كتبت مريم حرب في موقع mtv:
مع دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيّز التنفيذ بعد 48 يومًا على "طوفان الأقصى"، سيُقيّم كل فريقٍ وضعيته على أرض المعركة ويأخذ نفسًا قبل المضي من جديد في مسار تحقيق أهدافه. أهداف تسلك المسار العسكري لا الدبلوماسي، ما يُسلّط الضوء على مصير "حماس" متى انتهت الحرب.
في المعطيات لا شيء يضمن أنّ الماكينة العسكرية الإسرائيلية قادرة على القضاء على حركة "حماس" نهائيًّا، وإن تمكّنت من قتل عدد من قادتها. و"لا شيء يضمن أن ما قد يولد بعد "حماس" لن يكون أسوأ منها" على حدّ تعبير الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح.
وقرن رباح نجاح أي حركة تحرريّة عبر التاريخ بمسار سياسي إلى جانب المسار العسكري، موضحًا أنّ قيادة الأرض، المتمثلة بزعيم "حماس" في قطاع غزة يحيي السنوار وقائد "كتائب عز الدين القسام" محمد الضيف، هي من تفرض المعطيات على الرغم من الحضور الإعلامي والسياسي للحركة الخجول نسبيًّا.
لم تكن يومًا القضية الفلسطينية حكرًا على منظمة أو حركة، إذ أنّها قضية شعب مناضل ناصر "حماس" أم لم يفعل. ويلفت رباح إلى أنّ "القضاء على "حماس" لا يعني القضاء على القضية الفلسطينية طالما لم تتمكن إسرائيل من تأمين الدولة الفلسطينية القابلة للحياة"، موضحًا أنّ "المشكلة الأساسية تكمن في استغلال إيران للقضية الفلسطينية".
ويُضيف: "لا يمكن الرهان على أي طرح لا يتبنّى البندقية وغصن الزيتون سوية، ورفض "منظمة التحرير الفلسطينية" للحلّ السلمي والطرح السياسي مثال على ذلك، إذ أنّها ضعُفت بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت".
وسلطت مجلة "فورين بوليسي"، في تحقيق للينا الخطيب، الضوء على مصير حركة "حماس" بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، موضحة أنّ المؤشرات على المدى الطويل تدل على أن مصيرها سيظل مرتبطًا بالقضية الأوسع المتمثلة في دور إيران في الشرق الأوسط. ويأتي هذا التحليل بعد الكلام عن أنّ إيران تلعب ورقة "حماس" مقابل تحصيل مكتسبات في المنطقة.
وفي هذا الإطار، يشير رباح إلى أنّ "إطلالات أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله أكّدت أنّ إيران باعت "حماس"، فعلى الرغم من قول نصرالله إنّ إصبع الحزب على الزناد تبيّن أن البندقية فارغة من الرصاص"، مردفًا: "القادة الإيرانيون توعدّوا ووقت الحسم وعندما كان بيت العنكبوت في أضعف حالاته تقاعسوا واتجهوا نحو العراضات والمسرحيات الجهادية في الجنوب اللبناني التي لا تساعد الشعب الفلسطيني وتعرّض في الوقت عينه الشعب اللبناني للخطر".
لم تخفِ الولايات المتحدة نيّتها القضاء على التهديد الذي تمثله "حماس" لإسرائيل، وللسلطة الفلسطينية، ولاستقرار في الشرق الأوسط، فهل يعني ذلك أنّ المعركة التالية ستكون ضدّ "حزب الله"؟
يُفرّق رباح بين أهميّة "حزب الله" لإيران وأهميّة "حماس"، كون "الحزب" ذراع أساسيّ لها. إلّا أنّه يتخوّف ممّا يتردّد من سيناريوهات عن "تلزيم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لبنان إلى "حزب الله" على غرار تلزيم لبنان للنظام السوري سابقًا، وتسليمه مهمة حارس الحدود الجنوبية". ويقول: "على الرغم من التطورّات الميدانية في الجنوب إلّا أنّ ما يقوم به الحزب لا يشكّل أي خطر على الأمن الإسرائيلي الوجودي".
في تحليلها لمصير "حماس" ترى لينا الخطيب في مجلة "فورين بوليسي" أنه حتى إذا نجحت إسرائيل في القضاء على قادة الحركة العسكريين الحاليين، فإن السيناريو المتوقع هو قبول العرب والإسرائيليين بأن تلعب النسخة المعدلة من حماس دورًا ثانويًا في حكم غزة. فهل قرأ "حزب الله" في الأحداث والتاريخ وسعى إلى تحقيق مكاسب سياسيّة في الداخل اللبناني وفرض معادلات وتحصيل مراكز استباقًا، ربّما، إلى يوم يغدو فيه سلاحه أنشودة لا أكثر؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك