في عالم كرة القدم، غالباً ما تُستخدَم عبارة "مباراة داخل المباراة"، حين يتواجه لاعبان، كلٌّ من فريق، لأنّهما يتنافسان على لقب الهداف أو أفضل لاعب أو بسبب خلافٍ قديم بينهما.
في الانتخابات اللبنانيّة، مع مزيج الشعارات والسخافات، وهذه كثيرة، ثمّة انتخابات داخلها تملك مذاقاً خاصّاً ومتعة، خصوصاً لنا معشر الصحافيّين. إنّها مباراة ابراهيم كنعان وسامي الجميّل.
في المباراة الانتخابيّة التي نتابعها الكثير من الدلالات على تراجعٍ في مستوى "اللعب". في الأمس، قدّم حزب الله لعباً خشناً نُقل على أثره الصحافي علي الأمين الى المستشفى، من دون أن يرفع الحكم الانتخابي بطاقةً حمراء. الحكم يُسأل هنا، وفي أكثر من مكان، عن نزاهته.
وقبل الأمس، شهدنا على ترشيحات فيها الكثير من الوقاحة لأنّ أصحابها لا يستحقّون الترشّح الى عضويّة لجنة بناية، ومع ذلك نرى صور بعضهم، من مختلف الأحجام، منتشرة على الطرقات لتزيد من التلوّث البصري الذي نعاني منه. وللأسف، يجد هؤلاء جمهوراً يصفّق ويهتف وينتظر مباراةً جميلة، ما يذكّرنا بمثلٍ شعبيّ عن "الدبس والنمس".
في المتن، حيث قُدِّرَ لي أن أكون ناخباً، نتابع مباراةً عالية المستوى بين نائبين مرشّحَين هما ابراهيم كنعان وسامي الجميّل. قد يؤيّد بعضكم هذا النائب، وقد يؤيّد البعض الآخر ذاك، إلا أنّ الثابت هو أنّ المباراة ممتعة بينهما وتزداد حماستها يوماً بعد آخر، وعلى الرغم من اللجوء الى بعض الخشونة اللفظيّة يقدّم "اللاعبان" مستوى عالٍ نفتقده في غالبيّة الدوائر.
ابراهيم كنعان وسامي الجميّل صديقان سابقان، تواجها مراراً في الأعوام القليلة الماضية على ملعب التوتر العالي في عين سعادة، وملعب النفايات في ساحل المتن، وملاعب الضرائب والموازنة، وآخر فصولها المادة ٤٩. أما المواجهة اليوم فهي على ملعب الانتخابات النيابيّة، وهي أقسى المواجهات، كأنّنا في كأس العالم، بلغة كرة القدم.
سيخرج كنعان والجميّل، حتماً، فائزين في ختام يوم ٦ أيّار، إلا أنّ المنافسة تبقى على الصدارة ما يجعل تخلّي الثاني عن أصواتٍ لصالح رفيقٍ له في لائحة "نبض المتن" أمراً صعباً، وما يجعل من واجب كلّ مناصر للتيّار الوطني الحر أن يمنح صوته لكنعان في معركته التي هي أيضاً معركة "التيّار".
ومن اليوم وحتى السادس من أيّار، سنستمتع بمباراة كنعان والجميّل وما تشهدها من لمحات فنيّة ومن تسديدات ومراوغة وأهداف، تماماً كما يستمتع الجمهور الكروي بمتابعة مواجهات ميسي ورونالدو.
إنّها مباراة داخل المباراة يستحقّها الجمهور الذي يعاني مللاً في مواجهاتٍ على ملاعب أخرى... فمن سيسجّل "غول" الفوز؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك