احتفلت كلية الحقوق والعلوم السياسية بالتعاون مع قسم الفلسفة في كلية الآداب والعلوم في جامعة الروح القدس – الكسليك بمئوية كتاب "النبي" لجبران خليل جبران، خلال حلقة حوارية بعنوان: "القوانين والشرائع لدى جبران"، بمشاركة " لجنة جبران الوطنية وبحضور نخبة من أهل الفكر والقانون والأدب.
افتتحت الحلقة الحوارية بكلمة لعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية الأب الدكتور وسام خوري قال فيها: "قد يخال لمن يقرأ الدّعوة إلى احتفاليّة اليوم أنّ جبران يحتفى به في واحدة من كليّات الآداب التي يحتضنها صرح أكاديمي علماني. وقد يعتقد الباحث أنّ لا محلّ لجبران أو لفكر جبران في هذا البيت اللّبنانيّ المارونيّ المكرّس للفكر بكل مشتملاته، أو يظنّ القارئ أنه يصعب على مدرسة الحقوق أن تستضيف كتاب النبيّ المحلّق ما بين المعنى الروحاني والمبنى القائم على تهذيب اللّغة وتشذيب مفرداتها وأساليبها، ذاك المعنى الّذي يحلّق خارج الجسد في فسحة من وحي نوراني ما هو إلاّ قبس من نور الله".
وأضاف: "ها نحن اليوم، في جامعة الروح القدس، وفي كليّة الحقوق تحديدًا، نجتمع لنتحدّث في فكر جبران، وفي فلسفة نبيّه الذي يعيّد قرنًا من سنوات عرفته فيها كلّ لغات الأرض مترجمًا وقرأه في أيّامها ولياليها نساء ورجال، فبكى من بكى منهم واستغرق الكثيرون في أحلام فكريّة حادّة، هي بين اليقظة والمنام، بين الفكر والوحي، وبين التنوير والتساؤل".
وتابع: "تصالح جبران مع الذّات السّامية عندما حلّق في سماوات المحبّة التي لا تطلب لنفسها شيئًا ولا تعطي إلاّ نفسها كالباسط يديه على العود الذي أمضى جبران عمره يفتّش عنه... تاه جبران بعيدًا ولكنّه عاد، عاد في رسمه المصلوب معلّقًا على أجسامٍ هي خطايا البشر، عاد حين رأى في ابن الإنسان أعظم إنسان ولدته امرأة، وهو البشري التام، عاد حين هام في روحانيّات الفادي وتعرّق معه أمام جهل الإنسان وحماقة الأفكار وبطلان كلّ شيء، فرسم لأبناء أورفليس نبيًا استعاد أقوال المصلوب وما قال بسواها، ولو تأرجحت ريشته حينًا بين وادٍ وآخر سحيق من تساؤلات البشر وتيه البشر، ونبيّ جبران تحدّث أيضًا في الحقّ والشريعة والقانون! وهذا ما يجمعنا اليوم".
ونوّه الأب خوري بلجنة جبران الوطنيّة برئاسة د. فادي رحمة، "التي تسعى دائمًا إلى أن يبقى فكر جبران حيًا بين أهله وبني قومه وهي التي قدّمت، بالتعاون مع مكتب المحامي النقيب ميشال خطّار، الذي يديره اليوم نجله الأستاذ نجيب الذي حلّ ضيفًا علينا في هذا المحفل، جائزتين نقديّتين لأفضل طالبين يعدّان بحثين عن "الفكر القانونيّ لدى جبران".
ثم قرأ الشاعر هنري زغيب فصلي "القوانين" و"الجرائم والعقاب" في ترجمة "النبي" الجديدة التي صاغها.
الحلقة الحوارية
وانعقدت بعدها الحلقة الحوارية وأدارها الإعلامي الشاعر حبيب يونس، بمشاركة كوكبة من الباحثين والمفكرين الذين أثروا اللقاء بعصارة أفكارهم ومعرفتهم. وهم: نائب الرئيس العام في الرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الفخري لجامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة الذي قدّم مداخلة بعنوان: "من منظوري الفلسفة واللاهوت"، رئيسة الغرفة الجزائية في محكمة التمييز اللبنانية بالإنتداب القاضية الرئيسة رندى كفوري وقد تحدثت عن الموضوع "من وجهة نظر القاضي"، الأستاذة الباحثة في علم النفس في الجامعة اللبنانية البروفسورة ديزيري القزي التي تطرّقت إلى موضوع: "في علم النفس العيادي والتحليل النفسي"، الباحثة في اللغة اللاتينية وآداب القرون الوسطى في جامعة الروح القدس – الكسليك البروفسورة ميراي عيسى وقد حملت مداخلتها عنوان: "في منهج الأدب المقارَن"، الأستاذة المحاضرة في الفلسفة العربية والإسلامية في جامعة القديس يوسف الدكتورة نادين عباس التي تناولت الموضوع "من زاوية الفلسفة المقارَنة"، الأستاذة المحاضرة في قسم الفلسفة في كلية الآداب والعلوم في جامعة الروح القدس – الكسليك الدكتورة كارين نصر التي تحدثت عن "فلسفة القانون"، والأستاذ المحاضر في القانون التجاري في جامعة الروح القدس – الكسليك القاضي الدكتور كابي شاهين الذي قدّم مداخلة حول "نبيّ" جبران وعلم القانون".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك