كرمت دار ومدرسة الشيخ مصطفى اليحفوفي في بلدة نحلة، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هيكتور حجار إثر تفقده مركز الخدمات الاجتماعية الصحي في نحلة، الذي أعيد تفعيله واستأنف استقباله للمرضى، بعدما تم تجهيزه بمبادرة من أحد مغتربي البلدة، بحضور القاضي الشيخ مهدي سليمان اليحفوفي، النائب الدكتور سامر التوم، رئيس المجلس القاري الأفريقي القنصل حسن اليحفوفي، الوزيرين السابقين الدكتور حمد حسن والدكتور عماد حب الله، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني ممثلاً المحافظ بشير خضر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، مسؤول الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، وفاعليات بلدية واختيارية واجتماعية.
واكد الوزير حجار انه "في كل زيارة للبقاع أكتشف حاجة المنطقة للإنماء، وعطش المنطقة لحضور الدولة الفاعل. كل ما تقوم به الجمعيات والمغتربون وأيادي الخير، مع شكرنا لهم هو مهم، لكن هناك عطش لبناء الدولة الحاضرة لبناء الإنسان، وليست دولة الطوائف والمناطق والمحسوبيات، نريد الدولة التي تحترم كل المواطنين".
وحول حيثيات طلب إقفال مركز نحلة، قال: "تحدّثوا عن 2000 نسمة في نحلة لكنني فوجئت ب 12 ألفا، ونحلة اليوم أشبه بمدينة وهي بحاجة لمركز مستقل عن مدينة بعلبك، ومن هذا المنبر أقول تسرّعت والعودة عن الخطأ فضيلة، والأجهزة الرقابية ستعود وتتابع وتدرس الموضوع. أعدكم أن ندرس مع القيمين والمرجعيات وأهل الخير والعائلات واتحاد البلديات لنفكر بصيغة لبناء مركز للخدمات الإنمائية في نحلة عوضا عن المركز الصغير الحالي، وان نعمل على إعداد برامج للتمكين بالزراعة والصناعة والمهن والتكنولوجيا".
وتابع: "هناك حاجة إلى مراكز في نحلة وبعلبك وصيدا وصور والنبي شيت وعرسال ودير الاحمر ورأس بعلبك وبريتال ، كما في كل منطقة ليس من أجل خدمة السياسات الضيقة أو الأحزاب، إنما من أجل كل الناس".
وتوجه حجار بالشكر إلى "الأطباء والعاملين في مركز نحلة بشكل مجاني، وللمغترب فراس اليحفوفي الذي ساهم بتأمين التجهيزات والمعدات للمركز".
وبدوره الشيخ اليحفوفي قال: "نرحب بكم بين أهلكم واخوانكم في منطقة محرومة تخلت عنها الدولة اللبنانية، فلم توفر لها الرعاية الإنمائية وفرص العمل والعيش الكريم، فكانت ضحية الإهمال والحرمان بفعل سياسة المحاصصة والامتيازات التي انتهجها النظام الطائفي وسياساته الاقتصادية الفاشلة التي أغرقت لبنان في الديون، ووصلت به إلى الإنهيار، وجعلت غالبية اللبنانيين فقراء في وطنهم، فأموال المودعين في المصارف منهوبة، وحقهم باستردادها ضائع بين مسؤولي الدولة وأصحاب المصارف. ومع الإنهيار الاقتصادي والأزمة المعيشية وتداعياتها الاجتماعية بات أهلنا يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، بيد أن أيادي أهل الخير من المغتربين بلسمت معاناة الناس بما قدمت من عون ودعم جسد التكافل الاجتماعي، وعزز صمود المواطنين الذين يتطلعون الى غد مشرق تحتضن فيه الدولة مواطنيها، ولا سيما أهالي بعلبك الهرمل، لتشهد مشاريع إنمائية وخدماتية واستثمارية تنعش القرى والمناطق، وتحد من البطالة والهجرة خارج الوطن".
وأضاف: "نرحب بكم في هذه الدار التي أعيد بناؤها بجهود جمعية الشيخ مصطفى اليحفوفي، ومن هنا كان لزاما علي أن أنوه باعضاء هذه الجمعية الذين لا يألون جهدا للتخفيف من معاناة الناس ومعاونتهم إلا وفعلوه، لا سيما رئيس هذه الجمعية رئيس المجلس القاري الإفريقي القنصل حسن اليحفوفي، هذه الجمعية منذ تاسيسها وهي تقوم بمشاريع تهدف إلى خدمه الناس والمجتمع، ولها بصمة في كل أزمة تمر بها البلاد، كأزمة كورونا وانفجار المرفأ والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد اليوم، وهي تعمل سرا وعلنا، فبعض أعمالها واضح للعيان، وأخرى خفية لا تظهرها للعلن، فكم من مريض تبنت تكاليف علاجه، وكم من فقير أمنت له سبل عيش كريم".
وأشار إلى أن "المبادره القيمة والمهمة التي نجتمع لأجلها اليوم هي واحدة من الكثير من المبادرات التي قامت بها جمعية الشيخ مصطفى، بالتعاون مع مجموعة شباب نحلة بالقلب، يتواصلون مع عضو من الجمعيه وفي قلب نحلة الحاج فراس يحفوفي، وكل هذه المبادرات التي من المفترض أن تكون من شؤون وعمل الدولة، يقوم بها مغتربون بجهودهم".
ورأى أنه "من المؤسف جداً أن تكون مشاكل الناس واحتياجاتهم آخر اهتمامات المسؤولين والزعماء، بحيث صار اعتماد الناس على المغتربين والجمعيات أكثر من اعتمادهم على الدولة، علما أنه لا يحل أحد محل الدولة".
وتوجه إلى الوزير حجار، فقال: "نحلة هي قرية محرومة، كما اكثر قرى هذه المنطقة، يبلغ عدد سكانها ما يقارب 12 ألف نسمة، تحتاج إلى دعمكم، ونحن ممتنون لكم اليوم كثيراً لإعادة تفعيل المستوصف الذي يعالج عشرات المرضى يوميا، والذي باهتمامكم ودعمكم ورعايتكم سيفعّل أكثر فأكثر إن شاء الله، كي يخفف عن الأهالي الذين يقصدونه للعلاج، ونحلة تحتاج الى دعمكم ايضا في تفعيل النشاطات والدورات التي تقام في هذه الدار".
وختم: "حبذا لو يرتقي السياسيون والزعماء إلى مستوى التضحيات التي يبذلها رجال المقاومة في معركة الدفاع عن لبنان، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، أو يرتقوا إلى مستوى المغتربين المهتمين بالتخفيف من معاناة الناس. فيتنازل السياسيون عن مصالحهم، وينتخبوا رئيسا للجمهورية قادرا على حماية لبنان، مخلصا لشعبه، ويقود سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك