لا يختلف اثنان حتى من «لا يفهم» الكثير في التفاصيل الانتخابية ومعالم التحالفات وفك شيفرات قانون النسبية وصوته التفضيلي بان وضع الكتائب انتخابياً يكاد يكون كارثياً وبان الكتائب ستكون في مواجهة قدرها الانتخابي المعقد الذي سيقلل من حجم كتلتها النيابية، وهذا الاستنتاج ليس مبنياً على تبلورالتطورات والاحداث لغير مصلحة الكتائب انتخابياً، انما يعود لزمن تفاهم معراب والانتخابات الرئاسية عندما أخرج رئيس الكتائب نفسه بنفسه من اطار العلاقة مع العهد ومن بعده مع الحكومة قبل ان تاتي القطيعة مع الحليف في المستقبل على خلفية الاستدعاء السعودي، وقد كان طبيعياً ان تؤدي عزلة الكتائب عن محيطها السياسي الى خوضها الانتخابات وحيدة، فالجميل حجز لنفسه مكاناً بعيداً عن الجميع، حيث يرى ان المعارضة تليق به وانه يليق بالمعارضة وحدها، فحصلت معارضة العهد ورئيس الحكومة من بعدها.
ومع الدخول في العد العكسي للانتخابات وضع الجميل حاجزاً امام التحالف مع السلطة، فيما ترك بضع قنوات للتواصل انتخابياً مع القوات مشروطة بخروج معراب من السلطة اذ لا يمكن التلاقي مع من عقدوا صفقة رئاسية، هذا الحاجز يبدو انه سيؤدي الى حصار على الكتائب وسيرتد عليها سلباً في الانتخابات.
وبسقوط امكانية التحالف مع القوات بعد خروج القوات من عزلتها فان الواضح ان الكتائب اخذت مكان القوات وعادت الكتائب تغرد في الانتخابات بعيداً عن القوات بعدما كان التلاقي مع معراب مطروح جديا.
في حسابات الكتائب الماضية التي سبقت الانفتاح العوني والمستقبلي على معراب، رأت الكتائب ان خوض الانتخابات الى جانب القوات كان سيريح النائب ايلي ماروني في زحلة ويعزز فرص النائب سامر سعاده في البترون في حين ان الوضع كان سيكون افضل في الاشرفية بالنسبة الى النائب نديم الجميل وفي عاليه للنائب فادي الهبر في حين ان مقعد النائب الجميل متنيا مضمون حتماً وتبقى المعركة على المقعد الثاني.
وفيما تعتبر اوساط مطلعة على نقاشات الكتائب والقوات وما توصلت اليه، تعتبر الاوساط ان لاشيء محسوم بعد ولم يحصل لا تراجع ولا تقدم في هذا المجال، الا ان تبدل الاحوال بين التيار والقوات يؤثر سلباً على تواصل القوات والكتائب انتخابياً. ووفق الملمين بالشأن الانتخابي يمكن تحسس معالم تقارب وطبخة انتخابية يتم التحضير لها بين التيار والقوات في اللقاءات التي زادت وتيرتها وتوسع بيكارها مؤخرا، ومن شأن هذا التقارب ان حصل ان يعقد معركة النائب نديم الجميل في الأشرفية فيما ستدور معركة قاسية على المقعد الثاني في المتن باعتبار مقعد النائب سامي الجميل محسوما.
العقدة الكتائبية الثانية تطال مقعدها في دائرة عالية الشوف بعدما نشطت المساعي الاشتراكية لترتيب العلاقة الانتخابية وقيام تحالف في الشوف وعاليه وفي دائرة بعبدا، وتركز المساعي على الدعم الاشتراكي للمرشح الارثوذكسي في عاليه على ان يتمدد التحالف الى بعبدا ايضا.
وبدون شك فان معركة زحلة الكتائبية لثبيت النائب ايلي ماروني الذي فاز بربح مدو في انتخابات 2009 ضمن تحالف 14 آذار التي تمكنت من تحقيق تسونامي في زحلة بنتيجة 8 نواب لـ14 آذار مقابل صفر لفريق 8، وحيث ان تبدل التحالفات وانتقال المستقبل الى جانب التيار الوطني الحر بما يشكله المستقبل من قوة انتخابية وازنة في تأمين الحاصل الانتخابي لاي لائحة يؤثر في وضعية الكتائب في القضاء.
معنى كل ما تقدم ان الكتائب في انتخابات 2018 لا تشبه الكتائب قبل هذا الاستحقاق، هي مهددة بخسارة لا يمكن تفاديها الا اذا شاءت مفاجآت القانون المجهول النتائج واذا ثبت ان لها قواعدها التي ستلبي نداء رئيس الحزب الى المعارضة، واذا احسنت الكتائب ترتيب تحالفات معينة مع المجتمع المدني وشخصيات مستقبلة. معركة الكتائب الوحيدة المضمونة هي لرئيس الحزب وتبقى امكانية الفوز بالمقعد الثاني التي ستحتاج فيها الكتائب الى حصول معجزة او الى الكثير من عناصر القوة والدفع الانتخابي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك