أشار رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب الدكتور حسين الحاج حسن إلى أن "حزب الله يريد أن يكون في لبنان دولة حقيقية، فلا مصلحة لنا بأن تكون الدولة ضعيفة أو غائبة، فهذا ليس من مصلحة أحد، ونحن من مصلحتنا أن تكون الدولة حاضرة وقوية، وليست ضعيفة كما هي الآن بسبب تكوين لبنان الطائفي والمذهبي والمناطقي، والخلافات السياسية الكبيرة، والمؤثرات والتدخلات الإقليمية والدولية، ولأن معظم الطبقة السياسية أخطأ في بناء الدولة. كما أن النظام الاقتصادي هو جزء من أزمات الدولة اللبنانية والمافيات والكارتيلات الاقتصادية المحمية الموجودة في كل القطاعات، والتي تحمي بعضها".
كلام الحاج حسن جاء خلال لقاء حواري نظمته العلاقات العامة ل"حزب الله" في البقاع، في منزل المحامي شوقي سليم نجيم في بلدة دورس، شارك فيه رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة، رئيس بلدية دورس إيلي الغصين، مسؤول قطاع بعلبك في الحزب يوسف يحفوفي، مسؤول قسم العلاقات العامة في البقاع أحمد ريا، الآباء: الأب مروان معلوف، الأب جوزيف كيروز، الأب شربل طراد، الأب إيلي أبو صليبي، مخاتير، وفعاليات سياسية واجتماعية.
وأكد "انفتاح حزب الله على أي حوار ونقاش لنبين وجهتنا، بعيدا عن الأحكام المسبقة. فهناك الكثير من الإشاعات التي تروج عن حزب الله لتشويه صورته وصورة المقاومة، وهناك جيوش إلكترونية وإعلامية تخترع قصصا لا أصل لها ولا وجود لها".
وقال: "نحن ندعو على الدوام القوى الأمنية للقيام بدورها، ونحن لا نغطي أي مجرم أو أي جريمة. وهناك من يسعى لإخافة الناس من حزب الله فيزعمون بأن حزب الله يريد إقامة دولة إسلامية في لبنان، وهذا غير صحيح، نحن مشروعنا بأن نكون شركاء في هذه الدولة اللبنانية، ومن يخيف المسيحيين في لبنان هو الإدارة الأميركية التي سعت لتهجيرهم عام 1976، وكان على رأس المشروع آنذاك الأميركي دين براون، وأميركا هي التي أنشأت "داعش" باعتراف هيلاري كلينتون وترامب، والتي عملت على تهجير المسيحيين من سوريا والعراق. والبعض يتحدث بأن حزب الله يريد فرض نمط عيش، هل فرض أحد نمط عيش على الآخر؟ كل ذلك يندرج ضمن سياسة "البروباغندا" خدمة لأميركا وإسرائيل. حتى إثارة موضوع السلاح لتخويف الناس من المقاومة، ولكن سلاح المقاومة هو للدفاع في وجه هذا العدو الصهيوني المجرم، ولو لم تكن حماس قوية، ما الذي كان حصل في غزة؟".
ورأى أن "تداعيات عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول ستبقى انعكاساتها وتداعياتها على العدو على كل المستويات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والنفسية، ويكفي أن نتابع تصريحات العدو لنعلم أهمية عملية طوفان الأقصى".
وقال: "إن كل ما يقال عن حل الدولتين هو كذب بكذب، وحتى المبادرة العربية عام 2002 لم تقبل بها إسرائيل رغم أنها حلّ ظالم، وهناك مئات الشهداء يسقطون في الضفة الغربية يوميا على يد المستوطنين، والأراضي تصادر بمئات آلاف الهكتارات إلى جانب الاعتقالات وهدم البيوت ومحاولات تهويد القدس".
وأشار إلى "أن الأميركيين والأوروبيين يسعون من أجل تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة، ومن الطبيعي أن تقاتل حماس نتيجة الظلم الحاصل بحق الشعب الفلسطيني، ومن مسؤولية الجميع أن يدعموا فلسطين سياسيا وماليا وإعلاميا وبالسلاح".
وأكد الحاج حسن أن "المقاومة في لبنان دعمت المقاومة في فلسطين منذ عشرات السنين، وهذا ليس بجديد، وهذا شرف وفخر لنا، ومحور القدس قدم ما يستطيع ومن ضمنه لبنان، ومنذ اليوم الأول أسفرت العمليات عن خسائر كبيرة لدى العدو، وهو كان يتحدث عن الجبهة الشمالية بقلق وتوتر، وما قامت به المقاومة كان له التأثير الكبير، وكذلك ما قام به الإخوة في اليمن والعراق".
وأردف: "أميركا تأتي بالبوارج وحاملات الطائرات والغواصات من أقاصي العالم وتفتح كل مخازنها للعدو، فيما يوجد على بابنا عدو قاتل إرهابي، ويقال لا يحق لنا أن نتدخل! لماذا يذهب الأميركي إلى أوكرانيا، فيما منطق الجغرافيا يهدد أمن لبنان من بوابة فلسطين، لذلك نحن معنيون أن نكون إلى جانب فلسطين".
ورأى الحاج حسن أن "العدو وضع أهدافا لم يستطع أن يحققها، وهو قاتل وإرهابي لم يستطع تحمل تصريحات رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا، والأمين العام للأمم المتحدة، تعرفون لماذا؟ لأنه قاتل ومجرم وسفاح، وخرج بعد 48 يوماً بأبشع الصور التي توضحت أمام الرأي العام، والمخجل في العالم الانحياز الإعلامي لإسرائيل، وكيف يسكت العالم عن إهانة رجل دين مسيحي في القدس، وبغض النظر عن مسألة مهسا أميني في إيران، فقد جنّد الغرب العالم من أجلها، وفي غزة آلاف الأطفال والنساء قتلوا ولم يستنكر المجازر الصهيونية أحد، أليس هذا نفاقا وتسترا على المجرم؟ هل تعرفون لماذا؟ لأن إسرائيل قاعدة استعمارية لأميركا والغرب".
ورأى المحامي نجيم أن "شهداء المقاومة رووا بدمائهم الطاهرة قمم جبالنا بالأمس غير البعيد، وما زالوا يسقون بسخاء دمهم النقي تراب جنوبنا العزيز، ليحفظوا لنا كرامتنا الوطنية وحرية واستقلال وطننا".
وأعرب عن أمله بأن "نصل بالتعاون الصادق بين كل مكونات هذا الوطن لينجو لبنان من داء الفساد البغيض، وداء الطائفية الأبغض، ونبني لأولادنا وأحفادنا وطنا سرمديا أزليا لا داعي للهجرة منه".
وتابع: "كما نأمل أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير للقاءات أوسع وأشمل تصفَّى فيها القلوب بين الأخوة في البيت الواحد، وعلى أمل أن يتغلب العقل النير على العقل المتحجر المتعصب والمتقوقع، ودعاؤنا دوما وأبدا أن يحمي الله لنا لبنان".
وبدوره، اعتبر ريا أن "الهدنة في غزة هي اعتراف لهذه المقاومة بالصمود والثبات والنصر".
وقال: "نحن في العلاقات العامة لحزب الله أطلقنا مشروع العيش الواحد، لأننا نؤمن بالتلاقي والتواصل والتفاعل وبالعمل الجاد لنحمل هموم بعضنا البعض، وقد أكد سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بأن التعايش الإسلامي المسيحي هو الطريق الوحيد لبناء الوطن، وتحت هذا العنوان نعمل. ونحن على الدوام إلى جانب أهلنا في كل قرانا، لا بل في كل المناطق اللبنانية، وجاهزون لأي لقاء بيننا في أي بيت وفي أي وقت، لنتحاور ونتواصل ونتفاهم، ولنكون السند لبعضنا البعض في هذا الزمن الصعب على اللبنانيين جميعا، ولمواجهة تداعيات التهديد الأميركي والإسرائيلي الدائم لكل بلدان وشعوب المنطقة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك