عُرّيت مقابلة رئيس الحكومة سعد الحريري يوم أمس بالكامل، عبر الصحف والمواقع الالكترونيّة ومواقع التواصل الاجتماعي. لم يبقَ تفصيلٌ صغير إلا وحكي عن المقابلة، في الشكل أكثر من المضمون.
وبعيداً عن التحليلات التي أرهقنا بها، منذ ما قبل المقابلة التي خضعت لحملة استباقيّة بلغت حدّ السعي الرسمي لمقاطعتها، تحت حجج واهية، قبل أن يرحّب المطالبون بالمقاطعة إيّاهم بمضمونها الإيجابي، نتوقّف عند بعض "التركيبات" التي صيغت حول الحلقة، ومن بينها الفيديو الذي وُزّع بكثافة عبر تطبيق "واتساب" والذي تظهر فيه الإعلاميّة بولا يعقوبيان وهي تتحدّث، تحت الهواء، مع شخص سعودي. ووزّعت، مع الفيديو، عبارة: "تقول بولا للسعودي "طالما ما في نت، أعطوه تلفون" فيجيبها بوقاحة "تلفون ما نعطيه"، فتقول بعد أن يبتعد "عيش كتير".
وفي حديثٍ مع موقع mtv أكّدت يعقوبيان أنّ هذا الفيديو صحيح، وهي من قامت بنشره على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّ العبارة المنقولة غير صحيحة أبداً، فهي كانت تتحدّث مع أحد التقنيّين السعوديّين عن الفارق في الصوت أو الـ Delay للاتفاق على توقيت الاستراحات الإعلانيّة، إلا أنّ الكلام حُوّر بشكلٍ متعمّد.
وبعيداً عن المضمون السياسي للحلقة، أو الشكل الذي نال كمّاً كبيراً من التعليقات، فإنّ العودة المرتقبة للحريري كفيلة بتوضيح كلّ شيء و، على الأرجح، تعطيل ماكينة الأخبار المفبركة التي نشطت في الأيّام الأخيرة. تماماً كما كانت مقابلة الأمس كفيلة بإظهار أنّ أسلوب المنع الإعلامي ما يزال سائداً حتى اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك