كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":
هل من مجال لبَدْء الحديث عن استثمار سياسي بعد الهدنة في قطاع غزة، على قاعدة أنها تشكل هزيمة أو "ميني هزيمة" لإسرائيل، وذلك رغم أن المجال ليس واسعاً تماماً للحديث عن انتصار أو "ميني انتصار" فعلي لحركة "حماس"، بعد الدمار الهائل الذي أصاب القطاع، والذي ستكون له أثمانه السياسية على الحركة في مرحلة إعادة الإعمار؟
نهاية للحرب؟
فالضغط الدولي والأميركي سيزداد على إسرائيل عند الإفراج عن الدفعات الأولى من الأسرى، وضغط أهالي الرهائن كلّهم أيضاً، من مُنطَلَق أن نتائج التهدئة تبدو جيّدة، وأنه من المُفيد تمديد مدّة وقف العمليات العسكرية لإطلاق المزيد والمزيد، ولإفساح المجال أمام الكلام السياسي والديبلوماسي.
وإذا أضفنا الى المشهد السابق ذكره أن الإفراج عن الأسرى تمّ بمفاوضات غير مباشرة مع "حماس"، وهي التنظيم الذي تحدّثت القيادة الإسرائيلية عن كسره في بداية الحرب، يكون ذلك "ميني انتصار" للحركة. كما أن هدنة الأيام المتكرّرة قد تصعّب استئناف الأنشطة العسكرية الإسرائيلية كثيراً في ما بعد، بحسب أكثر من خبير عسكري، لأسباب ميدانية واستخباراتية، ولضعف الزّخم السياسي للحرب بعد تبادل الأسرى.
فهل نحن أمام نهاية غير مُعلَنَة للحرب، من دون أُفُق سياسي واضح، أم انه من المُبكر بَعْد الحديث عن مثل تلك الاحتمالات؟
تعثُّر...
أكد الوزير السابق فارس بويز أن "الوضع النهائي لا يزال غامضاً. ولكن لا شكّ في أنه بالمقارنة مع الأهداف التي كان وضعها (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو لنفسه، تشكل الهدنة نوعاً من مؤشّر الى تعثُّر مشروعه، إن لم تَكُن هزيمة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من الواضح أن نتنياهو سعى من خلال هذه الحرب الى مشروع سياسي كبير، وهو مشروع "ترانسفير" للفلسطينيين من غزة باتّجاه مصر، ومن الضفة الغربية باتّجاه الأردن، وذلك من أجل التخلُّص نهائياً من قضية الدولة الفلسطينية، ومن مفهوم وجود شعب فلسطيني. ومن هنا، تصبح الهدنة تعثّراً لمشروعه. ولكن الأمور لم تبلغ نهايتها بَعْد، خصوصاً أن تطبيق الهدنة لم يبدأ فعلياً".
إيران؟
وعن الدور الإيراني المُحتَمَل في المرحلة القادمة، رأى بويز أن "ملف حرب غزة مرتبط بشكل أو بآخر بالمباحثات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، سواء حول الأرصدة والمبالغ الإيرانية المُجمَّدَة وهي بمليارات الدولارات، أو حول الملف النووي الإيراني".
وأضاف:"من الواضح أن طهران سعت منذ بداية أحداث غزة الى التهدئة أكثر من تأجيج الصراع. وقد يكون ذلك مرتبطاً بمفاوضاتها مع واشنطن".
ورقتان عربيّتان
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يمكن لجولة الوفد العربي على عواصم القرار الدولي، من أجل التوصُّل الى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، أن تُحصَر بالإطار الديبلوماسي، انطلاقاً من أنه لا يحمل بيده أدوات ضغط فعلية يمكن استعمالها من أجل القضية الفلسطينية، أجاب بويز:"هذا صحيح. كان من المُفتَرَض أن تلوّح الدول العربية بموضوع التطبيع، أي التهديد بوقف التطبيع أو تجميده. فالعرب لا يمتلكون ورقة عسكرية لاستعمالها في الصراع، بل ان الورقتَيْن الفعليّتَيْن بين أيديهم هما التطبيع والنّفط".
وختم: "بما ان لا هذه الورقة استُعمِلَت ولا تلك، أي لا التطبيع ولا النفط، فهذا يعني أنه توجد صعوبة، إذ لا أوراق أخرى يمتلكونها في هذه العملية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك