تلقّفت دار الفتوى بارتياح كبير ما صدر عن الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية امس
التي وضع فيها النقاط على حروف استقالته التي طوت اسبوعها الاول، وذلك من خلال اعتبار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، امام زوّاره، "ان حديث الرئيس الحريري المباشر من بلده الثاني في المملكة العربية السعودية شكّل ارتياحا لدى اللبنانيين وتفاؤلا بعودته قريباً، ودحض كل الشائعات والتأويلات التي انتشرت في لبنان والعالم وهو بين اهله وإخوانه في الرياض".
فالدار التي تحوّلت "خلية نحل" منذ "صدمة" الاستقالة وباتت محجاً لمختلف القوى والشخصيات السياسية من اجل التباحث مع سيّدها في التطورات في مشهد عكس التضامن الوطني واللحمة بين اللبنانيين، تنتظر عودة الرئيس الحريري الى وطنه الام "بفارغ الصبر" ليُعيد وضع قطار الدولة ومؤسساتها على سكّة الانتظام بعدما "انحرف" عنها اخيراً بسبب ما آلت اليه الامور.
وحتى العودة القريبة "خلال يومين او ثلاثة" على حدّ قوله امس، وبأنه سيلتقي المفتي دريان بعدما اشاد بما يقوم به، هل لا تزال فكرة عقد اجتماع سنّي موسّع في دار الفتوى تحضره معظم الشخصيات والقيادات للبحث في الازمة المستجدة قائمة، انطلاقاً من "المبادرة" التي اطلقها الرئيس نجيب ميقاتي من على منبر الدار بعد الاستقالة والتي اشارت المعلومات الى انها تتضمّن الدعوة الى اجتماع كهذا؟
مصادر في دار الفتوى اكدت لـ"المركزية" "ان اي دعوة الى عقد اجتماع موسّع للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى برئاسة المفتي دريان وحضور رؤساء الحكومات السابقين رهن بنتائج المشاورات واللقاءات القائمة والمستمرة في الدار من اجل التباحث في ما آلت اليه التطورات"، مشيرةً الى "اهمية موجة التضامن الوطني خلف الرئيس الحريري والتي توزّعت بين قوى حليفة وخصوم سياسيين".
وفي حين لفتت الى "ان المشهد السياسي العام بدأ يتوضّح اكثر فاكثر بعدما لبّدته "غيوم الاستقالة" منذ اسبوع"، اثنت على "إشادة الرئيس الحريري بما ما يقوم به المفتي دريان من مشاورات ولقاءات والمواقف التي يُطلقها التي صبّت جميعها في اطار الحرص على الرئيس الحريري كشخصية وطنية وعلى تعزيز العلاقات بين لبنان واشقائه العرب".
وفي تعليقها على اطلالة الرئيس الحريري امس بعد اسبوع على "قنبلة" الاستقالة، اشادت مصادر دار الفتوى "بما تضمّنته من مواقف لجهة التأكيد على وجود مشكلة سياسية في البلد تتمثّل بدور "حزب الله" الاقليمي وتدخّله في شؤون دول شقيقة، وان لا بد من ايجاد حل لهذه الازمة"، وهذا برأي المصادر متوقّف "على مدى جدّية الطرف الاخر الذي يملك مفاتيح الحل والايام المقبلة كفيلة بإثبات ذلك، علماً ان التجارب السابقة غير مشجّعة لناحية "الالتزام" بتسوية او اتّفاق".
واذ نفت المصادر ما يتم تداوله عن "توتر" العلاقة بين لبنان والسعودية على خلفية ما يحصل مع الرئيس الحريري لناحية ظروف وضعه في المملكة والاسباب الحقيقية وراء استقالته"، شددت على "اننا في دار الفتوى حريصون جداً على ان تكون العلاقة مع السعودية والدول العربية كافة ممتازة، لاننا جزء من هذه المنطقة. في بعض الاحيان قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وهذا طبيعي، لكن لا يُفسد في ود العلاقة قضية".
وعلى اهمية التطورات التي تشهدها الساحة الداخلية، لا تغفل مصادر دار الفتوى الاشارة الى "اهمية الزيارة التاريخية التي بدأها اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى السعودية، فهي تعكس النهج الانفتاحي الذي تعتمده المملكة تجاه معظم المكوّنات اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك