ترأس البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك قداس عيد الميلاد في كاتدرائية مار الياس -الدباس، عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشمامسة، وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى ميناسيان عظة قال فيها:إخوتي وأخواتي الأحباء
أنتهز الفرصة اليوم لأهنئكم بذكرى ميلاد سيدنا يسوع المسيح، واعطائكم ما برح وذكرناه في رسالتنا الميلادية البارحة مركزين على كلام الملاك الذي ظهر للرعاة وأعطاهم البشرى السارة، قائلاً لهم ولد لكم اليوم مخلصٌ (لوقا ١١،٢)
أما اليوم، أتساءل أمامكم لماذا كانت هذه المبادرة الإلهية؟ لماذا أراد هذا الإله العظيم أن يتجسد ويتحمل كل الصعاب والتهجير والحرمان إن لم يرى فينا ما يحب؟
لقد بشر الملاك الرعاة بولادة المخلص أي إن الله أراد أن يتجسد وولد من مريم العذراء وصار انسانا مثلنا، تجسد ليسعف خليقته من الضياع والهلاك.
ومن هو ذاك الانسان، تلك الخليقة التي من أجلها أراد الله أن يبذل نفسه من أجلها؟ ذاك الإنسان هو أنت، هو أنا، هو نحن شعبه المختار.
لقد تجسد هذا الإله وجبروته ليجذبنا إليه، أي ليصالحنا مع الآب وينقذنا من نار الهلاك، لإن المصالحة تنبع من المحبة والمحبة تنبع من التضحية، والتضحية تبذل نفسها في سبيل سعادة الآخر. هذا هو سر الميلاد وهذا هو جمال العيد، بالمصالحة، والمحبة والعطاء.
إخوتي وأخواتي الأحباء
هذا هو ما ينقصنا اليوم في حياتنا الاجتماعية، إسلاماً كننا أو مسيحيون، لقد غيرنا المقاييس وصرنا نتاجر بالمحبة ونبادلها بالبغض والحقد والإجرام. تبنينا الحروب بدل التآخي، والكراهية بدل الحب والتضحية. لقد ألغينا في حياتنا حضور الله الذي نزل من عرشه حتى يدلنا على طريق النور فيكون معنا وفينا بسر القربان المقدس.
فلذا أطلب منكم أن نهرع إلى مغارة بيت لحم المتجسدة اليوم على مذابحنا ببيت القربان ونترجاه أن يغفر ما خطئنا به ويمنحنا العزيمة للتفوق على أنانيتنا ونؤمن المصالحة أولاً مع نفوسنا، ومن ثم مع ربنا، ومحبةً بربنا مع أخينا الانسان لكي نشيد سويةً مجده على هذه الأرض.
هذه المصالحة ستؤثر على ازدهار مجتمعنا الأخلاقي والاجتماعي والسياسي وخاصةً الإنساني.
لا أريد ذكر بأننا بحاجة إلى رئيس لهذا الوطن وحكومة تسهر على مواطنيها، بل أكتفي بقولي من أحب الله أحب أخاه، ومن أحب أخاه أحب وطنه.
وهكذا نجتمع كلنا سويةً لنردد كلام الملاك المبشر لا تخافوا، لقد ولد لكم اليوم مخلصٌ، فالمجد لله في العلى وعلى الأرض السلام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك