا كانت ستنطوي على تحديد أفقٍ سياسي موحّد لحل مستدام.
- بعدها القمة الإسلامية بعد غد (في الرياض) والتي ستنطبع بأول زيارة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية.
- الإطلالة الثانية للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله (غداً) في غضون 8 أيام، والتي يُنتظر أن يكمل فيها من حيث انتهى في خطابه يوم الجمعة الماضي، وإبقائه على الضوابط التي تَحْكُمُ الجبهةَ الجنوبية «وجرعات التصعيد المدوْزن» منذ 8 تشرين الأول، وتلويحه بالخياراتِ المفتوحة من باب إبقاء «توازن الردع» بحال اختارتْ إسرائيل التمادي في اعتداءاتها على لبنان، مع توجيهه تحذيراتٍ يُنتظر أن تتكرر للأساطيل الأميركية (دخلت عليها منذ الجمعة غواصتان نوويّتان وصلتا المتوسط والخليج) التي توعّدها «بأننا أعددنا لها العدة»، وكذلك للقواعد الأميركية التي يستمرّ ضربها في العراق وسوريا.
ويجري رصْدُ هل سيتناول الأمين العام بدء واشنطن الردّ على هذه الضربات وفق ما عبّرت عنه الغارة التي نفّذتها طائرتان طراز «إف - 15» مساء الأربعاء في شرق سوريا «ضدّ منشأة لتخزين أسلحة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات تابعة له»، معلنةً أن العملية كانت «دفاعاً عن النفس، والولايات المتحدة على أتمّ استعداد لاتّخاذ إجراءات ضرورية أخرى» لحماية عسكرييها ومنشآتها.
كذلك يُفترض أن يتطرّق نصرالله إلى معادلةِ «المدني بالمدني» التي كان أكد أنه سيتمّ «تفعيلها» بحال كسرت تل أبيب قواعد الاشتباك لجهة تحييد المدنيين وهو ما فعلتْه بعد أيام باستهدافها سيارة كانت تقلّ أماً وفتياتها الثلاث وجدّتهن، وقد سقط الأربعة الأخيرون لتبقى الوالدة المفجوعة مع إصابتها البليغة وجرح في القلب لن يندمل مدى الحياة، وقد ردّ «حزب الله» باستهداف كريات شمونة من دون أن يُعلم إذا كان هذا «الرد النهائي».
صواريخ مضادة للسفن
ولم يكن عابراً ما نقلته «رويترز» أمس، عن مصادر مُطّلعة، حول أنّ «امتلاك حزب الله لصواريخ مضادة للسفن ضمن ترسانته العسكرية، يعزّز تهديد الحزب للبحرية الأميركية»، معتبرة أنّ «الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن التي حصل عليها حزب الله، تمنحه الوسائل لتنفيذ التهديد الضمني الذي أطلقه نصرالله، ضد السفن الحربية الأميركية»، ومُشيرةً إلى أنّها «تسلّط الضوء أيضاً على المخاطر الجسيمة لأي حربٍ إقليمية».
ولفتت المصادر إلى أنّ «نصرالله كان يشير في حديثه إلى قدرات حزب الله الصاروخية المضادة للسفن والمعزّزة بشكل كبير»، موضحةً أنه «بما في ذلك صاروخ ياخونت الروسي الصنع، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر»، ومشيرة إلى أنّه «بالطبع هناك أشياء أخرى إلى جانبه».
ونقلت عن ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين، ومسؤول سابق، «أنّ حزب الله بنى مجموعة مذهلة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن».
وأكد أحد المسؤولين «من الواضح أننا نولي اهتماماً كبيراً لذلك، ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد«، من دون التعليق مباشرةً على ما إذا كانت المجموعة التي يمتلكها الحزب تضمّ صواريخ»ياخونت».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك