كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
القمة الروحية التي تم الاعلان عنها عقب زيارة وفد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في 23 تشرين الثاني الفائت، سحبت من التداول، اذ يبدو انه لن يكتب لها النجاح في الظرف الحالي بالتحديد اكان لجهة الحرب الدائرة على ارض الجنوب، او في ظل الفراغ الرئاسي، وما ينتج عن تداعياته... وصولا الى الفراغ الذي يلوح في الافق على مستوى قيادة الجيش.
ويشرح احد زوار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان زيارة الوفد الى صرح بكركي، اتت مزدوجة من جهة رسالة طمأنة من الرئيس نبيه بري الى البطريرك، ومن جهة ثانية جث النبض بالنسبة الى امكان عقد قمة روحية في المركز الاسلامي الشيعي الاعلى.
ويوضح الزائر عينه ان البطريرك، حين طرح الامر امامه، لم يعلق على المكان، وهو بطبيعة الحال وفي التصريح العلني رحب بالعنوان العريض الذي يتناول التقارب بين اللبنانيين في ظل الوضع الدقيق على كافة المستويات، لكن في المقابل البطريرك لن يشارك في اي اجتماع وتحديدا قمة روحية دون الاطلاع على التفاصيل وبحثها بدقة.
ويفيد الزائر الى ان البطريرك قد لا يمانع عقدها في دار الفتوى او في مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، لكن حصولها في المجلس الاسلامي الشيعي يجعلها -بشكل او بآخر- تغطية لحزب الله، والامر هنا لا يتعلق بالحرب الدائرة في الجنوب وحق الدفاع عن الارض، بل مجمل الاداء السياسي الذي ساهم في التعطيل بدءا من الفراغ في رئاسة الجمهورية.
ويكشف المصدر ان هذا "الرأي" وصل الى الطرف الشيعي الذي فرمل البحث راهنا، بمعنى آخر القمة اصبحت بحكم المؤجلة حتى اشعار آخر، فـ"بكركي تخشى في هذه اللحظة من تعويم حزب الله".
وسئل: ما هي نتيجة اي قمة روحية في هذا الظرف سوى الصورة؟ يجيب المصدر: هذا ما تخشاه بكركي والقيادات والشخصيات التي تدور في فلك البطريرك، فهؤلاء يحاذرون اخذ البطريرك الى بيان لا يتوافق مع طبيعة المرحلة وربما يتعارض مع المآخذ التي دأب على تردادها في عظاته ومجمل مواقفه.
اما على صعيد قيادة الجيش، فيكشف زائر بكركي ان البطريرك وجه رسالة، الى حزب الله عبر احد موفديه الذي نقل شبه الاجماع المسيحي وموقف البطريرك من التمديد لقائد الجيش في هذا الظرف. فكان موقف الحزب الرسمي ان لا دخل له بهذا الموضوع بل يقف وراء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وما يقرره في هذا الملف.
ويتابع الزائر: هذا الجواب ادى الى "امتعاض" الراعي الذي اعتبره انه غير منطقي وغير عقلاني فلا يمكن وضع البلد على كف عفريت بسبب موقف احد الاطراف وعدم اخذ بالاعتبار باقي الاطراف المسيحية من البطريركية الى باقي الاحزاب. وهنا، دعا الراعي، عبر موفده، حزب الله الى مراجعة بري الذي اكد انه يقف وراء وبكركي وما يريده المسيحيون في هذا الاطار، ومعلوم ان رئيس المجلس رفض تجاوز الارادة المسيحية، متحدثا عن مشكلة مسيحية – مسيحية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك