اعتّد طرفا تفاهم معراب طويلا بتوصلهما إلى طي صفحة الخصومة الطويلة بينهما، وهي الممهورة بدماء كثير من شهداء الحرب اللبنانية. لكن النجاح الذي سجله التيار الوطني الحر والقوات في هذا المضمار لا ينفي أن سهام الإتهامات السياسية بين الحزبين أصابت الاتفاق في الصميم، بما من شأنه أن يفتح المجال واسعا أمام تساؤلات مرتبطة بمدى قدرة اتفاق "الشريكين المسيحيين" على الصمود في وجه الاتهامات المتبادلة. علما أن السجال الدائر بين الحزبين ليس جديدا، وقد أذكته معركة فرض الشروط الحكومية، والتي أطلق العونيون نفيرها باكرا، رافضين تسلم معراب وزارتي الطاقة والشؤون الاجتماعية (مجددا)، وإن كانوا يؤكدون تمسكهم بالاتفاق الذي وقع عام 2016.
في السياق، شدد عضو تكتل لبنان القوي النائب حكمت ديب في حديث لـ "المركزية" على أن "التفاهم باق، وهذا أمر متأت من قرار اتخذته القيادة الحزبية لأن يجب المحافظة على هذا الاتفاق، وإن كانت المعركة الانتخابية شهدت بعض التجاوزات، علما أن الاتهامات التي كيلت لوزرائنا قبل الانتخابات وفي أثناء الاستحقاق، كانت خطيرة ومن واجبنا الرد عليها لتصويب الأمور".
ولفت ديب إلى أن اتهامات الفساد كيلت لنا ولوزرائنا منذ إنطلاق الكلام عن خطة الكهرباء، وما تلاها من ملفات، وكان من واجبنا الرد على اتهامات خطيرة كهذه، لتوضيح الأمور للرأي العام".
وعن سبب رفض التيار العودة القواتية إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي تسلمها الوزير القواتي بيار بو عاصي في أولى حكومات العهد، ذكّر ديب "الجميع أن قضية وجود النازحين السوريين في لبنان من اختصاص وزارة الشؤون، غير أن الوزير بو عاصي لم يتخذ أي موقف من هذا الملف ولم يدافع عن لبنان ومصلحته العليا، فيما المجتمع الدولي استخدم كلاما مخيفا وخطيرا جدا في هذا الإطار. لذلك، نقول إننا نريد تصويب الأداء لأن هناك أمورا لا تجوز أن تبقى على حالها لأنها تحمل ضررا وطنيا يشمل الجميع".
وفيما يخص الشروط العونية المبكرة على الحكومة الجديدة وتركيبتها، وهو موقف متصلب يرى فيه البعض عصيا في دواليب التأليف، نبه إلى "أننا أكبر تكتل في المجلس النيابي الجديد، وهذا مؤشر إلى أن اللبنانيين عبروا عن تأييدهم له، وإن كنا لا ننكر أحجام الآخرين. لكن لا بد من ترجمة الارادة الشعبية في أول حكومة بعد الانتخابات. إنطلاقا من هنا، يجب أن يتم توزيع الحصص الوزارية نسبة إلى الأحجام، ونحن نحترم الجميع. لكننا لا نريد أن يقلل أحد من حجم أكبر تكتل نيابي".
وردا على الكلام عن مساع سياسية تبذل وراء الكواليس لـ "عزل القوات"، اعتبر ديب أن هذا الكلام ما عاد ينطلي على أحد. وهو أسلوب سبق أن استخدمه النائب وليد جنبلاط ليتمكن من حصد أصوات الناخبين. واليوم تلجأ إليه القوات. لكننا ندعو إلى العمل معا لأن المواطن في حاجة إلى كثير من الأمور، بعيدا من الاتهامات الباطلة والمناكفات. ولا نريد أحدا في المعارضة، بل نريد وضع البلد على السكة الصحيحة من خلال الخطط الموضوعة لهذا الهدف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك