كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
في ظل التصعيد المتزايد من أسبوع الى آخر على جبهة جنوب لبنان، يبدو أن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وحزب الله أمر لا مفر منه، بعدما قفز التصعيد العسكري جنوباً إلى مرحلة ساخنة جدا، في عمليات تعتبر الأعنف منذ حرب تموز 2006، بعد تدمير احياء عدة، اضافة الى سقوط قذائف قرب مراكز قوات حفظ السلام في الناقورة وغيرها، قابله توجيه الحزب طائرات من دون طيار، مُحمّلة بالمتفجرات نحو إسرائيل، كما أطلقوا عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على البؤر الاستيطانية والمستوطنات على خط الحدود وفي الجليل الغربي.
فمن الواضح، انّ المواجهة بين الحزب واسرائيل لم تضع أوزارها بعد، ولا يعرف أحد ما ستؤول اليه الأمور، خصوصاً انّ ايران في حساباتها التكتيكية تجر الحزب لاستفزاز تل ابيب، وفق ترتيباتها الدبلوماسية التي تريد ايران من خلالها الصعود كقوة بارزة من ملفات كثيرة في المنطقة، لا سيما ان اي انتصار لاسرائيل سينتج عنه تراجع مشروعها وتراجع ما يسمى محور الممانعة وتقدم المشروع الأميركي- الغربي -الاسرائيلي وتفوقه.
في المقابل، تلفت جهات دبلوماسية في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم" انّ تعاطي إسرائيل وحكومتها المتطرفة في المرحلة المقبلة سيكون مختلفاً، بحيث لن تكونا قادرتين على تحمل البقاء تحت ضربات الحزب وقوته النارية، وتؤكد أن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو - كي يعيد لهُ بعض الثقة بقيادته- مُصر على إبعاد الحزب عن الحدود بإتجاه الليطاني، بعدما فشل من توظيف أي إنتصار عسكري داخل قطاع غزة، وبالتالي من غير المستبعد فتح معركة مع الحزب كمخرج له من مستنقع الحرب مع حركة "حماس".
وتذكر الجهات عينها ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال جولتها على القوى السياسية في لبنان الاسبوع الفائت، نقلت رسالة مفادها: إبعاد الحزب ستة أميال عن الحدود، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً. وتقول: لكن بالنظر الى التطورات الميدانية يبدو ان الحزب في وادٍ وديبلوماسية المسؤولين الفرنسيين في وادٍ آخر، فهو رسم معادلة حربية جديدة مع اسرائيل، قوامها الديبلوماسية لايران والخسائر على لبنان.
ومن جهة اشار خبير عسكري عبر "اخبار اليوم"، الى إن الحزب يخطط لإرسال قوات خاصة إلى المستوطنات الشمالية، بعملية استباقية، تحسباً لاي هجوم كبير من الشمال، بالتالي اسرائيل تشعر بالقلق من هذا الاحتمال. وسبق أن تم إجلاء مستوطنيها اي السكان المحليين من المجتمعات الحدودية، لكن في المقابل لم يتم إخلاء المدن الأبعد نسبياً عن الحدود.
وفي هذا المجال، كشفت صحيفة تايمز البريطانية، بأن الجيش الاسرائيلي وضع خططاً لغزو جنوب لبنان على الرغم من دعوات ضبط النفس من حلفائه الغربيين. ونقلت الصحيفة عن ضابط وصفته بالرفيع في الجيش الاسرائيلي قوله إن ما حدث في الجنوب ايّ في غلاف غزة تحت مسمى عملية "طوفان الاقصى" لا يقارن بما يمكن أن يفعله حزب الله في الشمال.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك