يكاد عدد الصور الإنتخابية يتخطّى عدد الأصوات التي سينالها المرشحون. ليست نكتة، قبل شهر ونصف من موعد الإنتخابات، اجتاحت وجوههم الأوتوستراد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. في الأحياء الضيّقة كذلك الأمر، وبأساليب مختلفة وأكثر ابتكاراً لدى بعض المرشحين وفق القدرة المالية لهم.
كثافة الدعاية في وقت مبكّر أتت على طريقة "ما حدا بيعرف شو بيصير معو". فالقانون النسبي الجديد فتح عيون المرشحين على مستلزمات جديدة، لأنّ البارزين منهم لا يخوضون معركةً انتخابيّة للذة إنعاش الشعبية وصرف الأموال بل يقولون لك "نازل لإربح".
يُريد الفوز بأقصى ما يُمكن تأمينه دعائياً لإرضاء الناخب. في نظر الأغلبية منهم، الصور العملاقة تفعل فعلها. يحرص المرشّح على إبراز الوجه "الجذّاب" و"الآدمي" والشبابي والعصامي و"القريب إلى القلب"... مع جعله Trend يُلاحق المواطن من منزله إلى عمله صباحاً ومساءً. أمّا في حال قررتم القيام بمشوار بلدي في نهاية الأسبوع، فيكون من نصيبكم التعرّف الى وجههم الإنتخابي غير المعتاد. منهم من "ختيَر" والصورة شاهدة، ومنهم من يئس من حال السياسة في لبنان فغاب طويلاً وعاد بصورة لكن دائماً بلا موقف، ومنهم من تمّت إعادته إلى الساحة للحاجة إليه رغم آرائه الحادة من هذا أو ذاك.
يعتقد المرشح أنّ الصور تساهم بقوّة في رفع عدد الأصوات التفضيلية التي سينالها. فاللبنانيون، بحلّتهم الجديدة مع سيطرة مواقع التواصل الإجتماعي، باتوا يعطون الأولوية للـProfile الخارجي خصوصاً إن كان المطروح أمامهم "عارف يلعبها" بالشكل... أمّا المضمون، فلن نترحّم عليه الآن!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك