إستقبل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر في مطرانية سيدة النجاة، بحضور المطران بولس سفر، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، القيّم العام الأب اليان أبو شعر، رئيس الكلية الشؤقية الأب شربل أوبا، مدير مدرستي سان اندريه والقديسة ريتا الأب ادمون بخاش، الأرشمندريت ايلي بو شعيا، الأب عبدالله سكاف، وسيم رياشي ورئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب رامي اللقيس. ورافق الأشقر في الزيارة أياد سكّرية، غادة ايوب، مايا الخوري، ريما عبد الخالق أبو الحسن ومحمد زهوة.
استهل الكلام المطران يوستينوس بولس سفر مرحباً فقال: "أستاذ عماد أهلاً وسهلاً بك، الظروف الجيدة جمعتنا بكم وعرفنا مدى اهتمامكم بشؤون التربية واالمدارس وتشجعنا اكثر لنكون حاضرين معكم اليوم في استقبالكم. نحن في زحلة نعمل كمجلس أساقفة سوياً، واليوم نحن في هذا الصرح الكبير، سيدة النجاة، ونعتبر أننا نستقبلكم كمجلس أساقفة. نعرف اليوم أن هناك عددا كبيرا من الطلاب المحرومين من المدارس بسبب غلاء الأقساط في المدارس الخاصة وعدم امكانية استقبالهم في المدارس الرسمية، ومتابعة شؤون المدارس الخاصة هي اولوية لأن هذه المدارس تبذل جهداً كبيراً لتعويض النقص الموجود في المدارس الرسمية".
وختم: "نأمل أن تكون لقاءاتنا مستمرة ودائمة، وأشكر المدير العام لويس لحود ابن هذه المدينة، الحريص دائماً على جمعنا بالوجوه الكريمة والطيبة،ونأمل لكم زيارة موفقة في زحلة".
من ناحيته، ألقى المطران ابراهيم كلمةً رحّب فيها بالضيف الكبير وتطرّق الى واقع التربية في لبنان، وقال: "نُرحّب بكم بكل فخر وتقدير في مطرانية سيدة النجاة – زحلة، للبحث في مستقبل التعليم في لبنان، مستقبلٍ يتطلب منا جميعًا العمل بجد وتفانٍ لضمان أفضل الفرص التعليمية لأبنائنا وبناتنا".
وأضاف: "إن الوضع الراهن الذي يمر به لبنان يتطلب منا تسليط الضوء بشكل خاص على أهمية الرعاية المتوازية بين التعليم الخاص والتعليم الرسمي. لا يمكننا أن نتقبل واقعًا نشهد فيه الفارق الكبير بين المدرستين، حيث تبدو المدرسة الرسمية في كثير من الأحيان فقيرة ومهملة مقارنةً بنظيرتها الخاصة. نؤكد في هذا المقام على ضرورة أن تحظى المدارس الرسمية بالاهتمام والدعم الكافيين لتقديم تعليم نوعي وفعال يلبي احتياجات الطلاب ويؤهلهم لمواجهة تحديات الحياة المستقبلية. يجب أن تكون التربية حقًا للجميع، وليست حِكرا على فئةٍ تستطيع تحمل تكاليف التعليم الخاص. باختصار أقول لا للطبقية التربوية. كما نود التأكيد على أهمية القطاع التربوي في صمود لبنان وتقدمه. التعليم هو الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الأمم، ومن خلال تمكين شبابنا من الحصول على تعليم جيد، نضمن لهم وللبنان مستقبلاً أفضل".
وتابع: "نثمّن عاليًا الجهود التي تبذلونها في سبيل تحسين وتطوير النظام التعليمي في لبنان، ونتطلع إلى رؤية المزيد من الإنجازات في هذا المجال. نحن على يقين بأن تعاونكم المستمر وتفانيكم سيؤتيان ثمارهما في بناء جيل قادر على رفع راية الوطن عاليًا في مختلف المجالات. تحية مني اليوم إلى كل مدارس لبنان الصامدة في وجه الظروف المأساوية التي يمر بها وطنُنا، وانحناءةَ إجلالٍ أخص بها المدارس الرسمية، وحنيناً مني لمدرستي الرسمية في بلدتي الجنوبية جنسنايا، التي لم يبق لي منها غيرُ ذكرياتٍ من سنتي المدرسية الأولى فيها واليتيمة بسبب إقفالِ بابها الوحيد وقد كانت صفاً واحداً ومعلماً واحداً. وتحيتي الكبرى لمدرسة بلدة القريَة، جارتِنا التي تبنتنا فقصدناها كل يوم مشيا على الأقدام، ذهابا وإيابا مدة تسعِ سنوات متواصلة بعيدا عن أي اهتمام من أية جِهة كانت".
وختم المطران ابراهيم: "شكرًا لحضوركم ودعمكم المستمر لزحلة ومدارسها ومؤسساتها التربوية، ونتمنى لكم كل التوفيق في مهمتكم النبيلة من أجل تعليم أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا للبنان. وفقكم الله وسدد خطاكم".
وكانت للحود كلمة بالمناسبة قال فيها: "نشكر سيدنا ابراهيم على فتح أبواب هذه المطرانية للقاءات التي تهم الأمور الحياتية واليومية للمواطنين، وعبره وعبر المطران سفر اوجه تحية الى مجلس اساقفة زحلة والبقاع لمتابعنهم اليومية للأمور الحياتية والإجتماعية والإقتصادية والتربوية لزحلة والبقاع"، مضيفاً "اهلاً بمدير عام وزارة التربية في سيدة النجاة وزحلة. عماد الأشقر هو ابن الكنيسة، صداقتي معه تعود الى تسعينيات القرن الماضي، اكثر من ثلاثين عاماً من الصداقة والعلاقة اليومية قبل ان اكون مديراً عاماً للزراعة، وخلال عملنا المشترك في الدولة اللبنانية جعلني افتخر به. هو قيمة مضافة في القطاع التربوي، فقد كان استاذاً وفي مصلحة التعليم الخاص كرئيس مصلحة واليوم كمدير عام لوزارة التربية، وعبر سعادة المدير العام اوجه تحية الى كل اساتذة لبنان المناضلين في هذه الظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة".
وتايع: "هنيئاً للتربية بكم استاذ عماد لأنني اعرف كم تملك من القيم الأخلاقية الكبيرة، انت لست فقط ابن كنيسة، انت تشعر مع الأستاذ والتلميذ والأهل، لأني اعرف معاناة القطاع التربوي اليومية، واستطعت ان تكون وسيطاً ناجحاً في هذا الإطار، ولمسنا خلال ازمة كورونا العالمية والصحية، والوضع الإجتماعي والإقتصادي الصعب بعد 17 تشرين وانهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار، ان القطاع التربوي بقي مستمراً، استمرت الإمتحانات الرسمية، حافطت الشهادة اللبنانية على قيمتها الكبيرة في الداخل والخارج، هذا كله بفضل جنود مجهولين على رأسهم الأستاذ عماد الأشقر وموظفو وزارة التربية".
وأردف: "من زحلة أقول شكراً لك عماد الأشقر بإسم كل الرهبانيات التي تملك مدارس رجالية ونسائية، في زحلة لدينا الرهبنة الشويرية، راهبات القلبين الأقدسين، الراهبات المخلصيات، الرهبان المخلصيين، الراهبات الأنطونيات، الرهبان الأنطونيين، راهبات العائلة المقدسة،المدرسة الإنجيلية والعديد من المدارس الخاصة، وهناك ايضاً المدرسة الرسمية الصامدة، استطاعوا جميعاً ان يكونوا صمام امان للمجتمع الزحلي والبقاعي وخرّجوا نخبة من الخريجين نفتخر بهم،كانوا منارة من زحلة الى البقاع ولبنان والى كل العالم".
وختم لحود: "أشكر عماد الأشقر ليس فقط بإسم أهالي زحلة بل بإسم ابناء طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، لأنني أعرف أننا لم نقصده يوماً عبر مطارنة الطائفة في لبنان وعبر غبطة البطريرك يوسف العبسي الا وحصلنا على طلبنا، واسأل الرب ان يمنحه القوة والعافية لإكمال مسيرته التربوية، على امل نهوض هذا البلد، وان يكون عام 2024 عام انفراج لبناني وعودة الحياة الطبيعية، وان تكون مشاكل لبنان قد حلّت".
بدوره، ألقى الأشفر كلمةً شكر فيها حفاوة الإستقبال وأثني على الكلمات التي القيت وقال: "سيادة المطران ابراهيم، سيادة المطران سفر ومن خلالكم أحيي مجلس أساقفة زحلة والبقاع، أحيي الآباء الحاضرين وكلّهم أصدقاء، تحية الى سعادة المدير العام لويس لحود واشكره على كلامه الجميل، وشهادتي مجروحة به لما تربطني به من علاقة صداقة وقربى عائلية".
وأضاف: "عند دخولك الى منزل عليك الدخول من الباب، وعند الدخول الى زحلة عليك زيارة سيدة النجاة أولاً. شكراً للمطران ابراهيم على حفاوة الإستقبال وعلى رعايته هذا اللقاء وهذا امر يشرّفني وعطيني دفعاً الى الأمام".
وتابع: "تحدث سيادة المطران ابراهيم عن واقع التعليم الخاص والتعليم الرسمي، وقال "من دون تعليم لا مستقبل لهذا البلد". في السابق كانوا يقولون ان لبنان يقوم على أربع ركائز: المصارف والمستشفيات والسياحة والتربية، لكن ما حصل بعد 17 تشرين ولتاريخ اليوم أثبت ان القاعدة الوحيدة والولاّدة الوحيدة هي التربية التي تخلق مصرفياً ومحامياً وطبيباً وغيرهم، التربية هي الولاّدة الوحيدة، وكل المحاولات كانت لإسكات التربية وافشالها في هذا البلد".
وأردف: "عندما بدأت التربية مع الإرساليات منذ عام 1600 واستمرت لما كان لبنان بصورته الحالية، ولو لك يكن لبنان بصورته الحالية لما كانت هذه الهجمة على التربية. واليوم نحن نتنفس من خلال الجالية المنتشرة في العالم بالرغم من الأزمة الإقتصادية التي تعصف بنا. من الممكن ان تكون هذه كبوة، نحن جيل حرب مررنا بمراحل صعبة لا تشبه الوضع الراهن. واقع التعليم اليوم واقع خطير جداً ختى في التعليم الخاص. منذ العام 2019 نحن في عملية خسارة للكفايات التربوية ولطلابنا، والدليل في آخر تقرير للبنك الدولي صدر منذ حوالي الشهر يقول اننا في عام 2018 كان اذا تعلّم الإنسان 18 سنة يكون معدل تعليمه عشر سنوات ونصف وكنا في مصلف جيد جداً، اليوم اصبحنا 4.8، لاحظوا نسبة الفاقد التعليمي الذي اصاب اولادنا في التعليم الخاص والرسمي، وانا هنا لا انتقد بل ادعو لشبك الأيادي للنهوض بالبلد. التعليم الرسمي واقعه صعب لأن واقع الرواتب صعب وواقع المعلمين صعب وواقع الهجرة التي حصلت في قطاع التعليم صعب، خسرنا بحدود 30 في المئة من المعلمين الذين هم من النخب، وانا هنا احيي المعلمين على صمودهم وحضورهم".
وأردف: "كلنا بحاجة الى التكاتف، حتى التعليم الخاص أصيب في الصميم. عام 2019 حذّرت من الطبقية في التعليم ونحن وصلنا اليها اليوم. المقتدر يعلّم اولاده والفقير لا يستطيع، لذلك ضرورة وجود المدرسة الرسمية ليس للفقير ابداً، الفقير هو فقير العقل، من الممكن الا يستطيع دفع الأقساط لأن حجمها في المدارس اصبح كبيراً لأنها تريد ان تبقى واقفة على رجليها وان تعلّم. نحن بحاجة لأن نكون الى جانب بعضنا البعض".
وقال: "رعايتكم للمدارس في زحلة والتي عددها سعادة المدير العام لويس لحود والتابعة لمختلف الرهبانيات هي رعاية بارزة ومطلوبة، وهي تعود لثقتكم وعلمكم ان بدون التربية لا وجود للبنان، ودون التربية لا نبحث لأن يكون لدينا دور في العالم. علينا تحصين انفسنا لكي نعود للمنافسة. نحن كوزارة تربية اطلقنا المناهج التربوية بهدف التغيير ومواكبة العصر، نحن بحاجة الى وقت للمتابعة، التعليم الخاص ريادي دائماً ويسبق التعليم الرسمي. هناك كفايات في التعليم الرسمي ترفع لها القبعة، كذلك في التعليم الخاص، وهناك كفايات بحاجة الى بعض العمل سواء في التعليم الرسمي او الخاص، التهشيم في اي قطاع يضرنا جميعاً، علينا ان نبقى متكاتفين ومتضامنين، وهذا ما يعلمنا اياه سيادة المطران ابراهيم".
وختم الأشقر: "أشكر كلام ومحبة المدير العام لويس لحود، وعندما كنت رئيس مصلحة كان لويس أصغر مدير عام في الدولة اللبنانية ومن اعند المدراء العامين وانجحهم في الإدارة، وهو التزم الإدارة في اعتى الظروف والصعوبات ودفع ثمنها في مكان ما لكن ثباته على الحق واقتناعه بالإنجيل المقدس: "قولوا الحق والحق يحرركم" جعله يصل الى ما هو عليه اليوم، نتعلم منه جميعاً، وهو أكد أن الإدارة ليست امرا، الإدارة ايمان وخبرة وثقة واتكال على الله. أجدد شكري للجميع، على أمل أن تبقى مدينة زحلة منارة مشعة توزع على لبنان خيراً وتربية وحب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك