تتحضّر دائرة بعلبك-الهرمل لمعركة انتخابية يُمكن وصفها بالشرسة بعد دورات انتخابية حسمت النتائج قبل فرز صناديق الاقتراع، ذلك انها الدائرة الوحيدة التي تُخاض فيها معركة بعناوين سياسية واضحة، الثنائي الشيعي ومعه الحزب "السوري القومي الاجتماعي" والمدير العام السابق للامن اللواء جميل السيد تحت لواء لائحة "الامل والوفاء" من جهة، و"تيار المستقبل" و"حزب "القوات اللبنانية" وشخصيات شيعية مستقلّة تحت راية لائحة "الكرامة والانماء" من جهة ثانية.
حبر كثير سال ولا يزال عن "ام المعارك" الانتخابية في دائرة البقاع الثالثة لانها الوحيدة التي اعادت الروح الى الاصطفاف السياسي التقليدي بين فريقي "8 و14 آذار" بعدما اطاحتهما التسوية الرئاسية. وهنا يبقى "حزب الله" مضرب المثل على اهمية النتائج التي ستفرزها صناديق 6 ايار، اذ استنفر جهوده من اعلى القيادة عبر امينه العام السيد حسن نصرالله الذي يتولّى شخصياً إدارة المعركة ويُكثّف اللقاءات الخاصة مع الكوادر الحزبية في البقاع الشمالي من اجل حثّ البقاعيين على الاقبال بكثافة على الانتخاب حتى لو تطلّب ذلك تجوله شخصياً بين القرى والمدن البقاعية لمنع حلفاء "داعش" و"النصرة" من تمثيل ابناء بعلبك-الهرمل على حدّ تعبيره، وهو ابلغ المسؤولين عن حمايته بهذا الأمر، ليأخذوا في حسبانهم استعداده للمخاطرة الأمنية.
على المقلب الاخر، جمعت هذه الدائرة "المستقبل" و"القوات" على لائحة مشتركة بعدما افترقا في معظم الدوائر، ويُشكّل خرق لائحتهما للائحة الثنائي انتصار سياسيا كبيرا ضد الحزب وضربة موجعة في عقر داره، وهذا ما يتقاطع مع كلام لرئيس "القوات" سمير جعجع "بأن ما يحصل اليوم في بعلبك-الهرمل ليس مجرد عملية إنتخابية وإنما إنقلاب تاريخي، فالقضية ليست مجرد إنتخاب نائب او عدمه إنما اكبر من ذلك بكثير، القضية مرتبطة بوجودنا فإما ان نكون موجودين ام لا"، وقول امين عام "تيار المستقبل" احمد الحريري "بأن الفوز بمقعد جميل السيد يساوي 127 نائباً".
حتى الان وقبل إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية ليل بعد غدٍ الاثنين، ستتنافس على الحلبة البعلبكية 4 لوائح، الاولى سجّلها باكراً "حزب الله" بعنوان "الامل والوفاء" وتضمّ: عن المقاعد الشيعية الستة: حسين الحاج حسن، علي المقداد، ابراهيم علي الموسوي إيهاب حمادة، غازي زعيتر (امل) والحليف اللواء جميل السيد، البير منصور عن المقعد الكاثوليكي، اميل رحمة عن المقعد الماروني والوليد سكرية ويونس الرفاعي عن المقعدين السنّيين.
الثانية تضم تحالف "المستقبل" و"القوات" ومستقليّن شيعة وفيها: انطوان حبشي (ماروني-قوات)، يحيى شمص، خضر طليس، رفعت المصري، محمد سليمان، غالب ياغي ومحمد حمية (شيعة)، بكر الحجيري وحسين صلح (سنّة-مستقبل) واللواء سليم كلاس (كاثوليكي حليف "القوات).
الثالثة وتضم: علي زعيتر، فايز شكر، فادي يونس، علي صبري حمادة والحاج حمد ديب (شيعة) مسعود الحجيري (سنّة)، سندرالا مرهج (ماروني) وميشال ضاهر (كاثوليكي).
الرابعة باسم "الأرز الوطني" وتضم: خلدون شريف، عباس يوسف عساف، محمد غسان مصطفى التل، محمد خليل رعد، فؤاد خليل المولى وحمد علي ديب (شيعة)، عادل محمد ورعد حسين سكرية (سنّة)، ليلى يوسف تنوري (ماروني) وسعدالله عرضو (روم كاثوليك).
اما الرئيس حسين الحسيني الذي يتمتّع بحيثية شعبية في البقاع، فيبدو تشكيل لائحته متعثّرا حتى الان بعدما كان يعوّل على النتائج التي ستُحدثها لناحية خرقها لائحة الثنائي الشيعي.
ويبدو ان الامين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي لن يكون بعيداً من المنازلة البقاعية حتى لو لم يُرشّح احداً او يدعم لائحة، ومواقفه التي يُطلقها في خطب الجمعة، لاسيما الاخيرة عندما استهجن وصف نصرالله الشيعة المعارضين للحزب بانهم "شيعة السفارات" وبانهم يدعمون "داعش" و"النصرة"، تشي بانه سيكون في قلب المعركة بحثّ مناصريه على المشاركة في الانتخابات وانتخاب اللوائح المناوئة للحزب.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك