بعد أسبوع على الإستقالة المفاجئة بالزمان والمكان لرئيس الحكومة سعد الحريري، إختار الأخير شاشة "المستقبل" ليطلّ عبرها، ويشرح للبنانيّين ملابسات الإستقالة والأسباب والظروف.
المقابلة، والتي نقلتها الـmtv مباشرة، امتنعت المحطّات اللبنانيّة الأخرى عن نقلها، في وقت طلب رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون من وزير الإعلام محلم الرياشي عدم بثّ المقابلة على شاشة تلفزيون لبنان.
الحريري أصرّ في إطلالته الأولى بعد الإستقالة على أنّه سيعود إلى لبنان، مشدّداً في المقابل على أنّه "كان عليه أن يقوم ببعض الإجراءات الأمنيّة لمصلحته ليستطيع العودة إلى لبنان بأمن وأمان".
وردّ الحريري على جميع المشكّكين بحريّته، قائلاً: "أنا حرّ في المملكة العربيّة السعوديّة وإذا أردت السفر غداً فأستطيع ذلك، ولكن لديّ عائلتي ولا أريدهم أن يعيدوا تجربتي عندما إغتيل والدي، وسأعود إلى لبنان خلال أيّام وليس أسابيع".
وقال: "تركيزي على مصلحة لبنان ورأيت أنّ هناك خوفاً على لبنان وقدّمت إستقالتي لمصلحة لبنان واللبنانيّين"، مضيفاً: "واجبي كرئيس حكومة وكسعد رفيق الحريري أن أقول الحقيقة دائماً وأنا فخور بالتسوية التي قمت بها ولم أتراجع عنها وأريدها أن تنجح ولتنجح يجب أن نلتزم جميعاً بالنأي بالنفس".
وإذ أكّد أنّه "ليس ضدّ "حزب الله" بالمنطق"، سأل: "هل يُسمح للأحزاب اللبنانية بأن تلعب دوراً خارجياً؟"، معتبراً "أننا نعرّض لبنان إلى مواقف نحن بغنى عنها".
وأضاف: "اكتشفت معطيات في آخر زيارة لي إلى السعوديّة بأنّه عليّ إنقاذ البلد ولا تهمّني حياتي والمهمّ أن يبقى لبنان بخير"، مؤكداً أنّ "المملكة العربيّة السعوديّة تحبّ بيروت لكنّها لن تحبّها أكثر من الرياض مثلها مثل أي دولة عربيّة أخرى خصوصاً إذا كان هناك فريق في لبنان يحاول ضرب الإستقرار الخليجي".
وعن مدى دستوريّة إستقالته، قال الحريري: "أنا استقلت وهناك إجراءات دستوريّة علينا القيام بها وسأعود إلى لبنان قريباً جداً وسأتّبع الأساليب الدستوريّة التي عليّ القيام بها"، مشدّداً على أنّه "من كتب بيان الإستقالة وأنّه أراد أن يحدث صدمة إيجابيّة وليس سلبيّة للبنانيّين ليعرفوا أنّهم بمكان خطر".
وأشار إلى أنّ "هناك أفرقاء كثر لا يريدون سعد الحريري وأريد أن آخذ إجراءاتي وأدرس أمني وأتأكّد من أنّني لست مخروقاً"، لافتاً إلى أنّه "لن يسمح لأي أحد بأن يقود حرباً ضدّ لبنان".
وتابع: "سأعود إلى لبنان لأنّ بيت الحريري يجمع اللبنانيّين ومستعد للتضحية من أجلهم ولكن بشروط وأريد الحفاظ على التسوية"، متسائلاً: "هل مصلحة لبنان العليا بتخريب علاقاتنا مع كلّ دول العالم؟".
وأوضح الحريري أنّه "لا أريد معاداة أحد وأتشكّر جميع من يريد عودتي إلى لبنان وأتمنّى أن يكون دائماً لبنان أولاً"، مشدّداً على أنّ "رئيس الجمهوريّة ميشال عون من أكثر المتمسكين بالدستور وجميعنا تحت سقف القانون والدستور ومن حقّه الدستوري أن أقدّم إستقالتي إليه".
وأضاف: "علاقتي بالرئيس عون كانت ممتازة وفخور بها وسيكون هناك حوار بيني وبينه في أمور عدّة عندما أعود من أجل إستكمال التسوية"، قائلاً: "سأقوم بكلّ الخطوات الدستوريّة في ما خصّ إستقالتي وسأؤكّد عليها لندخل بعدها بمفاوضات مع كلّ الأفرقاء السياسيّين وإذا تراجعتُ عن الإستقالة يجب احترام النأي بالنفس".
وتحدّت الحريري عن الرئيس عون واصفاً إيّاه بـ"الرجل المحبّ"، مضيفاً: "العلاقة التي بدأت بيني وبينه خصوصاً مع التسوية بدأت على الصدق"، مشدداً على أنّ "العلاقة مع الرئيس عون ستستمرّ وسأعود وسنجلس ونتكلّم معاً لنتّفق على مصلحة البلد".
وأعلن الحريري أنّ "هناك العديد من الأسباب التي لا يمكن كشفها حالياً أدّت إلى إستقالتي وسأتحدّث عنها عندما أعود إلى لبنان وأتحدّث صراحة مع الرئيس عون".
وأوضح الحريري أنّه "في مرحلة تأمّل ولا يريد التشويش على نفسه ولديه اجتماعاته مع السفراء"، معلناً أنّ "الإنتخابات قائمة طبعاً".
وإذ أكّد الحريري أنّه "كان في منزله في السعودية طوال الوقت بعد إستقالته"، شدّد على أنّ "العلاقة مع ولي العهد السعودي ممتازة واللقاءات التي حصلت أكثر من وديّة وهو يعتبرني كأخ وأنا كذلك".
وعن التوقيفات في السعوديّة، قال الحريري: "إنّها شأن داخلي وأتمنّى أن يكون بإستطاعتنا توقيف الفاسدين في لبنان لأنّ هناك فساد في البلاد ويجب أن نحاربه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك