أقام "اللقاء الأرثوذكسي" غداء تكريميا على شرف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بحضور ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي المتروبوليت الياس كفوري، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، سفير روسيا الاتحادية ألكسندر زاسبكين، النواب: نقولا نحاس، أسعد ضرغام وجورج عطا الله، الوزيرين السابقين: بشارة مرهج وكابي ليون، النائبين السابقين: سليم حبيب وغسان مخيبر، محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، عضو مجلس الخدمة المدنية أنطوان جبران، رئيس هيئة الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، القائم بأعمال سفارة قبرص كرياكوس بوجياتزيس، مدير الشؤون المالية والإدارية في وزارة الخارجية كنج الحجل والضباط: مفتش عام الجيش اللبناني اللواء سمير الحاج، رئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، مدير مديرية التحقيق المركزي في أمن الدولة العميد إدمون غصن، قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، القاضيين في ديوان المحاسبة إيلي معلوف ووسيم أبي سعد، عضو لجنة الرقابة على المصارف سامي العازار، ورؤساء اتحادات البلديات والبلديات وأعضاء مجالس بلدية أرثوذكسية ومخاتيرها، ولفيف من الكهنة الأرثوذكس وشخصيات إعلامية واقتصادية واجتماعية أرثوذكسية وأعضاء الهيئة الإدارية والهيئة العامة في اللقاء الأرثوذكسي.
وألقى الفرزلي كلمة قال فيها: "لا مساومة على حقوق المسيحيين الأرثوذكسيين ودورهم في صياغة القرار السياسي اللبناني حتى لو استطاع البعض التسلل إلى بعض مواقع كنسية أو مدنية في الطائفة الأرثوذكسية في محاولة لإجهاض مسيرة إنتاج هذا الدور".
وجزم "أن الانتصار الأول الذي حققه كنائب رئيس مجلس النواب في المرحلة الأولى سيترجم بانتصار جديد في المرحلة الثانية من خلال انتخاب نائب رئيس الحكومة اللبنانية من صلب الطائفة الأرثوذكسية"، وقال: "إن البعض يحاول أن يلعب على وتيرة التناقض المذهبي الموروث بجعله قضية مركزية منذ أن طرح قانون اللقاء الأرثوذكسي".
وأوضح أن "القانون الانتخابي الحالي استطاع أن يعيد إنتاج حوالى 57 نائبا مسيحيا، وهو بأسبابه الموجبة وبروحيته نتيجة من نتائج قانون اللقاء الأرثوذكسي".
وتطرق إلى "قضية النازحين السوريين باعتبارها قضية مركزية يدلل عليها في المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وآخرها مؤتمر بروكسل"، وقال: "هذه المؤتمرات تتفنن بابتكار الأساليب المختلفة لتمكين النازحين السوريين في لبنان من خلال إنشاء شركات اقتصادية تحت عناوين تعاطف المجتمع الدولي المزعوم مع قضية النازحين السوريين، برصيد يتعدى ال400 إلى 500 مليون دولار، بما يشكل وجها آخر لتوطينهم في لبنان بعد أن جرت عملية توطين الفلسطينيين".
وذكر الفرزلي ب"المعادلة التي أرساها فخامة رئيس الجمهورية بأننا نحن في لبنان، وهم في سوريا، لنا استقلالنا ولهم استقلالهم، والذي يتحكم بمسار العلاقات هو المصالح العليا للبنان، سيدا حرا مستقلا".
كما أثنى على "موقف الرئيس سعد الحريري الذي حدد أن الهدف النهائي يجب أن يكون عودة السوريين إلى بلادهم، حفاظا على استقلال لبنان وسيادته وديمومة كيانه".
وتحدث الفرزلي عن الظروف التي أدت إلى "إخراج الرئيس الأرثوذكسي شارل دباس من دائرة رئاسة الجمهورية، بعد إصرار الأرثوذكس في حينه على رفض نتائج اتفاقية سايكس بيكو"، مؤكدا أن "الأرثوذكس، إلى جانب الموارنة الذين يشكلون العمود الفقري للوجود المسيحي في لبنان، هم كلهم واحد في سبيل حفظ سيادة لبنان واستقلاله".
من جهته، أشار الأمين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل إلى "أن الميثاق الوطني، كما أنه خصص الرئاسة الأولى للاخوة الموارنة، والثانية للاخوة الشيعة، والثالثة للاخوة السنة، فقد خصص أيضا نيابة الرئاستين الثانية والثالثة للأرثوذكس، نظرا لغياب الرئاسة الرابعة في لبنان، حتى الآن"، موضحا أن "كلا من النيابتين، إنما يشكل نصف رئاسة".
وشدد على "إصرار اللقاء الأرثوذكسي على أن يجسد من يتبوأ كلا من هذين الموقعين، الوجدان الأرثوذكسي، كما يصفه غبطة البطريرك يوحنا العاشر"، مشيرا إلى أن "ذلك تحقق بانتخاب شخص إيلي الفرزلي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب"، وقال: "ننتظر من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يختار نائب رئيس الحكومة من حصته، كما جرت العادة، وهذا من حق فخامته، ومن حقنا عليه نحن الأرثوذكس، لأن هذا الموقع هو الموقع المسيحي الثاني في السلطة التنفيذية، والخامس تراتبيا في الدولة اللبنانية. ولذلك، يجب ان ينسحب المبدأ نفسه على موقع دولة نائب رئيس الحكومة، باعتباره النصف الثاني من الرئاسة الرابعة".
أضاف: "نجدد ما سبق أن طالب به اللقاء الأرثوذكسي الحكومة اللبنانية علنا في تموز عام 2016 وأيلول عام 2017 أمام الحشود الشعبية التي شاركت في اليوم الثقافي الذي ينظمه اللقاء سنويا، حيث كان شدد على ضرورة الخروج من العقد البالية التي تحول دون التواصل مع الحكومة السورية، بغية إقفال ملف النازحين السوريين بإعادتهم إلى قراهم وبلداتهم بكرامة، ونؤكد أن للبنان وشعبه مصلحة عليا في ذلك على كل الأصعدة، وبعيدا عن أي عنصرية غرائزية".
وأشار إلى "ما تتعرضه له الكنيستان الأنطاكية والروسية، وغيرهما من الكنائس الأرثوذكسية لأسباب سياسية باتت مكشوفة تتعلق بالدور الروسي الفاعل بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، بما له من تأثير بالغ في التوازن العالمي وحماية الأقليات بصيانة وحدة الشعوب ضمن أقطارها في هذا المشرق".
وأيد أبو فاضل "كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله حول القدس"، وقال: "إن القدس تعنينا أيضا، وبخاصة أننا مسيحيون، ونحن نرفض مؤامرة التلاعب بأوجه هذه الحقيقة التاريخية، وعلينا أن نصد كل محاولة لجعل القدس عاصمة لدولة اليهود، ونحن على خلاف عقائدي معهم منذ 1985 سنة، عندما اختاروا تخلية براباس عوضا عن السيد المسيح".
وفي الختام، هنأ أبو فاضل "الفرزلي على الطريقة التقليدية الأرثوذكسية بثلاثية الاستحقاق قائلا له باللغات الروسية واليونانية والعربية: "داستويين، أكسيوس، ومستحق."
كما كانت كلمة للشاعر جورج شكور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك