تفرّغ رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة لساعات، أول من أمس الأحد، لالتقاط الصور لنجله البكر طوني. قال له إنّ الصور المنتشرة له، في إطار حملته الانتخابيّة، "مش عاجبتني"، واختار أن يصوّره بنفسه.
قبل أيّام، وتحديداً يوم الخميس المسمّى شعبيّاً "خميس السكارى"، اختار فرنجيّة أن يكسر تقليداً عمره سنوات. بعد أن أنهى كلمته، طلب من نجله طوني أن يلقي كلمة، للمرة الأولى في هذه المناسبة.
يشبه طوني فرنجيّة والده كثيراً، لكنّه ليس نسخةً عنه. هو ملتزم بخطّه السياسي في العناوين العريضة، ولكن يختلف معه في الأسلوب والتفاصيل.
بات الشاب الذي أرغم على خوض الانتخابات في العام ٢٠١٣، قبل أن تتأجّل، أكثر انغماساً بالسياسة وشجونها. ابن الثلاثين عاماً يحبّ السياسة غير التقليديّة، ولكنّه يعترف بأنّه مرغم على خوضها، بأسلوب والده وقبله جدّه وجدّ والده... "أن تقدّم العزاء لأربع حالات وفاة في اليوم الواحد يشعرك بالكآبة"، يقول، "ولكن هذا حقّ الناس عليك". ثمّ يضيف: "اكتشفت أخيراً بأنّني لا أضحك كثيراً، على عكس أصدقائي". السياسة في جزء منها تعازٍ، يرى فرنجيّة بأسف.
ولكن، بعيداً عن سياسة "الله يرحمو"، يملك المرشّح الشاب الكثير من الأفكار عن لبنان والشمال وزغرتا ومناطق لبنانيّة كثيرة.
يتحدّث فرنجيّة عن قانون الانتخاب بتفاصيل تظهر أنّه يعرف خباياه وحساباته. يعترف بأنّه يهوى الحساب، على عكس والده. ويؤكّد أنّ تحالفات "المردة" غير نهائيّة، والثابت الوحيد تحالفه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب بطرس حرب.
يشبه طوني فرنجيّة والده بالصراحة والشفافيّة. لا يفكّر كثيراً قبل أن يجيب. يقول إنّه معجب برئيس الحكومة سعد الحريري، ردّاً على سؤال عن الشخصيّة السياسيّة التي تلفته من خارج فريقه السياسي، ويتمنّى أن يتعرّف إليه أكثر. ويكشف أنّه كان يميل الى "التيّار العوني" في طفولته، "وهذا أمر طبيعي بسبب شعاراته الرنّانة آنذاك". الطفل صار شابّاً، "وباتت نظرتي الى الأمور مختلفة" يقول، من دون أن يفوته وصفه لعون بأنّه بمثابة جَدّ صالح والجلوس معه يكشف شخصيّة محبّبة. وحين نسأله رأيه بالوزير جبران باسيل، يكرّر عبارة والده الشهيرة "سئيل". ويتابع: "فرحت عندما انتخب ميشال عون رئيساً، ولو كنت أفضّل انتخاب والدي. ولكن ما رأيناه بعدها أصابنا بالخيبة، من التدخل بالقضاء، الى خطّة الكهرباء التي تشوبها شوائب كثيرة، وصولاً الى بقاء حالة البلد على ما هي عليه".
أما عن رأيه برئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، فيقول: "لست أملك رغبةً بالتعرّف إليه. لا أجده شخصيّة مغرية، والسبب شخصي وسياسي في آن، ولو كنت أثق بتنظيم الخلاف مع "القوات".
ويفاجئ فرنجيّة سامعه في حديثه المطوّل في الملف الاقتصادي، فيدخل في التفاصيل ويعلّل بالأرقام ويستشهد بالأمثلة.
ينطق طوني فرنجيّة بما له وما عليه. هو على قناعة بموقف والده من العلاقة مع سوريا ومع المقاومة. وهو يعترف بأنّه سيكون أكثر حركةً وتواصلاً مع الإعلام من والده، ولذلك اختار أن يقيم في بيروت، المركز السياسي، مع تخصيص أيّام في الأسبوع لزغرتا أو إهدن، مقعله الأساس والأول والأخير. أما عن احتمال توزيره في حكومة ما بعد الانتخابات، فيشدّد على أنّ التوزير غير وارد في هذه المرحلة لأنّه يحتاج الى اكتساب خبرة في العمل النيابي، من دون أن تفوته الإشادة بتجربة "المردة" الوزاريّة، من "اليوسفَين" فنيانوس وسعادة وروني عريجي وفايز غصن وبسام يمّين.
ليس طوني فرنجيّة مستعجلاً. هو يعترف بأنّه لا يبدأ في السياسة من الصفر، بل يبني على ما تأسّس. يرغب بصعود السلّم درجة بعد أخرى. هو يدرك أنّه سيكون نائباً في نهاية يوم السادس من أيّار الانتخابي، من دون أن يكشف إذا كان تيّار "المردة" سيوزّع الأصوات بين مرشّحيه.
يطول الحوار مع طوني فرنجيّة، على طاولة من ورودٍ حمراء في منزل المحامي سليمان فرنجيّة، قبل ساعات من عيد العشّاق، وفيه كلام عن السياسة والانتخابات واكتشاف شخصيّة أحد أصغر المرشّحين الى الانتخابات النيابيّة، في دائرة الزعامات المارونيّة.
وقبل "الفالنتاين"، لا بدّ من سؤال عن القلب. يقول طوني فرنجيّة "نعم أنا في حالة حبّ". لا يفصح عن هويّة العروس، "ولكنّها من خارج زغرتا". ونسأل: "هل من الممكن أن تتزوّج في الصيف؟"، فيجيب بابتسامة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك