يتمتع حزب الله بصفات كثيرة، ولكن ليس من ضمنها التواضع الذي رأيناه بأم العين ولمسناه لمس اليد، وذلك منذ الإستقالة وبعد العودة عن الإستقالة وما بينهما من تريّث وما تخلّل المرحلة من اتصالات كان خلالها حزب الله الصامت الأكبر، فيما هو المعني الأول والأخير بين أفرقاء الحكومة الذي طالته إتهامات صريحة في تعداد أسباب الإستقالة.
هذا الصمت الذي مارسه حزب الله في العلن، قابله كلام ومقالات لأقلام مقرّبة من الحزب حاولت فيها تشويه وتحوير الإستقالة وأسبابها وحرف الأنظار من خلال حملات مركّزة على القوات اللبنانية وموقفها من الإستقالة وعدم إعترافها بإحتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري، مستخدمين القنابل الدخانية لحجب الرؤية عن الكلام الحقيقي والجدّي لمعالجة الأزمة الناشئة بعد فشل إقناع الحريري بأكثر من التريّث لفترة زمنية محدّدة بأسبوعين قبل إتخاذ القرار النهائي.
يشكّل التوصل إلى البيان الحكومي في الأمس دحضاً لكل الشائعات التي ضخّت في الفترة الأخيرة، ويؤكّد على جملة معطيات، أهمها:
- إسقاط إدعاء الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني حول عدم حدوث أي شيء في لبنان من دون موافقة إيران، وإثبات أن بيروت ليست من العواصم التي تدور في الفلك الإيراني.
- تواضع حزب الله الذي لم نشهده في تاريخه، سواء في الإنتصارات أم في الهزائم، وموافقته الصريحة على البيان الوزاري الذي يعني من دون مواربة، ليس فقط النأي بالنفس، بل وأيضاً عدم تعريض لبنان لما من شأنه الإساءة إلى علاقاته السياسية والإقتصادية مع أشقائه العرب.
- الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حول حزب الله، كان القصد منه فقط حفظ ماء الوجه له كي يستطيع المضي في الموافقة على البيان ومندرجاته، فالمطلوب أكل العنب، لا قتل الناطور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك