لأسابيع قليلة، زالت التكلفة بين المواطن العادي والنواب والشخصيات الذين قرّروا الترشّح للإنتخابات النيابية، أو اتخذت قياداتهم أو مرجعياتهم القرار عنهم. من الآن حتى 6 أيار لا مسافة فاصلة بين الناخب والمرشَّح، لذلك قد تعبّر بضعة أسطر عن مزاج "المُشاهدين". اللبنانيون بسوادهم الأعظم اليوم "مُشاهدون" للصور والحملات الإنتخابية والإطلالات المدفوعة وكل ما تراه أعينهم من وحي الموسم.
حضرة المرشّح،
كان لقبُك، إن شيخاً أو بيكاً أو أفندي أو غيره، قد غاب عن بال مناصريك وأصدقائك لسنوات. يُمكن القول أيضاً، إنك غبتَ عن بال الكثيرين، ثمّ عاد وهجك منذ فتح باب الترشيحات والتحالفات وتركيب اللوائح حتى إغلاقها.
للحظة، يكادُ الناخب في لبنان ينسى مآسي الظروف الماضية من تمديدين للمجلس النيابي إلى فراغ لثلاث سنوات في قصر بعبدا رافقه امتداد للنفايات استفاضت في أخباره الصحافة الأجنبية شاشات وأقلاماً. يكفي لن نعدّد الباقي. كاد ينسى حتى رأى نفسه في أجواء انتخابية تنهال عليه بالإتصالات يومياً من مكاتب المرشحين وماكيناتهم.
كثرة الكلام لن تقدّم أو تؤخّر، في النهاية عُدتَ إلى الشعب صاحب الحق في أن "يمنّنك" بموقعك وحجمك في عيون قيادتك أو حلفائك. تعود إلى حيث الفضل الأوّل والأخير. وأنت الأدرى أنّ الشعب لا يُقصي أو يُلغي أو يعزل أو "يضعك على جنب" لصالح سواك... الشعب في صناديق الإقتراع إمّا يُحاسب أو يُكافئ. المطلوب ثلاثة: قليل من الصدق، قليل من التقدير، وقليل من العمل.
حضرة الناخب اللبناني،
لا نُبالغ إن قلنا إنّك المسؤول الأوّل عن كلّ انحراف أو تكاذب أو هدر حقوق قد يحصل في المراحل المقبلة. بيدك في يوم واحد أن تقول كلمةً، ليست مسموعة فحسب بل أنها الحاكم بأمره. أن تُدركَ جيّداً كيف ولمَن تنتخب يعني أنك تقلب موازين مجلس النواب، وتشكّل حكومة من نوع آخر، وتضع شروط وملامح رئيس الجمهورية المقبل.
ما تعجز عنه قيادات الصف الأوّل في لبنان، هو في متناولك للحظة خلف العازل. طبعاً، القانون الجديد لم يأتِ على قدر الطموحات كي نتحدّثَ عن فرصة ذهبية وكلام إنشائي لا يعمّر. لكنّ الحديث المتكرّر عن مفاجآت انتخابية لم يأتِ عبثاً. في لبنان نقمة صارخة لم تعد ترى نعمةً في شيء. تأتيك خطابات عن حقوق المسيحيين وحقوق المُسلمين من دون أيّ ترجمة عملية على أرض الواقع منذ التسعينات حتى اليوم، ويُكثرون الكلام عن العيش المُشترَك ولا يتعايشون في الطائفة الواحدة، ويُجاهرون بالسيادة ثمّ ترى سياحة عسكرية على الحدود وتبريرات غير مُجدية. يدّعون أنهم في حرب مع الفساد ثمّ يظهر بأبهى حلله ويُثير ألف تساؤل وتساؤل من دون إجابة مُقنعة...
إلى المرشّح والناخب، قفوا لمرّة واحدة وجهاً لوجه وقولوا ما عندكم... كل ما عندكم!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك