نظّم "حزب الله" في منطقة جبل عامل الثانية مسيرة حاشدة في مدينة النبطية، انطلقت من أمام النادي الحسيني وجابت شوارع المدينة، وسط الشعارات التضامنية مع غزة، شارك فيها عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في "حزب الله" علي ضعون، شخصيات وفاعليات، علماء دين والأهالي.
والقى فياض كلمة قال فيها: "أربعة وأربعون يوماً على طوفان الأقصى، والعدو الإسرائيلي يمعن في جرائمه وفظائعه ومجازره وتدميره لكل معالم الحياة في غزة، أربعة وأربعون يوماً من حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الموصوفة، التي ترجم فيها الصهاينة عقيدتهم وفكرهم وقناعاتهم وسلوكهم وإيمانهم وشخصيتهم التاريخية وعقدهم وإنحرافاتهم. هؤلاء الذين ختم الله على قلوبهم وأبصارهم وهؤلاء الذين سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يعقلون ولا يبصرون ولا يسترشدون. هذا هو دأبهم وسيرتهم وعهدهم، الذي مارسوه على مدى أكثر من سبعين عاماً وتوجوه بجريمة العصر في غزة".
أضاف: "لا يرهبنّكم ما يرتكب العدو من مجازر بحق المدنيين من أطفال ونساءٍ وعجزة، هذا هو سلاح المجرم العاجز الذي لا يجد وسيلة للإنتصار على المقاومين. نعم إن هذه المجازر تشعرنا بالألم وتشعرنا بالغضب وتشعرنا بالحزن. وإن هذه المجازر لا تدفعنا للإحباط ولا للإنكفاء ولا للتراجع ولا للتخاذل ولا للخوف أو الجزع، بل على العكس من كل ذلك، إن ممارسات العدو وهذا الغطاء الأميركي والتواطؤ الغربي الذي يجعل من هؤلاء شركاء كاملين في تحمل وزر كل هذه الدماء والآلام والمعاناة، إنما هي أسقطت كل الأوهام وكشفت كل زيفٍ وحسمت كل ترددٍ وأزالت كل حجب، في أن لا خيار أمام أمتنا وشعوبها ومجتمعاتها وأوطانها في حماية الوجود وصيانة الأوطان وإستعادة الأرض وإنقاذ الأرواح وممارسة السيادة وامتلاك الحرية وصنع الحاضر والمستقبل والقدرة على حفظ كرامتنا الإنسانية إلا بالمقاومة ومراكمة القوة. هذا هو الطريق الذي لا طريق غيره، في وجه هؤلاء الوحوش الذين خيّرونا بين العبودية أو الموت، بين الرضوخ للإحتلال أو قتل الأطفال وتدمير البيوت والأرض المحروقة".
وتابع فياض: " لقد ولّى الزمن الذي يفرض علينا الإحتلال ورعاته وحماته من الطواغيت المستكبرين معادلاته وخياراته، هناك معادلة واحدة وخيار واحد ومصير واحد وهو الثبات والصبر والقتال حتى الإنتصار مهما بلغ حجم التضحيات ومهما بلغت التعقيدات والعقبات ومهما عظم الألم واشتدت الصعاب. هذا هو منطق العدل الإلهي والوعد الإلهي وهذا هو منطق التاريخ. هذه هي الجادة السواء وهذا هو الأصل، وأما الإحتلال فهو ظاهرة شاذة الى زوال والإستكبار هو إنحراف الى إنكسار".
وأردف: "إن المقاومة في غزة، في كل لحظة من لحظات المواجهة هي تهزم جحافل العدو الإسرائيلي، لقد أغرقت المقاومة دبابات العدو وآلياته المدرعة في رمال غزة المباركة وراحت تلاحق جنوده المدججين كالأرانب. إن المقاومة تلحق بالعدو خسائر جسيمة وكبيرة وهو يتكتم عليها، في كل يوم تدمر المقاومة ما معدله ١٦ آلية للعدو وتصيب العشرات من جنوده ما بين قتيل وجريح، وهي رغم ضراوة المواجهة لا تزال في ذروة تماسكها وجهوزيتها وحضورها وفاعليتها، وهي هيأت نفسها لمسار طويل من المواجهة، لن يتمكن فيها العدو من المضي لتحقيق أهدافه. إن المقاومين يخرجون من بطون الأرض التي تحتضنهم وتحميهم لأنهم أبناؤها الذين ينتمون إليها، في حين تلفظ الصهاينة الأغراب الذين إغتصبوها وزرعوا فيها كل حقد وكراهية وكل نار ودمار".
وأشار الى أن "إنتصار المقاومة في غزة يحمي لبنان ويحول دون إنزلاق المنطقة الى مرحلة سوداء شديدة الخطورة والى مسار مليء بالتحديات والتهديدات. وإن انتصار المقاومة في غزة سيفتح مساراً متسارعاً في إستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وفي إعطاب اليد الإسرائيلية من أن تمتد بعدوانيتها تجاه الساحات الأخرى. لذلك إن المقاومة في لبنان تؤازر شقيقتها المقاومة في غزة نصرةً للأقصى ولغزة وللشعب الفلسطيني ودفاعاً إستباقياً عن لبنان وعن كل موقع مناوئ للعدو الإسرائيلي على مدى المنطقة برمتها. لذلك هبّت المقاومة في لبنان بكل إندفاع وجرأة وبكل دراية وبكل حكمة وتخطيط لخوض هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي في معركة تمتلك كل مشروعيتها الوطنية والقومية والدينية والإنسانية. هي معركة تتسامى على اي حساسيات أو فروقات مذهبية أو طائفية أو قُطرية، هي معركة السني والشيعي المسلم والمسيحي معركة كل الأحرار الذين يؤمنون بحرمة الكرامة الإنسانية وحق الشعوب في الحرية والسيادة. إن العدو يئن تحت ضربات المقاومة، والمقاومون يستهدفون مواقعه وتجمعاته العسكرية وتجهيزاته التقنية على مدى الحدود اللبنانية-الفلسطينية الممتدة من البحر حتى سفوح جبل الشيخ، وهم يلحقون به الخسائر الجسيمة ويؤلمونه ويسحقون معنوياته ويضربون إقتصاده ويعطلون دورة الحياة في شمالي الأراضي المحتلة. وما يجري إنما يُظهر كيف أن العدو هو مغلول اليد وعاجز عن الإنجاز عندما تجري المواجهة معه في الإطار العسكري.
وختم فياض: "يا أهلنا في غزة، إن نهر دمائكم هو هذا الطوفان الذي سيبتلع الإحتلال والمد الذي سينقلكم الى فضاء الحرية في فلسطين. ويا إخواننا المقاومين في غزة، يا فخر الأمة ويا فجرها المضيء أنتم غرة التاريخ وأنتم الرجال الرجال أنتم أبطال الخنادق.. أصحاب الجباه الشامخة والإرادات الصلبة.. أنتم الحرية والمجد والكرامة.. معكم معكم، عيوننا عليكم وقلوبنا معكم وزنادنا الى جانبكم.. الصبر الصبر الثبات الثبات.. وإن موعدكم النصر هذا وعد الله والله لا يخلف وعده".
واختتمت المسيرة بتجديد العهد والوفاء بالمضيّ على خطى المقاومة والشهداء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك