مهما تزاحمت الأضواء الإنتخابية في هذه الأيام، تبقى البترون الجزء الأكثر جاذبية والأكثر قابليّة للأخذ والرد. معركة البترون بدأت باكراً جداً. منذ سنة وأخبار المواقع وتقارير نشرات الأخبار والجلسات الخاصة حافلة بالحديث عن البترون. في كسروان يتكلّمون عن البترون، في المتن أيضاً، في بعبدا ومعقلها، وجنوباً أيضاً... معركة القضاء تكاد تختصر دائرة الشمال الثالثة بكاملها!
أضواء المشهد الإنتخابي يخطفها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل منفرداً. الرجل يبلغ عتبة البرلمان هذه المرّة ليكسر التحدّي الذي يعيّره به الخصوم. بعد دورتين، الثالثة ستكون ثابتة. فوز باسيل بالمقعد الأوّل في البترون محسوم وفق الأرقام والإحصاءات واستطلاعات الرأي كافّةً. خصومه لم يجدوا المفتاح المناسب لإسقاطه أو الوقوف أمامه "راس براس"، فـ"الكتائب" و"القوات" على لائحة واحدة وبطرس حرب على لائحة ثالثة، وبالتالي انتقلت المعركة إلى داخل البيت.
في البترون مقعدان مارونيّان. الأوّل يترشّح عليه باسيل، والثاني... مَن الثاني؟ إنّه السؤال "اللغز" الذي إن تشاطرتَ صحفياً وجدتَه، أمّا إن لم تهتم بالأمر فلن يمرَّ على مسمعك الإسم بتاتاً. كي يستكمل لائحة "الشمال القوي" بمقعد ثانٍ في عقر داره، من المهم أن تعلم مَن كان مستعداًّ للزود عن رئيس "التيار" بالروح والدم.
متى سألتَ عن الشريك المستعدّ للسقوط "شهيداً" عند بوابة الشمال، سمعتَ منهم أنّه "الآدمي الهادئ والمهذّب". ليست سهلة أن يرد إسمك على لائحة مع شخصيات كجبران باسيل وميشال معوّض وغيرهما فيما تكون الوحيد الذي لم يُطلق حملة انتخابية ترويجية ولم يأخذ الصور ويملأ طرقات البترون ساحلاً ووسطاً وجبلاً لها. نعمة ابراهيم قبل ان يُكتَب في سجّله أنه ترشح يوماً على لائحة باسيل من دون حملة وحركة انتخابية وجولات وصفحة على "فايسبوك" وغيرها من ظواهر الإنتخابات. نعمة ابراهيم، عضو هيئة قضاء البترون في "التيار"، ينفي في حديث لموقع mtv، وجود أيّ اتفاق بينه وبين باسيل وراء ترشيحه مقابل وعدٍ بمركز في المستقبل أو إرضاء من نوع آخر. يحلو له عن قناعة أن يصف نفسه بـ"جندي في التيار الوطني الحر". يُقلّل الكلام ويختار ما يصدر عنه بدقّة تحسّباً لأي خطأ قد يضخّمه الإعلام. المرشّح المحكوم عليه بالسقوط حتماً، يرى نفسه جندياً ويُشبّه نفسه بجنود الجيش المستعدّين للإستشهاد.
ولدى سؤال أحد المسؤولين في حزب خصم لـ"التيار" عن الأصوات التفضيلية التي سينالها، يُسارع إلى القول "صفر، أو قد يمنحه جبران بضعة مئات كي لا يخرج بنتيجة مُهينة".
نعمة ابراهيم ليس الأوّل والأخير. النسبية مع الصوت التفضيلي أكثرت من الجنود الشهداء ورفعت من مقام المرشّح لبضعة أيام... إنه المرشح "اللي ما سقط".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك