شدّد المهندس هنري صفير على أهمية الموالفة في لبنان التي كان قد أوحى بها البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي، موضحاً ان الموالفة ليست فقط العيش معاً بل العيش بتناغم وتضامن.
كلام صفير جاء بعد قداس أقامه في كنيسة العنصرة في دارته في ريفون، حيث ترأس الذبيحة الإلهية المطارنة بولس روحانا وسمير مظلوم وغي بولس نجيم وبولس منجد الهاشم وانطوان نبيل العنداري والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، بحضور النواب نعمة افرام، شوقي الدكاش، هاكوب ترزيان ونعمة الله ابي نصر ورئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد، وحشد من فاعليات المنطقة والشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية.
وبعد القداس أقام صفير عشاء لمناسبة عيد العنصرة، حيث ألقى كلمة، رحب فيها بالحضور واستذكر شقيقه الذي غيّبه الموت منذ أشهر، وقال: "خلال زيارتي الأخيرة الى باريس أتاني رجل عالِم في السياسة الإقتصادية والنقدية وخبير قريب جداً من المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وسألني ماذا تفعلون في لبنان منذ أكثر من نصف قرن وكيف تهدمونه، وتمنى ذاك الرجل ألا يكتفي لبنان بمرضه بل أن يسعى الى الشفاء منه".
وأضاف صفير: "عانى لبنان ويعاني كثيراً من الحروب على أرضه ومن حوله، فبعدما تحمّل عبء اللاجئين الفلسطينيين فإنه اليوم يتحمّل ثقل النازحين السوريين".
وشدّد صفير على أن "لبنان يقع في شرق أوسط ملتهب"، معتبراً "أننا والحالة هذه لا نستطيع أن نتأمّل إلا بأمن نسبي"، شاكراً السلطات الأمنية التي سمحت لنا حتى الآن ان يبقى لبنان جزيرة آمنة نسبياً.
وتابع صفير: "لبنان لا يعاني من حروب فقط بل ايضاً يعاني من الغباء في سياسته في النقد والإقتصاد"، قائلاً: "أول درس في علوم الإقتصاد السياسي أن الوفر الوطني يجب أن يكون هو الدافع الأول للإقتصاد الوطني"، سائلاً: "لماذا يكنز هذا الوفر في البنوك ليثمن عجل الذهب الذي يبني له المحظوظون هياكل ثرواتهم، ليهرع إليها الشعب الفازع فيقدّم البخور".
وأوضح ان الوفر الوطني لا يجوز أن يكنز في المصارف بل يجب ان يكون المحرّك الأول والدافع الأكبر للإقتصاد الوطني، لافتاً الى أن المراجع الدولية قد سئمت من بلد قادت أزماته حكومات متتالية لفّت الأخلاق بالكفن، وإنها سئمت ايضاً من إدارات فاسدة تنفق أموال لبنان وتغرف منها.
وسأل صفير "الى أين نحن ذاهبون؟!"، قائلاً: "السياسة الإقتصادية رهينة إدارة فاسدة فاسقة فاجرة، آملاً من النواب المنتخبين كما من الذين ترشحوا الى الإنتخابات، ومن الناخبين بالذات الذين ترقّوا من رتبة مواطن الى رتبة مواطن مسؤول، أن يساهموا في دفع عجلة الدولة الى الأمام".
وشدّد على أن المواطن المسؤول يراقب ويحاسب ويعاتب، وإذا اقتضى الأمر يعاقب.
وإذ أمل أن يصبح كل اللبنانيين مواطنين مسؤولين ليقوم لبنان من أمراضه، معتبراً ان هذه القيامة يجب ان تكون ظاهرة مستمرة نتيجة الجهد الكامل واتحاد المواطنين، آملاً أن تكون هذه القيامة قريبة.
وأضاف: "القيامة هي في إدارة جديدة مبنية على الكفاءة والعلم. إدارة تبعد الفاسدين والمفسدين، إدارة تبعد الراشين والمرتشين.
وأكد صفير ان قيامة لبنان هي بإقتصاد يغمر بتقشّفاته أولاً ثم خياراته جميع المواطنين، محذّراً من الإتكال على الديون لأنها تقتل السيادة الوطنية، حيث يصبح لبنان راضخاً لإرادة الدائن وإدارة المانح".
وإذ دعا الى بناء اقتصاد مجدٍ، نوّه بأن قيامة لبنان ايضاً مبنية على جيش شرفه في حسامه وانتسابه الى الدولة فقط، وعندئذ يعود لبنان وطن الإنسان، وطناً يحترم حقوق الإنسان ويؤمّن الحق والمساواة والعدل، وطناً يكون عيش الإنسان فيه يليق بالإنسان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك