عقد وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده وسفير ألمانيا لدى لبنان مارتن هوث، ورشة عمل لبنانية ألمانية ضمت من الجهة الألمانية إلى جانب السفير وفدا ألمانيا يجمع ممثل الوزارة الفدرالية الألمانية للتعاون الإقتصادي والتنمية B.M.Z الكسندر شرايدر، ومدير مؤسسة K.F.W الألمانية في بيروت الدكتور كريستوف شافر والمديرة الإقليمية لوكالة G.I.Z الألمانية في لبنان والأردن كيم ستوفل، وفريق عمل السفارة من المستشارين والخبراء وفريق عمل المؤسسات الألمانية الثلاث في لبنان والمنطقة.
وحضر عن الجانب اللبناني كل من المدير العام للتربية فادي يرق، المديرة العامة للتعليم المهني والتقني سلام يونس، مديرة مشروع التعليم الشامل ورئيسة المصلحة الثقافية صونيا الخوري، ومديرة الإرشاد والتوجيه والإمتحانات هيلدا الخوري والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، ومنسقة مشروع التعاون إيمان عاصي والمستشارة فيكتوريا كوليس والإختصاصية التربوية ميساء مراد.
ورحب الوزير حماده بالسفير والوفد الألماني الرفيع، معبرا عن ارتياحه لعقد هذه الورشة بين الجانبين والتي تتناول بعمق وبكل التفاصيل مرحلة التعاون الثنائي والمرحلة المقبلة الهادفة إلى تحقيق إستقرار أكبر في القطاع التربوي والنهوض وتحسين نوعية التعليم ومستوى الأنشطة للتلامذة اللبنانيين والنازحين، وبناء تأهيل المدارس الرسمية.
وشدد على أهمية تطوير العلاقات اللبنانية الألمانية، سيما وأن هذا الإجتماع يشكل مناسبة بالغة الأهمية لأنه يأتي في وقت دقيق بالنسبة للمشاريع والتطلعات والتخطيط للمستقبل.
وعبر الوزير حماده عن فخره واعتزازه بالدعم الألماني للبنان والذي بدأ مع وزراء التربية قبل تسلمه المسؤولية وهو دعم مستمر معه ويرغب بأن يبقى ويستمر مع الوزراء الذين سوف يأتون بعده. وقا:"إننا نعمل لتأمين التنسيق والتواصل والدعم ليس فقط تحت ضغط أزمة النزوح بل من أجل مستقبل القطاع التربوي إن لجهة التعليم العام أو المهني والتقني، وفي مجال التعليم النظامي وغير النظامي والتدريب وبناء المدارس وتأهيلها.
وتحدث السفير الألماني مارتن هوث، معبرا عن سروره لعقد هذا اللقاء العملي من أجل متابعة التنسيق الذي تم تأسيسه منذ سنوات مع وزارة التربية ومع وزارات أخرى مثل الشؤون الإجتماعية والطاقة وغيرها، وأكد متابعة الإلتزام بسياسة التعاون والمشاركة في دعم هذه المشاريع. وأكد "أننا نواجه معا التحديات، وأن هذه المرحلة هي فرصة للعمل مع الوزارة من أجل الشعب والأجيال في لبنان وفي ألمانيا".
ولفت هوت إلى "أننا سنعمل معا إنطلاقا من التزامنا السياسي بالتنسيق وتأكيد حرية لبنان وسيادته ونهوضه، سيما وأننا نكثف التعاون في وقت الأزمات، ونريد أن نرى النازحين يعودون إلى بلادهم في ظروف آمنة، ويجب أن يتم ذلك، وهم يرغبون بذلك، وعلينا أن نبذل مع المجتمع الدولي جهودا إستثنائية للقيام بذلك". وقال:"إننا مهتمون جدا بالتعاون ليس فقط في الأزمات بل في كل الظروف، وإننا نقدر عاليا الدعم المتميز الذي قدمه لبنان لجهة إحتضان النازحين وتعليمهم، ونقدر الأعباء التي يتحملها من أجل هذه القضية".
وأضاف:"إن تعاوننا يشمل برامج RACE 1 و RACE 2، ونتابع باهتمام تعليم النازحين السوريين والفلسطينيين والعراقيين في المدارس اللبنانية والرسمية، ونعمل وفقا للأولويات التي يراها لبنان في هذه المسائل".
وتحدث المدير العام للتربية فادي يرق، مرحبا بالسفير وممثلي المؤسسات الألمانية المشاركة، مؤكدا "أن هذه الورشة تأتي لمتابعة المحادثات اللبنانية الألمانية، الهادفة إلى مساعدتنا في النهوض بالقطاع التربوي". وأشار إلى "الإلتزام الذي عبرت عنه ألمانيا هو محط تقديرنا، سيما وأنها أكبر المانحين في مشروع التعليم الشامل RACE. وقد أثبتت منذ بداية الأزمة أنها في مقدمة الشركاء الذين يدعمون لبنان لإدخال أكبر عدد ممكن من المتعلمين إلى المدارس، والحصول على التعليم الجيد. كما أن ألمانيا هي عضو فاعل في اللجنة المعنية بتأمين المساهمات والأكلاف المطلوبة لإنجاز العمل، وكشف أن ألمانيا عملت على تشجيع المانحين الآخرين من أجل المشاركة في دعم المشاريع التربوية وتوفير وسائل بناء نظام تعليم مستدام".
أضاف:"اليوم تنتقل وزارة التربية من مرحلة الإستجابة للأزمة إلى مرحلة إدارة التحديات من أجل تحقيق النهوض على الرغم من الظرف الدقيق للأزمة، لكننا نسعى إلى ملاءمة قدراتنا لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في قطاع التربية 2030" .
وشدد على "أن لبنان يطلب من المجتمع الدولي رفع قيمة الدعم لبرنامج RACE 2 وتحقيق جودة التعليم ورفع فعاليته وتحسين مخرجات النظام التربوي اللبناني". وأكد التركيز على التطوير والتنمية، والسعي من خلال المحادثات إلى مراجعة المشاريع الماضية للتحضير للمستقبل بصورة أفضل".
وأشار ألكسندر شافر في مداخلته إلى النجاح الكبير الذي حققه لبنان في تسجيل ما يفوق الـــ 200،000 من التلامذة النازحين في مدارسه الرسمية، لافتا إلى التحدي الماثل بالعمل على إدخال تلامذة جدد إلى التعليم. ورأى "أن هذه المهمة لا تتحملها وزارة التربية اللبنانية وحدها بل أننا سوف نواصل جهودنا المشتركة لكي نركز على تقوية القطاع التربوي، وتأهيل المدارس وتحسين الأنشطة، وتمكين لبنان من تحسين نوعية التعليم للجميع، وهذه مناسبة عملية للنقاش في مضامين المشاريع والعمل على تنفيذها".
وتحدثت مديرة التعليم الشامل صونيا خوري عن العمل المشترك من أجل تحسين نوعية التعليم وجودته ورفع مستوى البيئة التعليمية وكيفية توفير مستلزمات النهوض، ولفتت إلى أن العمل يجب أن يتم بصورة متوازية على رفع نسبة الإلتحاق بالتعليم النظامي، مع العمل على برامج الجودة، وتوفير الفرص لتسجيل الجميع في كل مبادرات التعليم.
واشارت مديرة الإرشاد والتوجيه والإمتحانات هيلدا الخوري إلى أهمية العمل على الدمج المدرسي والعناية بالتلامذة الذي يعانون صعوبات تعلمية واحتياجات خاصة، وأشارت إلى الجهود المبذولة في هذا السياق والتي تشمل اللبنانين والنازحين في الدوامين وإلى أهمية الدعم النفسي والتربوي والإجتماعي وضرورة توفير الأموال للقيام بهذه المهام.
وتم بعد ذلك عرض على الشاشة لكل مكونات المشاريع والمساهمات التي قدمتها المؤسسات الألمانية والتي تقدمها والتي بلغت حتى اليوم نحو 197 مليون يورو. وتم البحث في التحديات وخارطة الطريق من أجل تأهيل البنى التحتية المدرسية واستقطاب عدد أكبر من المتعلمين في التعليم النظامي وغير النظامي.
وتابع المجتمعون بعد ذلك مناقشة كل نقطة وإستيضاح التوجهات وسلوك الطرق الفضلى للوصول إلى الأهداف المرسومة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك